لقد أضعنا أيها الأحباب فرص تاريخية عديدة وفشلنا في بناء تنظيم قوي وفاعل لتعمد قيادات هشة توافقت عن قصد أو بدونه مع سياسة حزب المؤتمر الوطني.. فدفعنا نحن الثمن.. وبلغ بنا الحال أن نكون غير قادرين على لم شلمنا وتوحيد إرداتنا.. ولم يعاد النظر حتى في سياسة أثبتت فشلها تماماً مما نتج عنها تلك الانقسامات التي أصبحت واقعاً مريرا،ً ومؤثراً في الساحة السياسية فووجهنا بانتقادات حادة ونحن على علم بكل ما يجري من تحركات ومؤامرات هي من صنع مجموعة تعد على أصابع اليد الواحدة جعلتنا نتجاهل طيلة الفترة الماضية بناء هذا التنظيم الذي ولد عملاقاً بسبب المكائد والدسائس والهوى الشخصي.. ولم نستطع أن نخلق بيئة صالحة تحمي قواعدنا ويكون لها دورها المؤثر في الساحة السياسية لأنها تحمل رسالة عظيمة تثبت مدى قدرتها على مجابهة قضايا هذا الوطن. إن جماهير (شعوب مايو) تدرك خطورة أولئك الخمسة على مستقبل تنظيمها، وبات أملها وحلمها في انعقاد المؤتمر العام وبأسرع ما يمكن لتحلق بركب ا لتحولات الاجتماعية والسياسية التي تنتظم البلاد.. والمطروحة بحسب الثوابت المايوية.. ويقع على قواعدنا العبء الأكبر فيتحمل مسؤولية قضاياه الوطنية وترسيخ مفهوم كيف يحكم السودان ولدينا بحمد الله كفاءات نادرة لها القدرة على فتح حوارات فكرية وثقافية، تستطيع من خلالها أن تجذب كل التيارات الحزبية والطبقات المثقفة خاصة حول قضية الهوية السودانية، والتواصل الاجتماعي، ولدينا نحن المايويين تجارب حقيقية أسهمت في التنمية، وفي كل مناحي الحياة وفي استتباب الأمن والاستقرار فكانت اتفاقية أديس أبابا خير دليل وخير شاهد على وقف الحرب ونزيف الدم ولولا أنه قد تم إجهاضها عن قصد وسوء نية وكل من حفر حفرة لأخيه لابد أن يقع فيها. نحن الآن نسعى لنلعب دورنا كما ينبغي وسنعمل على فتح آفاق واسعة لأي اتفاقات أو حوارات من شأنها أن توقف الحروب، ونزيف الدم، وتحقيق الأمن والاستقرار في ظل توافق وطني يجمع عليه الحاكم والمحكوم.. ولهذا أناشدكم بأن تقفوا وقفة رجل واحد وتعملوا بكل جد لعقد مؤتمركم العام فهو مخرجكم الوحيد الذي به تستنشقون نسيم الحرية والتحرر من العبودية والإرتزاق وكفانا دفن الرؤوس في الرمال.. وليس لدينا دفوعات نقدمها لاحد فنحن مستهدفون من أقرب الأقربين، ومن جهات أخرى عديدة لأننا ضد الطائفية والجهوية والعنصرية وترتبط علاقتنا بالنشاط السياسي المفتوح، ونكره أن نعمل من وراء الكواليس فلماذا يغوص البعض في وحل الصراعات ليموتوا أحياء هل لأنهم يجهلون حقيقة أنفسهم أم لأنهم استسلموا لليأس ولم يضعوا إعتباراً لموروثاتنا الفكرية والحضارية فكان من الواجب أن نتسامى عن الصغائر وننسى كعكة البلاستيك التي تتهافت عليها أحزاب الفكة والديكور وهي كعكة لا تصلح للأكل. إن دورنا لا يرتبط بالعملية الانتخابية ولا بمحاصصات قادمة.. ولكنه يرتبط بمدى تأثير فكرنا وتجاربنا الثرة.. وخوفنا على مستقبل هذا الوطن العزيز الذي نقدره ونحترمه.. ولأن الواقع يقتضي بأن نضحي من أجله فالرجوع لصوت الحق والعقل وتحكيم الضمير هو الأفضل من صوت المدافع والدبابات... فالتحية لكل المايويين الشرفاء أينما كانوا.