استطاعت تنزانيا أن تجمع فرقاء الحركة الشعبية الذين تربطها بهم علاقة تاريخية، فقد كانت مهد الحركة الشعبية لتحرير السودان، حيث أسس الراحل دكتور جون قرنق فكرة الحركة الشعبية في تنزانيا، ولكن شاءت الظروف أن يجتمع قيادات الحركة الآن لا لأجل تطوير فكرة تأسيسها، ولكن لطي الخلافات التي اندلعت بين الأطراف في نهاية العام الماضي بسبب السلطة، وبعد وساطة من منظمة الايقاد التي لم تصل لتسوية لوقف الحرب في الجنوب تمكنت تنزانيا- لأول مرة منذ اندلاع الأزمة- بجمع أفرع الحركة الشعبية الأم التي انقسمت لثلاث مجموعات بعد الخلافات التي نشبت بين قادتها في ديسمبر الماضي، لتصبح الحركة الشعبية جوبا بقيادة الفريق سلفاكير ميارديت والحركة الشعبية معارضة بقيادة دكتور رياك مشار والحركة الشعبية مجموعة العشرة (جي تن) بقيادة باقان أموم والأخيرة تمثل المجموعة التي تم سجنها باتهام من رئيس جمهورية دولة الجنوب سلفاكير بانها تسعى للإطاحة به، وتم اعتقالهم يوم 16 / 12 / 2013م ، وتم اطلاق سراحهم على دفعتين الدفعة الأولى تم اطلاقها في شهر ديسمبر عقب زيارة رئيس كينيا هورو كنياتا لدولة الجنوب، والدفعة الثانية تم إطلاق سراحهم في ابريل 2013 م بطلب من رياك مشار رئيس المعارضة المسلحة لجنوب السودان، حيث اشترط حينها باطلاق سراحهم مقابل ذهابه للمفاوضات وتضم مجموعة (جي تن) باقان اموم وزير السلام السابق، وهو رئيس المجموعة، ودينق الور وزير مجلس الوزراء السابق، وكوستي مانبا وزير المالية السابق، ومادود بيار وزير الاتصالات، وشول تون مياي حاكم ولاية البحيرات رمبيك السابق، ودكتور هاي تنك وزير الشباب والثقافة والرياضة السابق، وقير شوانق وزير الطرق والجسور السابق، وياي دينق أجاك وزير الاستثمار السابق، ودكتور مجاك أكوت نايب وزير الدفاع السابق، وجون لوك وزير الشؤون القانونية والدستور وهو الذي أعطى سلفاكير صلاحيات واسعة عبر الدستور الذي وضعه في العام 2011م، وهذه المجموعة لا تمتلك قوة عسكرية ولا مساندين، ولكنهم يمتلكون ثقة دولية ويطلق عليهم في الاسواط الجنوبية بمجموعة (CIA) ويتهمونهم بمنفذي أجندة أمريكا وإسرائيل ويوغندا في دولة جنوب السودان. ٭ اروشا وأهداف تجمع قيادات الحركة الشعبية: جاءت المباحثات بمدينة اروشا التنزانية تلبية لدعوة من الرئيس التنزاني جاكايا كييكيوتي للتوسط من أجل النزاع القائم بدولة جنوب السودان الوليدة، وتم برعاية الحزب الحاكم في تنزانيا (chama cha Mapinduzi) ولأول مرة يلتقى فيها قيادات الحركة منذ اندلاع الحرب في الجنوب، اتفقت الأطراف على خمسة أهداف رئيسية، وهي مواجهة أسباب المشكلة في جنوب السودان، ووقف الحرب وإعادة الاستقرار والسلام وإعادة تنظيم قيادة الحركة الشعبية الأم التي كان رئيسها الفريق سلفاكير ونائبه دكتور رياك والأمين العام باقان، وأيضاً اتفقت الأطراف على الانتقال السلس في السلطة ورئاسة الحزب الحاكم وتشكل لجنة لإعادة الإعمار والتنمية، ومحاربة الفساد كما احتوت الاتفاقية على أجندة المشاكل السياسية، ومشاكل التنظيم في الحركة الشعبية، ومشكلة قيادة الحزب ووقع على الاتفاقية عن الحركة الشعبية جوبا دانيال اويت اكوت، وعن الحركة الشعبية المعارضة بروفيسور فيتر ادوك جاما وعن مجموعة (جي تن) باقان أموم ويرى الباحث في شؤون دولة جنوب السودان السلطان شول ليم إن فتح باب وساطة جديدة يعني أن الإيقاد فشلت، منوهاً أن مشكلة الجنوب بدأت بالحركة الشعبية، ولكنها تفشت في جميع أنحاء البلاد، وأصبح المقاتلون من الجانبين لا يمثلون الحركة الشعبية.. مشيراً إلى أن الحرب ضربت كل الجنوب، وتأثرت بها مناطق البترول، وأصبح هناك تدخل أجنبي وأكد أن نسبة نجاح الاتفاق ضعيفة، لأن ما يحدث في الجنوب أكبر من مشكلة الحركة التي تم التفاوض حولها في اروشا بتنزانيا.. فيما أكد للمراقبون أن الحركة انقسم الى ثلاث مجموعات، ولا يمكن أن تترشح في إطارها القديم للانتخابات القادمة.