لم يكن لقاء مساعد رئيس الجمهورية ابراهيم غندور بمستشار الحكم اللامركزي موسي هلال نهار أمس بمحلية بيضه بولاية غرب دارفور مفاجئاً خاصة وان غندور أشار في مؤتمره الصحافي الشهير الاربعاء الفائته الي خطوات إيجابيه مع هلال وإستشهد برئيس تحرير (الإنتباهة) الصادق الرزيقي ? الذي ينحدر من ذات عشيرة هلال ? الذي كان الوسيط بين الطرفين وقد رافق غندور بالامس. ولذلك تحدث غندور بالإيجاب عن هلال رغم تجاوز المؤتمر الوطني له ضمن مرشحي ولاية شمال دارفور للمجلس الوطني عن دائرته ب (كبكابيه) ، بل كال له المدح. وبالعودة للقاء (غندور وهلال) فإن كثير من تفاصيله لن تبصر النور بكل حال إلا أنه من الراجح أن هلال قد يكون حاول وبقدر الإمكان تمرير أجندته وتحقيق أهدافه وأهمها بالطبع إبعاد والي شمال دارفور عثمان كبر من منصبه وهو مالم يحدث لجهة أن الحزب فطن الي سياسة لي الذراع منذ وقت مبكر ، ورفض المطلب علناً من خلال تصريح سابق للقيادي بالوطني د. امين حسن عمر الذي قال لن نبعد كبر لتحقيق رغبات اخرين. محاولات هلال تقوية موقفه بدأت من الهيئة التي ظهر عليها الرجل وهو يلبس لباساً عسكرياً خاصاً بالعمليات بل حتي الفانلة الشتوية كانت باللون المعروف لدي (الجيش) وإرتدي أيضاً الكدمول وأخفي عينيه حول نظارة سوداء لن تمكن من معرفة ماسيصدر عنه ، وكان بإمكانه الظهور في هيئة زعيم عشائري وهو بالفعل بتلك الصفة علي رأس قبيلته فضلاً عن وصوله علي متن سيارات دفع رباعي ، تحمل أسلحة ، وهذا في حد ذاته يعكس حالة التنازع الداخلي التي يعيشها موسي. كما أنه أكد توتر علاقته بوالي شمال دارفور بعد أن إختار أرضاً محايده للقاء غندور بعيداً عن فاشر السلطان والخرطوم. أما من جانب الحكومة والمؤتمر الوطني ? سيان ? فإن الموقف يبدو جيداً خاصة وان د. امين حسن عمر المعروف الذي يدلي بالرأي ولا يلتفت وراءه جعل الحزب في موقف قوة عندما وصف هلال بالمتفلت الذي يستحق المساءلة في وقت ظل كثيرون من قيادات الوطني في حالة صمت إزاء حالة هلال المتأرجحة بين العودة للوطني ومنصبه الحكومي وبين الإنضمام العلني للمعارضة سواء المسلحة أو السلمية وكذلك كان الوطني نفسه في حالة رمادية إزاء هلال فمرة يلوح بفصله من البرلمان جراء الغياب كما فعل مع القيادية بالاصلاح الان سامية هباني ومرة يسوق التبريرات للرجل بأنه قدم التماساً مكتوباً. مطالبات هلال الخفية ستكون في إطار وضع ترتيبات خاصة للمجموعة المتحلقة حوله رغم أن الحكومة قامت بمعالجات في وقت سابق لهلال منها إستيعاب أحد أنجاله في المؤسسة العسكرية برتبه ضابط وربما تكون هناك معالجات أخري تمت في الخفاء وإن كان الرجل يستحقها كونه ناصر الحكومة في أوقات سابقة وقاتل الي جانبها وساهم في دحر التمرد في عدة جيوب بدارفور ، كما أن هلال زعيم أهلي يمكن أن يدعم المصالحات القبلية في دارفور. الحكومة ستكون في حرج بالغ حال إستجابت لمطالب لهلال كانت مرفوضة بالنسبة لها في وقت سابق ، علي الاقل مثل منصبه كمستشار لمجلس الحكم اللامركزي وقد كان البعض يتوقع ان يكون مستشاراً للرئيس مع ان مخصصات منصبه هي بذات مخصصات المقعد الاخير وإن كان هلال قد لايكون تسلم راتبه كونه ميسور الحال وصاحب املاك بالعاصمة ودارفور هذا إن لم يكن من الاثرياء. لكن من الملفات التي لن تغيب عن لقاء (بيضه) هو الرسالة التي اوصلتها الحكومة لهلال عندما قوت من نفوذ ? قريبه ? القائد الميداني حميدتي والذي منحته رتبه عسكرية رفيعه ونصبته نائباً لقائد قوات الدعم السريع والتي تم تقنين وضعها مؤخراً بعد إجازة التعديلات الدستورية التي شملت تحويل جهاز الامن والمخابرات الوطني الي قوة نظامية ( الدعم السريع يتبع للأمن) ومن هنا يتوقع ان يتم تنسيب الزمرة المتحلقة حول هلال في المؤسسات النظامية. لم تكن محاولة الحكومة لقاء هلال هي الاولي من نوعها ضمن محاولاتها ترضية المغاضبين ، فقد سبق أن قاد النائب الاول لرئيس الجمهورية وقتها علي عثمان محمد طه وفدأً الي الفاشر والتقي كبير مساعدي الرئيس وقتها مني اركو مناوي الذي كان في إنتظار ان يتم (تحنيسه) وعاد بالفعل الي الخرطوم وخرج من بعد الي المعارضة. لكن قطعاً البون شاسع مابين هلال ومناوي .. فموسي وجوده الي جانب الحكومة يعني إستقراراً لمناطق بدارفور وخاصة شمال دارفور التي حاولت مجموعات تتبع لموسي زعزعة الاوضاع فيها نكايه في عدو شيخهم اللدود عثمان كبر. ومهما يكن من امر فأن الاحاديث التي كثيراً مايطلقها غندور وتتسم بمسحة دبلوماسية لن تجدي في حالة هلال ونعني أن غندور مطالب بالإفصاح عن كل ماتم الإتفاق حوله مع هلال خاصة وان صراحة الاخير فوق المعدل ومن الممكن أن يقول كل مادار بينه ومساعد الرئيس والوسيط الصادق الرزيقي.