كلفني المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية - مشكوراً-، ممثلاً في الإدارة العامة للتدريب ومديرها العام الأستاذ سعد محمد عبد القادر، بتقديم محاضرة عن «دور الإعلام المقروء في دعم السلام والوحدة» يوم أمس، ضمن برنامج الدورة التدريبية للإعلاميين بالولايات، تحت شعار (دور الإعلام في الاستفتاء)، وهي دورة بدأت يوم السبت الماضي (30 أكتوبر) وتستمر حتى يوم غدٍ الخميس، وقد شارك فيها بتقديم المحاضرات أساتذة كرام، إذ جاءت محاضرة الدكتور معتصم بابكر في اليوم الأول عن «الدعاية الإعلامية ودورها في تشكيل الرأي العام»، تلتها محاضرة عن «قواعد وأخلاقيات مهنة الإعلام» قدمها الدكتور عادل محجوب، أما في اليوم الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس على التوالي فقد قدمت الأستاذة سلوى حسن صديق محاضرة عن (المراسل الصحفي) والخبير الإعلامي العالمي البروفيسور علي شمو قدم محاضرة عن «دور وسائل الإعلام في تهيئة الرأي العام»، ثم بالأمس قدمنا المحاضرة المشار إليها بينما يقدم اليوم الأربعاء اللواء الدكتور محمد المعتصم محاضرة بعنوان «الحرب النفسية وأثرها على الرأي العام»، ويختتم الدكتور هاشم الجاز تلك السلسلة بمحاضرة بعنوان «إستراتيجية العمل الإعلامي للسلام والوحدة». عدد الإعلاميين والمراسلين والصحفيين الذين شاركوا من الولايات في هذه الدورة كان كبيراً، وحاولت ألا أقحم الصحافة في لجة السياسة أو العكس، لكن هذا يصبح في بلادنا رابع المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي وبالنسبة للأخير ليس أدل عليه من شراكة سياسية قطعت أوصال الوطن! جاء تركيزنا داخل محاضرة الأمس على ضرورة استخدام كل فنون وقوالب العمل الصحفي خدمة لأهداف الوحدة والسلام، وعدم التعامل بردود الأفعال فيما يتصل بالانفصال إذا اختار أبناء الجنوب ذلك، وقلت للمشاركين في تلك الدورة إن الذين حاربوا من أجل الانفصال سيحاربون من أجل الوحدة ذات يوم بعيداً عن العواطف، قريباً من العقل والمصلحة العامة، ومصلحة الشعب في الجنوب.. وفي هذا الخصوص أشرنا إلى أن تجارب الوحدة والانفصال تاريخياً، كان الخاسر الأكبر فيها دائماً هو الجانب المنفصل، وقد استشهدنا بانفصال الباكستان عن الهند، فقد قويت الأخيرة وتقوت بينما زادت الباكستان وهناً على وهن، وهناك تجربة انفصال اليمنين (شمالي وجنوبي) والمانيا (غربية وشرقية) وكوريا (جنوبية وشمالية) وتجربة الانفصال بين مصر والسودان، فقد تقدمت مصر وأصبحنا نسارع للحاق بها أو اللحاق بركب التقدم، وهناك تجربة الصين الشعبية وتايوان.. يظل الجزء المنفصل دائماً مثل الطفل الخديج الذي لم يكتمل نموه بعد. الانفصال الآن هو معصية وطنية وجناية في حق الشعب، والدعوة له مثل المجاهرة بالمعاصي، عياناً بياناً، نهاراً جهاراً، بينما يصبح حال الداعين للوحدة هو حال الحالمين، أو كما قال شاعر الحقيبة: «حلم الصاحي.. ودمعو سايل».. ونحن لم نتخيل أن يغادر صديقنا (منقو زمبيري) في يامبيو مخيلتنا ذات يوم.