ًü رحل عن هذه الفانية صباح أمس أحد الرجال المحترمين حيث اختار الله إلى جواره الناظر علي نمر الجلة ناظر عموم المسيرية قبل أن يشهد مصير أبيي في الاستفتاء الذي يُراد له أن يجُرى بمعزل عن أهلها من الذين بَّردوها بسيوفهم ورماحهم وخيلهم وخيلائهم وأقاموا فيها أول تجربة للتعايش السلمي بين العرب ودينكا أنقوك.. ونعته رئاسة الجمهورية وكان في وداع جثمانه السيّد المشير عمر البشير الذي يعتبره المسيرية واحداً منهم.. ويعتبرهم هو من أهله وعشيرته من قبل أن يتولى قيادة البلاد في أحلك الظروف أعانه الله وسدد خطاه. ü والمسيرية من قبائل البقارة ينتسبون إلى جدهم الأكبرمحمد المسير بن عالي بن عطية بن جنيد بن شاكر بن أحمد الأجذب وعنده يلتقي نسب عموم البقارة الذين ينتهي نسبهم إلى جهينة بن أزيد بن زيد بن أسلم بن سالك بن قضاعة بن يعرب بن قحطان. وينقسم المسيرية إلى حُمُر وجدهم أحمد الأحمر بن محمد المسير وزُرُق نسبة إلى محمد الأزرق.. وينقسم المسيرية الحُمُر موضع حديثنا إلى قسمين رئيسيين هما الفلايته نسبة إلى فليت بن أحمد الأحمر.. العجايرة وجدهم عكاشة الذي أنجب عجار.. وللفلايته خمس عموديات هي الزيود.. والمتانين.. وأولاد سرور.. والجبارات.. والسلامات وللعجايرة سبع عموديات هي أولاد كامل.. والفضلية الفيارين.. المزاغنة.. عدّال «وهم دار أنقيعه».. ومناما.. وأخيراً عمودية المدينة المجلد. ü وكان ناظر المسيرية الزُرق والحُمُر منذ التركية السابقة الشيخ علي مسار.. وأعقبه الشيخ علي الجلة في الفترة من العام 1905م وحتى 1918م وتولى بعد ابنه محمد نمر الذي توفي عام 1924 فاختارت القبيلة ابنه الناظر بابو نمر واسمه الحقيقي «عثمان» وكان صبياً في الرابعة عشر من عمره وكان الوصي عليه الشيخ جَبَّر علي مسار حتى عام 1928م حتى صار بابو نمو ناظراً لعموم المسيرية الحمر والزرق ودينكا أبيي عام 1942 فيما اختير فقيدنا اليوم الشيخ علي نمر لنظارة المسيرية الحُمُر العجايرة عام 1970.. وللمسيرية تاريخ حافل بالوطنية والفداء وهم من إستن سنة التمازج العرقي والتعايش السلمي.. ومن رموز تلك الحقبة إلى جانب الناظر بابو نمر السلطان دينق مجوك وفي هذا «كتابات» للدكتور فرانسيس دينق.. كما للأستاذ أحمد عبد الله آدم ويمكن تتبع أصول البقارة والدينكا فيه في كتابه بذات العنوان وكتاب صديق البادي «قبائل» ولهم في المذكرات والمدونات ذكر كثير مثال ماكمايكل وهندرسون وأيان كنسون وغيرهم. ü الشيخ علي الجلة «1845 - 1944» بايع المهدي في شيكان وحارب فيها وأصبح فيما بعد من خلصاء الخليفة عبد الله وقاتل في كرري وأم دبيكرات وقد أُسر في تلك المعركة وعندما أطلق سراحه اختاره المسيرية ناظراً عليهم حتى عام 1905 حيث تنازل لابنه محمد نمر.. وزوجة علي الجلة هي «ست أبوها» شقيقة أب جكة ملازم الخليفة عبد الله.. وهو علي الجلة بن محمد قمر بن جيد إلى جده عجار جد العجايرة إلى آخر نسب المسيرية المنتهي إلى جهينة. ü وقد كتب الله للفقيد الشيخ علي نمر علي الجلة عمراً جديداً ليلة الثلاثين من يونيو 89 حيث كان في منزل ابن أخيه الفريق الركن مهدي بابو نمر رئيس هيئة الأركان «وقتها» ونجى من بضع طلقات تبادلها الثوار مع الحرَّاس.. وتجمع بين الناظر والرئيس والمسيرية علاقة وطيدة.. وقد حاولت القوى الصليبية والصهيوينة إبعاد الرئيس البشير وحكومته من محادثات أديس أبابا بشأن مشكلة أبيي واقترحوا أن يجري التفاوض مع المسيرية فوجدوا فيهم صلابة وحنكة واستماتة في الدفاع عن حقوقهم تمنوا معها لو اختاروا التفاوض مع الحكومة. ü من الطريف والنادر في مجلس الناظر وهو مسودة لكتاب أعدَّه الأستاذ أحمد عبد الله آدم.. دخل أعرابي من المسيرية على الناظر بابو نمر في مجلسه وقد أنهكه العطش «والقريفة» فلما ارتاح في المجلس وشرب الشاي تصبب عرقاً وقال:- «أبي الناظر إنت أبونا آدم ده غير أمنا حواء ما عرَّس مَرَه» فقال الناظر «العربي ده طبِّقوا ليهو الشاي ما يقوم يجيب لينا مصيبة تانية». وهذا هو المفروض