عندما تهم بالدخول إلى سوق الخضار واللحوم ببحري قد تتفاجأ بشخص ينادي على عصام محمد نور ويرد إلى مخليتك قبل أن تلتفت أنه الفنان الشهير وعندما تلتفت تجده شخص آخر يحمل ذات الاسم المسجل لشخصيته المشهورة يقف داخل جزارته والدماء ملطخة على مريلته فتجد فنان آخر في مهنة مختلفة (آخر لحظة) استوقفها الاسم ودردشت مع الشاب فوجدته جزار بدرجة بكلاريوس يقف ليقدم لزبائنه البروتين الذي يحتاجونه بكل طيب خاطر وابتسامة وخفة دم يقول عصام محمد نور مكي أن اسمه أدخله في كثير من الفكاهات والمواقف الطريفة وسرد عصام أحد هذه المواقف بأن راديو الرابعة لديه برنامج عن السوق يتحدث عن العلاقة بين الزبون والبائع وقال إن المذيعة كانت تتكلم معاه على الهواء مباشرة من داخل الأستديو فقالت الليلة معانا عصام محمد نور (الفنان الجزار) فأختلط عليها الأمر وكثير من المواقف الطريقة. جزار بدرجة جيد جداً: وكشف عصام الفنان الجزار كما يطلق عليه زملائه أنه تخرج في جامعة الخرطوم إدارة المكاتب ونظم المعلومات في العام 2005م وإنه أثناء الدراسة كان يعمل في الجزارة مع أفراد أسرته وينفق ما يعنيه منها على دراسته وعند تخرجه لم يسعى للبحث عن وظيفة وفضل العمل بالجزارة وعلق شهادته التي تحصل عليها بدرجة جيد جداً على حائط منزله وقال عصام إن هذه المهنة أفضل لأنها تدر عليه أموالاً والدخل اليومي لا بأس به يقول : عصام إن الناس أصبحت لا تهمها الشهادات أو الوظائف بتقدس (المادة) لأنها أساس كل شيء. اللحوم الفاسدة: ووصف الضبطيات التي قامت بها الشرطة ضد بعض الجزارين الذين يتعاملون في اللحوم الفاسدة بالايجابية ومن جهة أخرى حدث ركود في سوق اللحوم نسبة لاحجام الناس عن الشراء وقال إن الشعب السوداني شعب طيب دائماً ما يتأثر بالشائعة لدرجة أنه يصدقها وقال للجزارين معروفين والشركات والشركات الموردة للحوم معروف أما الأشخاص الذين يتعاملون في تلك اللحوم يجب أن يحاكموا وقال عصام بإنه يبدأ دوامة في جزارته من الرابعة صباحاً ويقوم بتقطيع اللحوم ويبيعها لزبائنه. زيادة أسعار اللحوم: وعزا عصام ارتفاع أسعار اللحوم إلى الوضع الاقتصادي والذي وصفه (بالتعبان) والسياسات الاقتصادية الخاطئة وقال تجار اللحوم ليسوا وحدهم من يزيدون أسعار اللحوم وأن البلاد كلها في حالة ارتفاع في الأسعار وأوضح قبل أشهر كانت القوة الشرائية ضعيفة بسبب الشائعات التي تحدثت في اللحوم الفاسدة ولكن الآن القوة الشرائية في انتعاش. وضع أفضل: ورفض عصام أن يفصح عن دخله اليومي الذي ليتحصل عليه من خلال بيع اللحوم وقال (الحمدلله) زرقها يكفيني واستطاعت منه تأسيس أسرة ومنزل.. وأنه لو انتظر دوره في الوظائف لما استطاع إلى الآن تكوين نفسه. طموح: وقال إنه لم يفكر أن يعمل شهادته إلا إذا أضطرته الظروف إلى ترك هذه المهنة وأنه كانت لديه الفرصة أن يصبح عازف مثل شقيقه إلا أن هذه المهنة قد جرت في دمه وأنه لا يستطيع التخلي عنها.