والأخبار تتوالى عن إستعدادات المحطات التلفزيونية الفضائية في كثير من دولنا العربية ببرامجها لشهر رمضان المعظم والإعلان عنها في معظم الصحف والمواقع الإخبارية، يؤسفني والله القول إن قنواتنا الفضائية مازالت تتعامل مع هذا الشهر وبرامجه بنظرية (الترزي يوم الوقفة)، مع أنها لا تقدم جديداً إلا برنامجاً واحداً أو برنامجين في الشهر الكريم وفي النهاية (لم ينجح أحد)، وعندما أقول لم ينجح أحد ليس لوصم الجميع بالفشل أو تبخيس جهود إدارات أو أتيام العمل بتلك القنوات، ولكن بمنطق بسيط، كلنا نعرف أن رمضان هو شهر عبادة وتقرب لرب العباد بصالح الأعمال والطاعات، وبالتالي يجب ألا تخرج البرامج عن هذه المفاهيم، حتى وإن كانت برامج ترفيهية أو جماهيرية أو دراما تحض على فعل الخيرات. فهل ياترى تفعل قنواتنا ذلك؟.. تعالوا معنا نتوقف عند بعض الملاحظات.. فقناة النيل الأزرق مثلاً تراهن على برنامج (أغاني وأغاني) وسهرات (نجوم الغناء، وقناة الشروق تراهن على الحلقات التوثيقية لكبار الفنانين، وقناة (قوون).. على برنامج يجمع مجموعة من المغنيات بالدلوكة أو الأورغن.. وقناة أم درمان على فترة مفتوحة طابعها الطرب.. ويجئ تركيزي على هذه البرامج لكونها تعرض في توقيت واحد، وهو أكثر الأوقات مشاهدة (عقب الإفطار) وقبل صلاة التراويح. مؤسف والله ألاَّ تكون لقنواتنا الفضائية استعدادات لرمضان، ومؤسف أكثر أن يكون لكل قناة برنامجاً أو إثنين أو حتى ثلاثة، تركب بها دون قصد في موجة الحرب على الشهر الفضيل. نعم هي حرب وإلا ما كانت كل القنوات الفضائية في الدول العربية والإسلامية تشحذ كل إمكاناتها وتفجر كل طاقاتها وتستقطب النجوم لتقدم المسلسلات التي يسمونها مسلسلات رمضان، التي تنتج في أكبر سوق للدراما، بالإضافة لبرامج الرقص والغناء والضحك. مَن قال إن رمضان هو شهر الرقص والطرب والضحك والمسلسلات!!، ولماذا رمضان دون سائر شهور الله. وهل تحسب إدارات قنواتنا أنها عندما تقدم برنامجاً دينياً أو استضافة أحد الشيوخ الأفاضل أنها أوفت الشهر الفضيل حقه، مع أنها تعرض البرامج الدينية غالباً في وقت العصر هو أقل الأوقات مشاهدة. عفواً.. أرجو يصفني مدراء هذه القنوات ب (الديك الذي لا يعرف الوقت) وأنا أتحدث عن برامج رمضان من زاوية الاستعداد واللونية وفرق التوقيت.. هدانا الله وإياكم.