أكتب اليوم عن مدينة بورتسودان الحبيبة التي ظلت دائماً في قلبي وخاطري.. واحتفظ لها في نفسي بالكثير المثير من ذكريات الماضي التي جسدتها صور حية ومشرقة من خلال العديد من الزيارات التي كانت تتم في مناسبات رياضية واجتماعية مختلفة.. يوم كانت بورتسودان تتقدم الصفوف رياضياً. وتقدم لنا نماذج مشرقة لأفذاذ من النجوم الذين سطعوا في سماء المجد الكروي، وشقوا طريقهم الى الفريق القومي بقوة واصرار.. وكانوا علامات بارزة في تاريخ الكرة ا لسودانية منذ أيام الأسطورة «أوهاج».. والأسطورة «عبد الحفيظ».. والمايسترو «الطاهر حسيب» وفودة وترتار وكوبري واسامة الثغر ورفاقهم.. وقدمت بورتسودان نماذج اخرى لأفذاذ من الاداريين الذين أسهموا بقدر وافر في نهضة السودان الرياضية.. وزادوا اتحاد بورتسودان العريق عراقة.. كأحد الاتحادات المؤسسة لاتحاد كرة القدم السوداني.. وسطروا أسماءهم في التاريخ الرياضي والكروي بمداد من ذهب وأحرف من نور.. وإن أنسى فلا أنسى رجالاً في قامة محمد علي كير وشقيقه سليمان، وابراهيم عبده، وسعيد باوارث، وعلي عيسى، وحسن الطويل، وخليل عثمان، وبشير زين العابدين، وعيسى كباشى الى آخر الصف الطويل من القامات والزعامات والقيادات الذين كانوا على الدوام واجهات مشرقة ومضيئة لهذه المدينة العملاقة رياضياً وسياسياً واجتماعياً. أكتب اليوم عن بورتسودان بمناسبة الدعوة الكريمة التي تلقيتها الأسبوع الماضي من لجنة المناشط الرياضية المنبثقة عن اللجنة العليا لمهرجان السياحة والتسوق الرابع وعلى رأسها الشاب النشط عماد هارون الذي لم اتعرف عليه الا من خلال أدائه المتميز وهو يقود لجنة المناشط من نجاح الى نجاح، كان آخره استضافة الولاية لفريقين كبيرين وعريقين هما المريخ وكمبالا سيتي على شرف افتتاح المهرجان.. وكانت لفتة بارعة بحق، وفكرة ألمعية، استحق عليها والي ولاية البحر الأحمر الدكتورمحمد طاهر ايلا وأعضاء حكومته واللجنة العليا لمهرجان السياحة والتسوق الرابع ولجنة المناشط الاشادة والتقدير. ولئن حرمتني ظروف طارئه من تلبية الدعوة والاستمتاع بعظمة المناسبة.. فقد كنت على البعد اتابع كل كبيرة وصغيرة.. وأفخر كمواطن سوداني وأعتز بما وصلت اليه مدينة بورتسودان.. من حضارة ورقي في عهد واليها الهمام ايلا وما حققته حكومة الولاية من نجاح منقطع النظير في خدمة مواطنيها بما يعجز القلم عن وصفه والتعبير عنه! ولو كان الأمر بيدي لأبقيت على الوالي العملاق «ايلا» والياً لولاية البحر الأحمر مدى الحياة دون أن تكون بي حاجة الى منافقة رجل فرض نفسه على الأمر الواقع من خلال انجازاته التي اصبحت مفخرة لكل سوداني. ولن انسى بالطبع رفاق الدرب وزملاء رحلة الكفاح الصحفي الذين أثروا الساحة الرياضية والاعلامية ببورتسودان فناً وابداعاً بقيادة كبيرهم الذي علمهم السحر«كيال» والمرحوم الأستاذ محمد داؤود محمد خليل، وازهري عوض السيد، وسيدي قبسة، وعمر أحمد حسين، وعبد الوهاب مالك، وآخر العنقود «كمبا».. لهم جميعاً نرسل التحايا العطرة ونرجو الرحمة والمغفرة لمن ذهب منهم الى رحاب ربه راضياً مرضياً.