أبدى الرئيس المفوض لإدارة الاتحادي الأصل الحسن الميرغني حالياً رضا حزبه التام عن نتائج الانتخابات ويجادل «بعين قوية» المؤتمر الوطني حول المواقع الوزارية.. وبحسب صحيفة التيار فإن المطالبة بمناصب نائب رئيس ورئاسة برلمان ووالي للخرطوم يعتبرها الاتحاديون حقاً مشروعاً بعد إسهامهم في إنجاح العملية الانتخابية ولكن للأرقام حديثاً آخر. البروفيسور بخاري الجعلي القيادي الغاضب بالحزب اعتبر المشاركة في العملية الانتخابية ب (6) ملايين صوت مؤشراً قوياً على عزوف الجماهير من العملية، وأبدى حزنه في حديثه لبرنامج الميدان الشرقي الذي تبثه فضائية أم درمان «على مشاركة حزب في قامة الاتحادي»، مشيراً إلى أن المشاركة في العملية هي في الأساس لا تمثل الاتحاديين وإنما تمثل جناحاً، في إشارة إلى المشاركين في الحكومة القادمة من قيادات حزبه إضافة إلى السيد الصغير الحسن الميرغني الذي تبنى عملية المشاركة لحزبه، ووصف الجعلي المشاركة بالضئيلة والهزيلة والضعيفة، متسائلاً لماذا ركض المؤتمر الوطني خلف «لافتة» لا تمثل الاتحاديين الحقيقيين قائلاً: القيادات التي شاركت باسم الحزب غير معروفة وليست لها أوزاناً داخل الحزب. وأبدى الجعلي خوفه على مشاركة حزبه بهذه النسبة واعتبرها لا تليق بحزبه الذي استطاع أن يحقق الكثير في انتخابات 1985م التي وصفها بالحرة والنزيهة مستشهداً بقيادات استطاعت أن تكسب آلالاف الأصوات من قرى صغيرة، وقال الجعلي الانتخابات لن تقدم أو تؤخر ولم تأتِ بالجديد، وأضاف بالقول «إن الفائزة الوحيدة في هذه الانتخابات هي المقاطعة». بينما يرى المؤتمر الوطني أن مشاركة الاتحاديين في الانتخابات لا غبار عليها واعتبر النائب السابق لرئيس الجمهورية القيادي بالمؤتمر الوطني الحاج آدم يوسف المقاطعين الاتحاديين لقرار المشاركة في العملية بأنه نوع من عدم المؤسسية قائلاً «المقاطعين على كيفهم». ورغم النقاش الساخن الذي دار في «الميدان الشرقي» بين الجعلي والحاج آدم إلا أن المؤتمر الوطني ختم حديثه بأن النتيجة الحالية سارية وملزمة كل الأحزاب الحالية وتوضح الأوزان الحقيقية للأحزاب المشاركة في العملية الانتخابية. أما القيادي بالاتحادي الأصل الفائز بكرسي البرلمان بالانتخابات الحالية محمد المعتصم حاكم أبدى عدم قلقه في الحديث عن ضعف مشاركة الاتحاديين في العملية الانتخابية واعتبر حاكم في حديث ل «آخر لحظة» أن ضعف المشاركة في الانتخابات هو ضعف عام ولا يمكن وصفه بالجزئي، وزاد أن ما وقع على جماهير الاتحادي الأصل وقع على جماهير الشعب السوداني وأرجع المسألة إلى ما أطلق عليه التشاؤم بسبب سياسات المؤتمر الوطني ومن أن يتحول إلى رؤى جديدة، مؤكداً أن المشاركة البرلمانية تمكن حزبه من التصدي للقضايا الوطنية، وأن مشاركة حزبه في الانتخابات وجدت القبول من معظم قواعد الحزب والمساندة القوية من جماهيره على حد تعبير حاكم. ويشدد حاكم على أن العبرة ليست بالكم، بل بالأفكار التي تؤمن بها الجماهير مستشهداً بتجربتي الجبهة الإسلامية والحركة الشعبية، مؤكداً أن خطوة مشاركة حزبه بالانتخابات تمت بمباركة الميرغني الكبير وتفويضه التام للسيد الصغير الحسن لإدارة المرحلة الحالية. يتفق القيادي الاتحادي البارز علي نايل مع الفريق الغاضب على المشاركة وقال نايل ل «آخر لحظة» إن هذه المشاركة لا تليق بحزبه واصفاً إياها بالمسيئة، مشيراً إلى أن المؤتمر الوطني عمل على إشراك الاتحادي لغرض تشويه صورة الحزب الذي حقق الاستقرار وخاض انتخابات 1986، واعتبر نايل أن ال (25) معقداً التي فاز بها الأصل من البرلمان حالياً ممنوحة من الوطني، وأشار إلى أن المشاركة الاتحادية لا تمثل حزبه، كاشفاً عن خطوات جادة تدور داخل أروقة الحزب حالياً بالمركز والولايات وتيار سيولد في الأيام القادمة يقود التغيير، مؤكداً أنه والقيادات التي يزعم الحسن أنه قد تم فصلهم من الحزب بقيادة أبوسبيب سيعملون لعقد المؤتمر العام الذي بات بقيادة جديدة، كاشفاً عن خطوات تكوين مكتب سياسي انتقالي استثنائي لقيادة العمل على إنجاب حزب ديمقراطي أصل بقيادة جديدة، وقال نايل إنه لن يستبق الأحداث رافضاً الكشف عن نوايا إقالة الميرغني، ويرد نايل على ذلك بأن السيد الكبير لم يشارك في ما وصفها بالمؤامرة.