لك تحايا محشوة باعجاب ومؤازرة ومساندة وشكر وعرفان، ونواصل معك العربدة والزهو في صيوان الأفراح وثريات ترسل الأشعة مبهجة وملونة، ولا بأس أن نتقاسم الحزن والأسى في (خيمة) تزرعها (فناجيل) القهوة التي تنسج شبكة حالكة من السواد.. ونبدأ بالأحزان لنغسل طعمها المر في الختام بشلالات فرح العسل المصفى.. وعجيب أمر الذين يطلقون على أنفسهم (مولانات) وعلماء ومشائخ.. وهم يحقرون المرأة رغم أن النبي المعصوم وفي خطبة الوداع التي كان نصفها عن المرأة قال استوصوا بهن خيراً، ويأتي في آخر الزمن من يطلق قذائف الكلام ويقول إن النساء سبب كل المصائب التي حلت بالبلاد، وزميل له بل (أخ) له آخر والمعروف بهجومه الكاسح (بمناسبة ودون مناسبة) يقول: «إن السماء قد أمسكت بالمطر عليها عقاباً لنا لأن المرأة لعبت كرة القدم». دكتورة ناهد.. مرة أخرى لا تحزني ولاتبتئسي.. فقط لأن الرد على هؤلاء أهون كثيراً من شربة جرعة ماء يمكن أن نقول لهم إن سبب البلاء وغضب السماء من (رجال) ولغوا في المال العام، وأن مراجع حكومة السودان قد تلى بالأرقام المهولة تجاوزات يشيب من هول ضخامتها رأس الوليد و(معاه الغراب كمان)، ثم بعد ذلك نتوقف تماماً بل نغادر مسرعين هذه المحطة الحزينة مندفعين الى محطة الإبداع، إبداع حواء السودان وإشراق المرأة في الوطن الجميل.. ونبدأ بك أنت.. وكل صحفية في هذا الوطن البديع.. نجد أن كواكب ومواكب الصحفيات السودانيات ينثرن يوماتي درراً على صفحات الصحف، يشتلن أزهاراً رائعة على ضفتي النهر العظيم كلهن.. كلهن بلا استثناء يكتبن في رزانة ويحبرن الصفحات في رصانة كلمات منتقاة في أدب وعناية أسلوب جزل عبارة ثرية.. حروف مترفة.. لا إسفاف لا حرف واحد يناهض الذوق.. ولا شولة أو نقطة واحدة تجافي وتصادم الوجدان السليم.. بصراحة في ثقة أقول: إن قلم المرأة.. المرأة السودانية هو من يجعل للصفحات طعماً.. وللدهشة لوناً.. وللجمال ملمساً.. ثم المرأة خارج أسوار الوطن منارة وضيئة في أروقة القاعات المهيبة في الأممالمتحدة.. مصابيح مبهرة في العواصم المغسولة شوارعها بالجليد.. يجلسن في كبرياء وشموخ تحت أعلام الوطن كاروع سفيرات لهذه الأمة المدهشة. بالمناسبة.. إن امرأة سودانية ميلاداً ونشأة.. منسوجة من تراب هذا الوطن سداة ولحمة مغسولة بأمطار ونيل هذا الوطن كانت وجهاً مشرقاً بل كانت وستظل فخاراً وفخراً لأمتها.. وهل تصدقين انها امرأة سودانية نشأة وتربية اختارتها مدينة فرنسية وبالانتخاب الديمقراطي رئيسة لإحدى مدن فرنسا ليكون لنا (حق) و(سهم) و(نصيب) في بلاد ديجول.. يعني يمكن أن (نقدل) (وبى حقنا) هناك تحت قوس النصر وبجوار الكونكورد قريباً من (ايفل) إنها ابنة الشهيد الحي بابكر النور. دكتورة ناهد أنا هذه الأيام في قمة أفراحي.. بل أنا مثل (صلاح).. في قمة الأولمبي جالس فقط لأن حوالي العرائس.. والعرائس هن مطر بدأ الهطول في وابل.. وها هي المطابع ودور النشر تطالعنا كل يوم، بل تقدم لنا كل يوم جديداً مولوداً جميل المحيا.. ديوان شعر أو رواية أو قصة.. وكلها بأنامل نسائية وكوكبة من السودانيات الأديبات المبدعات يرفدون المكتبة بالبدائع والروائع... ختاماً لك ودي