اثناء مروري بموقف جاكسون بالخرطوم لفت انتباهي انتشار ظاهرة الحلاقين العشوائيين بأعداد كبيرة تحت كبري الحرية، وغالبية الزبائن من فئة الشباب دون الاهتمام بخطورة ما يصيبهم من أمراض قد يصعب علاجها جراء ذلك، بجانب وجود أعداد هائلة من مخلفات الحلاقة من الأمواس وتناثر الشعر بكميات كبيرة هنا وهناك، وسط عبور المواطنين- (مسرح الأحداث)- توقف بعدد من أماكن الحلاقة العشوائية وصوالين الحلاقة والكوافير التي يبهرك مظهرها الجميل والجذاب من الخارج، وقد ينخدع الزبون بذلك دون التأكد من وجود وسائل التعقيم المختصة، ويقع ضحية بالإصابة ببعض الأمراض، كما لاحظ اهتمام بعض أصحاب الصوالين بالموضة التي تنصب أسمائها بأسماء المشاهير عالمياً وطرح تساؤلاته على العاملين والزبائين، وأصحاب المحلات ومدى التزامهم بالضوابط الصحية المطلوبة.. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية بمستشفي جياد التخصصيي دكتور مامون عثمان كشف عن مدى خطورة الحلاقة العشوائية ودورها في نقل بعض الأمراض الخطيرة ونوعية الأمراض التي تنتقل وكيفية الوقاية منها فالى المضابط.... ٭ التركيز على الموضة: بداية حدثنا محمدعلي صاحب أحد المحلات (العشوائية) قائلاً: أجبرتنا الظروف لممارسة هذه المهنة بالطريقة العشوائية منذ ثلاث سنوات، نسبة لارتفاع تكاليف إيجار الصوالين والأدوات والأثاثات وغيرها، وانصب جل حديثه على أنواع الموضة، ولم يعر أدنى اهتمام لسبل الوقاية والحماية للحد من انتقال الأمراض، وأنه يفضل استخدام الموس بدلاً من ماكينة الحلاقة ولديه فرشاة نظافة لحلاقة الزبون . - قال عادل محمد سعيد إنه يستخدم الكمامات أثناء الحلاقة ويحاول التحكم في الموس بقدر الإمكان لكي لا يتعرض الزبون للجروح أثناء الحلاقة لسلامته وسلامة أنفسنا لأن الوقاية خير من العلاج، ولدينا عامل نظافة يقوم بجمع مخلفات الحلاقة بوضعها في سلة القمامة.. ٭ الموس جديدة: أما وليد رحمة أحد الزبائن المترددين للحلاقة بشكل منتظم قال: ظللت أحلق وباستمرار في هذه المحلات العشوائية ومطمئن والحمدلله، ولا ألجأ للحلاقة إلا بعد التأكد من أن الموس جديدة.. أما الزبون آدم عبدالرحيم قال: إنه يحلق منذ فترة طويلة في هذه المحلات وأتمنى أن لا أصاب بأي مرض . ٭ أدواتي الخاصة: - ويقول معاوية قسم السيد: لا يحلق في الأماكن التي خارج الصوالين ويحمل معة أدواته الخاصة خوفاً من انتقال العدوى للوقاية من أمراض العصر الأيدز وغيرها، وأنه يعي جيداً خطورة الأمراض التي تنتقل عن طريق أدوات الحلاقة. فيما قال رافع سعيد يعمل بصالون التاج محل الحديث بالسوق العربي، وأكد أن بالمحل جهاز لتعقيم أدوات الحلاقة من أمشاط وماكينات وغيرها، ولدينا كروت صحية ونخضع لفحص دوري كل ستة شهور، والحلاقة فن في كيفية إمساك الماكينة والموس، حتي لا تعرض الزبون للخدش أو الجروح، وهذا يضمن سلامتنا وسلامة الزبون.. قال إن آخر صيحات الموضة هي جوردن وهي قريبة من الصلعة... .. لكي تكتمل الرؤية جلسنا لدكتور مامون عثمان استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية للتعرف على الأمراض المعدية عن طريق الحلاقة العشوائية، وطبيعة المرض. قال هناك أمراض فتاكة كالايدز والتهاب الكبد الوبائي من أخطر الأمراض.. فالشباب يذهبون شهرياً وبصورة دورية لصوالين الحلاقة لقص الشعر، وحلاقة الذقن، وأحياناً القيام بنظافة الوجه وإزالة البثور بالوجه، وكذلك النساء غالباً مايذهبن الى اماكن التجميل لقص الشعر، ونظافة الوجه، والحواجب بالموس وإزالة البثور من الوجه وغيرها.. وفي حالة عدم توفر المقومات الصحية اللازمة في أماكن التجميل وصوالين الحلاقة تصبح ناقلاً سريعاً لهذه الأمراض الفتاكة. ٭ انعدام التعقيم: حول الأمراض التي يمكن أن تنتقل عن طريق الحلاقة العشوائية أولاً: هنالك نوع من الأمراض الفيروسية الايدز والتهاب الكبد الوبائي الثالول ( WART ) وغالباً ما تنتقل عن طريق استعمال الشفرات والأمواس الملوثة وكذلك عن طريق الجروح بواسطة ماكينة الحلاقة و(المشط).. والملاحظ عدم اهتمام الحلاقين بخطورة وضع الأمواس والشفرات المستعملة مع بعض وعدم تعقيم المعدات والماكينات. سريعة العدوى. إضافة للأمراض البكتيرية وهي قليلة نسبياً، وتتلخص في التهاب حويصلات الشعر وتصيبها بالبكتريا العنقودية، وهي تنتقل بجميع معدات وأدوات الحلاقة والتجميل، من خلال الآلات أو ماكينات الشفرات أو البشاكير أو الأمشاط، وكذلك الحال لمرض الزهري.. أيضاً الفطريات وخاصة الالتهابات السطحية (القوب والبهاق)، فهو ينتقل عن طريق كل آلات الحلاقة بجانب البشاكير والمرايل. وكذلك الحشرات كالقمل والجرب، فهي تنتقل عن طريق كل الآلات الحلاقة فهي سريعة العدوى. شهادة خلو طرف من الأمراض: حقيقة أن بعض الزبائن ينبهرون بالمكان من ديكور ونظافة الأثاث والأرضية وأجهزة التكييف وغيرها، لكن نوصي ونلفت انتباه الزبون الى خطورة هذه الأمراض، وعليه أن يتأكد أولاً من توفرالمعدات السليمة والمعقمة، وعلى أصحاب المحلات (صاوالين أو أماكن تجميل)، ووزارة الصحة الالتزام، بوجود شهادة خلو طرف من الأمراض المعدية، وخاصة الجلدية، ووجود جهاز تعقيم خاص بالملابس والبشاكير، واستخدام شفرات جديدة ومعقمة لكل زبون.. ونحبذ أن يكون لكل زبون معدات خاصة عند حلاقة الذقن، وغسل اليدين وتعقيمها عند كل حلاقة، وعدم استخدام البشاكير والمرايل إلا بعد تعقيمها، ويجب على وزارة الصحة المراقبة الصحية التامة، والزام العاملين بالفحص الدوري، وعلى الجهات المختصة إزالة كل المراكز العشوائية، وتوعية العاملين بخطورة عملهم وكيفية الوقاية. ٭ هل هناك أجهزة محددة لعملية التعقيم لأدوات الصوالين والكوافير.. وأبان أن التعقيم يتم بدرجة حرارة معينة ولفترة زمنية معينة، ولا يمكن أن يتم بالطرق البسيطة التي يتبعها البعض، ونعتبرها عملية تنظيف وليس تعقيم.. وكذلك الحال بالنسبة للبشاكير، لا يمكن تعرضها للشمس فقط يجب تعقيمها، بجانب الاهتمام بعدم رمي الأمواس في الأرض بعد الاستخدام في سلة خاصة، ووضعهها بطريقة خاصة، حتي لا تتسبب في جرح الآخرين واختلاطها بالأمواس الجديدة. ٭ هل تظهر الأمراض التي ذكرتها بعد الحلاقة مباشرة؟ - يؤكد ظهور بعض الحالات للأمراض السطحية كالقوب، والجرب، والالتهابات البيكتيرية بصورة سريعة، بخلاف الأمراض الخطيرة كلايدز، والزهري، والكبدالوبائي.. لاحتمالية ظهورها بعد فترة طويلة، ولابد لنا أن ندق ناقوس الخطر. لافتاً انتباه الآباء والأمهات لتحري الدقة في حلاقة الأطفال باعتبار أنهم أكثر فئه معرضة لهذه الأمراض، وإذا استمر الحال هكذا نفضل لرب الأسرة أن يقوم بحلق صغاره بنفسة بالمنزل، ويجب أن يكون لكل فرد معداته الخاصة، كذلك السيدات يجب أن ينتبهن لخطورة الأمراض ونقلها. منبهاً الجميع وجهات الاختصاص لخطورتها حتى لا تقضي هذه الأمراض على حياة الأشخاص من خلال تصرفات بسيطة بطريقة ساذجة، خاصة أن هناك أمراض ليس لديها علاج مثل.. (الايدز والكبد الوبائي).. حتى الآن.
