* جميل جداً أن يعلن والي ولاية الخرطوم بأن يوم السبت الأخير في هذا الشهر الجاري خاص بنظافة مدينة «الخرطوم» ويحث الكل أن يشارك في هذه الحملة.. ولكن سيكون الأجمل إذا كانت النظافة دورية أي كل أسبوع أو أسبوعين في الشهر.. لأنني أرى وغيري كثيرون أن هذا اليوم لن يكفي لنظافة الخرطوم.. فالقمامة تعم كل النواحي فيها.. وتتكدس «البراميل» فيها بكميات هائلة من الأوساخ.. وتمتليء الأركان في كل الجهات «بأكياس النايلون» في انتظار أقل «رياح» للتحرك وتعم كل أحياء وأزقة العاصمة. * نظافة الخرطوم تحتاج إلى خطة مدروسة وعميقة.. وتشاور مع اللجان الشعبية التي نرى أن دورها أصبح محصوراً في أشياء بعينها لا تخدم المواطن لا من قريب ولا من بعيد.. فعلى الجهات المختصة أن تنشط اللجان الشعبية بالتعاون مع سكان كل حي وأن يسموا يوماً في الأسبوع أو الشهر لنظافة الحي بالاتفاق مع هيئة النظافة لجلب عربات النظافة لحمل «الأوساخ» فور الانتهاء من العملية حتى لا تنطبق علينا مقولة «كأنك يا زيد ما غزيت» بترك الأوساخ في مكانها. * ونحن لا نلوم أو نرمي باللوم كله على الجهات المختصة فيما يتعلق بأمر النظافة.. فالمواطن السوداني له دور كبير في «وساخة» الخرطوم.. لا أريد أن أقول نحن شعب «كسلان».. ويفتقر إلى التوعية بالنظافة أو يهمل هذا الجانب كثيراً في حياته.. ولكنه يهمل أبسط الأشياء التي تساعد على النظام والنظافة.. فكل من بيده «ورقة أو كيس أو قارورة مياه».. أول ما يخطر على باله إن كان سائقاً أو راجلاً أن يرمي بهذه الأشياء على الأرض في أي مكان ولا يبحث عن «براميل» القمامة.. ونشتكي لطوب الأرض عن إهمال الجهات المختصة لنظافة الخرطوم مع العلم بأنها تقوم بدورها في النظافة حسب إمكاناتها.. وكان علينا أن نلوم أنفسنا لأننا جزء من هذه الفوضى العارمة.. وأكاد أجزم بأنه لا توجد عاصمة في هذه الدنيا «متسخة» كعاصمتنا ولا يوجد شعب يحب «الفوضى» كشعبنا. نتمى أن يكون يوم السبت المرتقب سبتاً «أخضر» على الخرطوم وأهلها.. وأن يكون دورياً.. فالنظافة من الإيمان. . وجمعة مباركة