رؤى كثيرة وسيناريوهات عديدة تنتظر جولة التفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال المحسومة سلفاً با لوصول الي لا شئ وهذا ليس من باب التشأوم ، ولكن من باب قراءة حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي وانعكاساتها على التفاوض والمرجعيات ، ثم تطور الازمة واستفحالها والمتغيرات الداخلية والاقليمية المنعكسة بزوايا متعددة في رفع سقوفات التفاوض بناءً على ذلك ،فداخلياً توتر العلاقات بين حزب الامة والمؤتمر الوطني على خلفيات اعلان باريس وتحركات الصادق المهدي بالخارج والتسويق للاعلان وتحريض القوى الاقليمية ضد الحكومة ومواقفها ، واقليماً تحاول القوى المسلحة من مساحات الفتور في ملف العلاقات الدولية ، بينما الحكومة على مستوى الداخل تصطرع فيها الرؤى التنظيمية وترتيب الشان الحزبي وتعديل الدستور وفي العام تجابه ضغوطاَ اقتصادية وخطوات الي الوصول لحل الازمة السودانية انطلاقا من مبادرة الحوار الوطني التي يحاول امبيكي (حلال الشبك ) في سرقتها بالاشتراك مع اخرين عبر الية (7+7)بالاتصال مع الحركات التي ربما تطالب بالحل الشامل عبر توحيد منبر الحوار حول الازمة السودانية ، ومن هنا تبدأ مسيرة التفاوض المشتهى وفقاً لتطلعات (نضالات !!) قوى اليسار والقوى المسلحة وباسنادٍ من القوى السلمية المتبنية لاعلان باريس ولذلك تتحرك قوى باريس ما بين الداخل والخارج واقتناص ثعلبية المصارع (اورتن) ومحاولة تنفيذ (rq) وبها يفقد النظام التركيز . المطروح الان كشرط من القوى السياسية التي تعارض الحوار الوطني وهي قوى السلاح وبعض احزاب المعارضة السلمية هو الحل الشامل لكل الازمة السودانية ويمكننا حصر رؤي الحل الشامل في ( رؤية الشيوعي والامة والجبهة الثورية ) وفي الاتجاه الاخر رفض الحكومة والمؤتمر الوطني للحل الشامل ، وبرؤى الحل الشامل تبدأ مسيرة التشاكس والتصعيد للازمة المتطاولة والبالغة الجراحات وتوصيل البلاد لحد حالة الاحتراب والاحتراق والاختراق وتوصيل حالة السلام المشتهى الي حالة التمني والاشفاق والسخرية وتقزيم العملاق السودان وارهاقه بمسكنات التدويل والبحث عن روشتة العلاج في مشافي هي في الاصل مأزومة وتستجير هي الاخرى بالرمضاء ، ولنا أن نعكس رؤى تلك القوى الفاعلة في مستنقع الازمة السودانية . رؤية الحزب الشيوعي وقوى اليسار للحل الشامل تقوم على قواعد تفكيك النظام الحاكم فعلى صعيد البعد الايدولوجي يسعى اليسار الي استتابة الاسلاميين عن فكرهم وتجربتهم في الحكم منذ 1989 والي يومنا هذا ،ثم اقصاء الاسلاميين من مسرح الفعل السياسي ، ثم تفكيك المؤسسات الاقتصادية التي يعتقد الشيوعي أنها السند القوي، ثم تفكيك المؤسسات الامنية وهيكلتها ، وما يعيق الشيوعي في تبني رؤى اخرى أنه لا يستطيع العمل الجماهيري المباشر وهو على سدة الحكم اذ مازالت فوبيا السلطة ومنطقة القصر تؤرق كاهل الحزب العتيق ولذلك تستهويه جدليات العمل في المساحات المظلة والواجهات ، ومن هنا تنطلق وتتطابق رؤية قطاع الشمال الذي يعد الخطة (ب) في خيارات الشيوعي حيث ينظر قطاع الشمال للحل الشامل بالرؤية العلمانية للحل والضغط على النظام عبر العمل المسلح والتحرك في مناطق الهامش وتحريك كوامن البعد الجهوي للترويج لاختلالات الهوية السودانية وتحسس مناطق الضعف الاجتماعي وتحريض الهامش ضد مركزية الدولة السودانية في تجلياتها الايدلوجية والعرقية ، والغرض من ذلك الوصول الي شراكة مع النظام على غرار نيفاشا يكون البعد العلماني والهامش متحداً للوصول الي نتيجة حتمية اضعاف رؤى المؤتمر الوطنى بكل اشكالها ، اما الضلع الثالث في الازمة السودانية هو الحركات الدارفورية التي لا تحمل اي رؤية للحل الشامل بل تتخوف من مساراته واتجاهاته والتي بلا شك تصب خارج مصلحتهم ، كما ان حركات دارفور هي تحالف نقيض تقوم على قبلية ضيقة في اسوأ تجليات الازمة السودانية ولانها في الاساس قامت على قضايا شخصية واجتهادات اشخاص جعلوا من قبائلهم منصات للهجوم على الحكومة واوصلوا دارفور الي ما هي عليه الان من وهن اجتماعي هز المجتمع الدارفوري ومكوناته ثم انشطرت ذات الحركات وتوالدت بمتوالية هندسية الي ما لا نهاية ، ويطرحون فكرة الحل الشامل على سبيل الضغط على الحكومة وتخويفها وتحقيق مكاسب على مسرح التفاوض الثنائي ، واخيرا المعارضة السلمية والتقليدية بلا رؤى تهتدئ بها ، فهي ولادة المحن اس البلاء وهي مثال سئ لتجربة العمل السياسي في السودان المعارضة لانها ولدت برؤى وافكار الوراثة والقداسة والنرجسية وتقلبوا في سماوات المعارضة عبر التجمع وتحالف جوبا والاجماع ثم باريس ثم طيبة وهي قوى أصبحت تنتظر الجبهة الثورية في تحقيق اهدافها وتتبنى الحل الشامل مسايرة للخط الضاغط على النظام في ايام البحث عن الحب والرغيف . ومن توقعات التفاوض ان يطرح قطاع الشمال رؤية الحل الشامل وتبني القضايا القومية التي يرفضها المفاوض الحكومي لتقديرات أن قطاع الشمال قضيته المنطقيتين ، والقطاع معلوم أنه يجيد رفع السقوفات منذ ايام الحركة الشعبية ومساجلاتها مع الحكومة ، ولو أن رؤية الحكومة هي الاخرى انتهجت المباغتة والمفاجأة وأعطت شرف القضايا القومية لقطاع الشمال شريطة موافقة مكونات المعارضة وقبولها التفاوض تحت مظلة الحوار الوطني ، حينها لن يقبل ال ياسر بهذا ، لان الحل القومي هو تقاطعات الجغرافية والتاريخ والكسب السياسي والهجرة الي القواعد ، وهذه ضد حقيقة قطاع الشمال الذي يعتمد في المقام الاول على قضية جبال النوبة في حالة التسوية الشاملة ، وبالحل الشامل سترجع الاحزاب الي قواعدها والكل ينادي نفسي نفسي والمنطق والمطروح الان في الساحة هو أن الحكومة هي الرابح الاوحد من مفاجأة هذا الحل الشامل ، ولم يبقى الا خيار الراهن الماثل امامنا جدلية (جبل الكحل الهدنو مراويد الحسناوات ) ، ومن هنا الي الاذكياء فقط الحل الشامل عصا موسى التى هزمت السحرة يوماً فخرو ساجدين الي ما ينشده موسى في استراتيجيات الحوار واضعاف فرعون ومخططاته .