لا أتفق مع الذين يظنون أن هزيمة المريخ أمام عزام التنزاني في مباراة الذهاب ضمن تصفيات بطولة الأندية الأفريقية هي نهاية المطاف بحال من الأحوال، ولا أعتقد بأنها تشكل خطراً على المريخ في مباراة الرد الحاسمة أو أنها تعطي- كما يقولون- مؤشراً لخروج المارد الأحمر مبكراً من البطولة كما حدث العام الماضي.. فالأخطاء لا تتكرر في كرة القدم (بالكربون).. والهزائم تكون مؤشراً في كثير من الأحيان ومبشراً بانتصارات قادمة، خاصة عندما تكون الهزيمة حدثت نتيجة لأخطاء دفاعية قاتلة وفشل ذريع للهجوم في استثمار الفرص السهلة لإحراز الأهداف.. وكلنا يشهد بأن هزيمة المريخ أمام عزام حدثت بهذين العاملين دون غيرهما، وهنا تظهر المهمة الأساسية للجهاز الفني في معالجة الأخطاء والسلبيات، وتصحيح مسار بعض اللاعبين حتى تكون لديهم القدرة على الظهور بالمظهر الذي يليق بانتمائهم لهذا النادي العريق. صحيح أن خسارة المريخ أمام عزام بهدفين نظيفين مؤسعة ومحبطة للحد البعيد، ولكن ليس إلى حد التشاؤم الذي يسيطر على المشهد المريخي الآن.. فالمريخ ناد لا يبطره النصر، ولا تثنيه الهزيمة، ولا ينقصه العزم والإصرار على بلوغ غاياته مهما كان الطريق اليها محفوفاً بالمخاطر.. وإذا كان عزم (المتواضع) خبرة وتاريخاً قد أفلح في تسجيل هدفين نظيفين في شباك المريخ، فما الذي يمنع المريخ صاحب الخبرة الواسعة والإمكانات الهائلة والقدرات المتناثرة أن يسقي عزاماً من نفس الكأس ويصليه من جحيم الأهداف مثنى وثلاث ورباع.. أن هذا ليس بالأمر المستبعد على الإطلاق.. وللمريخ سوابق مضيئة في الثأر لنفسه والأمثلة كثيرة أشهرها مباراة (فاطيما) التي صواريخ المريخ حصونها المنيعة حتى رأينا نجوم فاطيما سكارى وما هم بسكارى، واختل توازنهم تماماً حتى هربوا من الملعب إلى غير عودة!. مباراة الرد الحاسمة أمام عزام الاسبوع القادم هي مباراة لاعبين في المقام الأول.. لا صوت فيها يعلو على صوت اللاعبين.. ولا مخرج للمريخ من مأزق الخروج المبكر إلا إذا عاهد اللاعبون أنفسهم بأن يكون النصر حليفهم.. وإلا فالطوفان.