بمناسة الذكرى التاسعة والخمسين لاستقلالنا المجيد نفتح اليوم ملف الاغنيه الوطنيه وكما هو معروف فأن الاغنة الوطنيه ساهمت مساهمة فعالة فى الاستقلال ولان الانجليز يعلمون الدور الكبير الذى تلعبه الاغنيه الوطنيه فى زرع الروح الوطنيه فى نفوس الجماهير شنو حربا شعواء على الفنانين الذين يتغنون بالاغانى الوطنيه وقد حكى لى الراحل المقيم حسن خليفه العطبراوى انه تم اعتقاله وسجنه بمدينة الدامر وكيف ان جمهور الدامر كان يأتى اليه فى كل يوم فى شكل مظاهرات وتم الضغط على الضابط الانجليزى حتى تم اطلاق سراحه بعد ان قضى بالسجن ثلا ث اشهر وحوصر كذلك خليل فرح وطلب منه عدم التغنى بالاغانى الوطنيه ولكن ذكاؤه وروحه الوطنيه ابت الا ان يغنى للوطن فكانت رائعته (عزه فى هواك ) والتى خدع بها الانجليز باعتبار انه يغنى اغنيه عاطفيه لحبيبته عزه وما كانو يدرون ان عزه مقصود بها الوطن وانتشرت الاغنيه وساهمت فى الاستقلال وكثير هى الاغنيات التى ساهمت فى الاستقلال والفنانين كثر ايضا قد لا يتسع المجال لذكرهم ولكن تعالوا نعقد مقارنه فى مجال الغناء الوطنى كيف كنا قبل الاستقلال وكيف صرنا اليوم بعد 59 عاما على الاستقلال ان الاغنيه الوطنيه تلعب دورا هاما فى ربط المواطن بالوطن وحب الوطن والمواطنه وقد اهتمت الحكومات التى تعاقبت على السودان بالفن عموما وبالاغنيه الوطنيه على وجه الخصوص وقد تجلى هذا الاهتمام فى فترة مايو التى اقامت المهرجانات وكرمت الفنانين وسهلت لهم تسجيل اغنياتهم الجديده بالاذاعه والتلفزيون وجعلتهم يتنافسون من اجل تقديم اجود الاعمال الغنائيه العاطفيه والوطنيه فكانت فتره من ازهى الفترات التى اذدهرت فيها الفنون وكما هو معروف وكما يقولون اذا اردت ان تعرف مدى حضارة اى امه تعرف على فنونها اقول حديثى هذا فنحن بعد 59 عاما على الاستقلال نعيش فى اسؤ حالاتنا فى مجال الفنون فالدوله غير مهتمه بالفنون عموما والغناء على وجه الخصوص اجهزة الدوله من اذاعه وتلفزيون مغلقه فى وجه الفنانين فمنذ اكثر من ستة عشر عاما لم تسجل هذه الاجهزه اغنيه جديده لاى فنان وحتى فى المناسبات مثل عيد الاستقلال كان فى الماضى تتم دعوة الفنانين لتقديم اعمال وطنيه جديده تمجد المناسبه كل هذا اختفى والفنانين فى هذه الفتره اصبحوا فقراء لا يجدون ما يعيشون به ابناؤهم والمرضى منهم لا يجدون قيمة العلاج وحتى المعاش الذى قرره لهم الاستاذ على عثمان طه حينما كان النائب الاول لرئيس الجمهوريه تم ايقافه اننا نعلم ان للدوله اولوياتها ولكن دعم الفن والفنانين يجب ان يكون ضمن الاولويات لان الدور الذى يقومون به لا يقل عن دور الجندى الذى يحمل السلاح للدفاع عن الوطن نتمنى ان نجد استجابه سريعه على مستوى السيد رئيس الجمهوريه الذى عرفناه فنانا يحب الفن والفنانين.