شهدت العلاقات السودانية اللبنانية تطوراً في الفترة الأخيرة ودخول العديد من المستثمرين اللبنانيين للبلاد، خلال لقاء استثنائي مع القائم بأعمال السفارة علي الغزاوي الذي أكد تمتين العلاقات ووجود مفاجأة سارة تصب في مصلحة الأشقاء، وعبر عن علاقات محبة امتدت خلال تعرفه على الجالية السودانية في جدة، التي وصفها بالمفخرة، واصفاً الخرطوم بأنها محطة الأمن والسلام، وتعرفنا على العديد من الملامح المهمة في مسيرته الدبلوماسية في الخرطوم عبر العام ونصف والعديد من المواضيع المطروحة في الساحة التبلدي..الكركدي..الفول السوداني يتنافسان في لبنان بأمر دبلوماسي - وبداية حدثنا عن خلفياته السابقة قبل حضوره للخرطوم قائلاً: من خلال وجودي في السلك الدبلوماسي اللبناني لم آخذ على السودان إلا الفكرة الجميلة الجيدة من الدبلوماسيين السودانيين الذين قابلتهم في الخارج سواء في السعودية أو في اسطنبول أو في إسلام أباد، كلهم أعطوا صورة جيدة ورائعة للسودان، هذا من جانب آخر للأسف الميديا والإعلام يظلم السودان ويظلم غير السودان، وأنا من محبتي للسودان أرجو تفعيل العمل الإعلامي السوداني ليخرج ويضيء على النقاط المضيئة المشرقة في السودان يستطرد.. يسألوني الآن في بيروت كيف هي الخرطوم، وذلك لتشابك المعلومات، ودوماً كنت أجيبهم بأن السودان بلد آمن وأأمن البلدان، ونجدهم كثيراً ما يخلطون ما بين جوبا وعدد من البلدان، ونجد أن هناك أشخاصاً لم يزوروا الخرطوم تحديداً، وأقولها.. منذ حضوري لم أشهد إلا الأمن والأمان والسلام وهي حقيقة.. وبفخرٍ حدثنا عن المحطات السابقة التي عمل فيها، حيث يقول - عملت في عدد من الدول المملكة العربية السعودية كرئيس بعثة، وكانت تجربة رائعة في هذا البلد العربي الشقيق، وبالمناسبة هنالك جالية سودانية رائعة، وكنت على تواصل مع الدبلوماسيين السودانيين وحتى مع أخوة من الجالية السودانية أطباء ومهندسين.. و(السودانيين ناجحين) جداً وحتى المجمع السكني حيث أقامتي كان مديره سودانياً، وهم على أخلاق عالية، وخدمت الى جانب السعودية كقنصل عام للبنان في اسطنبول، وكانت خدمتي الأولى في يوغسلافيا السابقة قبل أن تتقصى في 1999م وشاهدت كيف تقصى هذا البلد، وخدمت في إسلام اباد وفي بلغراد، والآن في السودان في كل محطة للإنسان تجربة، وفي دول مختلفة مثل السعودية والسودان ، يشعر الإنسان وكأنه في بلاده بين أهله، وعندما سألناه عن التوترات التي شابت العلاقات في فترة قال: حينها لم أكن متواجداً وهو أمر طبيعي، ونجد أن إمعاء الإنسان داخل البطن تتعارك، وحتى نحن في لبنان لدينا من الخلافات والتجاذبات.. هذا عادي بين الأخوة هي غيمة صيف وتمضي. - حقيقة أنا سعيد بأني حضرت والعلاقات على أكمل وجه وتعاون على كل المستويات، وأشجع رجال الأعمال اللبنانيين للحضور الى الخرطوم والاستثمار، وقريباً سيكون هناك خط نقل مباشر، وهو مفاجأة العلاقات وموعودون بتدشينه قريباً، هناك أمور مالية ولوجستية يتم التباحث حولها لاتمام الأمر - ماذا عن التسهيلات؟ كسفارة نشجع المستثمر ونعمل على تسهيل وصوله الى اي مرجعية استثمارية، وتوصيله والسفارة ليست الآلية ستكون من الجهات السودانية، نحن نشجع ونسوق للسودان، نحن نقول السودان بلد زراعي كبير لديه امكانات صناعية وزراعية خدماتية، بما يمكن اي مستثمرأن يربح في السودان ويفيد البلدين، ويفيد نفسه.. تبقى حركة التحويلات نتيجة الحصار الظالم المفروض على السودان وأتمنى أن يزول قريباً عن السودان، لأن السودان طيلة مسيرته راقياً ولم يظلم أحداً بل هو ظلم من قبل القوى التي تفرض حصارها عليه منذ مدة طويلة، وإن شاء الله تكون هناك انسيابية مع المستثمر تثمر، لأن قدوم المستثمر مرتبط بعدم تعقيد الاجراءات لأنه إذا جاء ووجد هناك شبابيك كثيرة للولوج الى رخصة الاستثمار سينفر، وأشجع الاستثمار ودخول الاخوة اللبنانيين للسودان وتقليل الشبابيك، والحصول على رخصة الاستثمار خاصة في القطاع الزراعي - مابين الغزاوي والسودان ود ومحبة عالقة ويحكي عن الكثير من المشاهدات والانطباعات قائلاً.. أشاهد التلفزيون السوداني، وأعجبتني الرقصات السودانية التراثية، وفوجئت بوجود مثقفين سودانيين يحفظون الشعر اللبناني لشعراء لبنانيين، وهم على مراكز، وهناك التراث السوداني الشعري، والطيب صالح، وعندما درست في الجامعة الامريكية كنت اقرأ الشعر السوداني خاصة شعر الطيب صالح، وعندما أذهب الى بيروت أحرص على أخذ التبلدي، والكركدي، والفول السوداني، واعبيء الشنطة منهم وكل يوم اتعرف على شيء جميل. - أسمع جميع أنواع الأغاني.. سوداني، خليجي، لبناني، ومتشبع بغناء الفنانة فيروز - من المواقف الطريفة قلت في أحد الحفلات لأحد الصحافيين في 94 كان قد سألني عن حفل فيروز بعد الحرب الأهلية في لبنان- بعد عشرين سنة- قلت له عندما تغني فيروز فليصمت كل شذاذ الآفاق مدعيي الفن، كانت حماساً وكلاماً ثورياً، ويواصل في حديثه عن الفنانه الشجرة العملاقة فيروز كما وصفها، وانتقد ظاهرة الفنانات اللواتي ملأن الساحة مؤخراً، وقال ليست لديهن أصوات، بل لديهن الاهتمام بالشكل فقط، وأضاف تبقى فيروز تمثل العرب. - الفعاليات بين البلدين ليست على الوجه المطلوب نريد تفعيلها، ولابد أن تواكبها علاقات اقتصادية قوية، ووجود الطيران المباشر الذي يعمل على تعزيز العلاقات الثقافية الاقتصادية وحتى السياسية، وبيروت أقل من ثلاث ساعات من الخرطوم. - أطالع كل الصحف السودانية وأحرص على قراءة صحيفة آخر لحظة والكتابات الموضوعية المحترمة.. الإعلام السوداني الى حد به حريات كبيرة، وأفخر بالصحافة السودانية وهي من صحافتي المفضلة - حبي للسودان سيظل سواء كنت في السودان أو في محطة أخرى، تعرفت عليه من خلال أهله، وخصوصاً في السعودية، وكانوا مصدر فخر دوماً لي، وأنا مستعد لدحض اي فكرة سيئة عن السودان، فالسودانيون لم يبخلوا أن يقفوا مع كل الدول، مثل لبنان، خاصة حرب عدوان اسرائيل سنة 2006م قيادة وحكومة وشعباً وصحافة وخاصة آخر لحظة