الانتخابات العامة التي بدأت بالفعل في محلية بربر بولاية نهر النيل، ويشتد التنافس فيها بين مرشح الاتحادي الديمقراطي حسن هلال وأحمد مجذوب مرشح الموتمر الوطني، يعتري تلك المنافسة مايعتري العملية برمتها على مستوى السودان من جدال يطال جدواها، وامكانية استغلالها كفرصة تبدو الوحيدة الممكنة للتعاطي الإيجابي مع مشاكل المنطقة ولو بنسبة قليلة جداً، وبمنطق شيء أفضل من لا شيء، وهو منطق لا يثني المتشككون في جدواها ولايزحزح عدم الثقة الذي ترسخ لديهم في ممارسة العمل العام طوال الفترة الماضية، وهو عزوف له مايبرره بصرف النظر عن صحته، بالمقابل يتعامل من يرون أن المشاكل المجتمعية ضاغطة ووصلت حداً يتطلب الشروع في المعالجات الآن وليس غداً، رغم عدم اختلافهم كثيراً مع الفئة الرافضة فيما تحمل من قناعات عن العملية الانتخابية التي اختاروا أن يقبلوا عليها بفهم (الصابرات روابح لو يجن قماح)، وبفهم أن دابة الأرض قد جربت الحجر رغم علمها أنه حجر، بهذا الانقسام في المواقف ينظر الناخبون الى تنافس المرشحين، ويقلبون بين أيديهم مختلف البرامج الانتخابية، لكن البعض الذي يميل مع حسن هلال، رغم تخوفهم من دخول حسابات غير منظورة قد تجهض أحلامهم، إلا أن هذه الفئة تعتبر أن المعركة تمثل بداية نهضة (بربراوية) يرجون لها أن تتواصل سواء فاز هلال أم لم يفز ، وتبرر المجموعات التي تساند هلال موقفها من الرجل بأنه أحد أهم رموز البيئة المحليين وله ارتباطات دولية واقليمية عديدة في هذا المجال، وفي عهده كوزير اتحادي تم توحيد التقرير الحكومي والآخر المرفوع من منظمات المجتمع المدني لقمة الأرض الأخيرة في الارجنتين، وذلك باستجابة الرجل للمطالب التي ظلت ترفعها المنظمات المشار إليها لسنوات خلت في مواجهة التقرير الرسمي للدولة، مما يعني مرونته وقدرته على العمل مع الآخرين، هذا الى جانب أن أهم المشاكل التي تواجه محلية بربر مع الدائرة الجغرافية التي تشهد التنافس الحالي بين المرشحين هي مشكلة بيئة في الأساس تتمثل في التلوث بفعل التعدين وصناعة الأسمنت، واستقبال المحلية لملوثين آخرين عبر الولايات المختلفة نتيجة التخلص من مخلفات الصناعات بصبها في النيل.. الى جانب الصرف الصحي لمعظم الولايات التي يمر بها النيل لقدرة النهر الفائقة على الترسيب في بربر، نتيجة الأرض المنبسطة الخالية من التضاريس، مما يحد من الاندفاع وسرعة الجريان، مما يتب قدراً من المسؤولية الاجتماعية على الذين يقومون بتلويث هذا المورد الذي تعتمد عليه المنطقة في مأكلها ومشربها.. لكن الرافضة رغم عدم تشكيكها في مقدرات هلال في النواحي المستهدفة (مجال البئية) وفي إخلاصه لأهله في بربر الذين عرف بينهم بنقاء السريرة، إلا أن الأجواء العامة التي تجري فيها الانتخابات ليست محل اطمئنانها, لكنها تسمن من إجماع أبناء بربر حول مطالبهم الذي يشكل صمام الامان لانجاز تطلعاتهم المشروعة مهما تكن نتيجة الانتخابات!!