ابدي عدد من الخبراء تخوفهم وقلقهم من الإتجاه لطحن الذرة في مطاحن القمح، مطالبين بإنشاء مطاحن خاصة لكل صنف علي حده . واقترح البعض أن تتبنى رئاسة الجمهورية مبادرة السيادة الغذائية . محذرين من مافيا القمح في السوق العالمي باعتبار أن احتياجاتنا من سلعة القمح تمثل نسبة 18 % من الإنتاج العالمي، وبالتالي يصبح من السهل تركيع أي دوله عن طريقه، وكان ذلك موضوع النقاش في المنتدي الدوري لحماية المستهلك بالسبت. وقال مدير قطاع الاقتصاد وشؤون المستهلك بوزارة الماليه بولاية الخرطوم عادل عبد العزيز إن القمح يتم استيراده بسعر 2.9 دولارفي حين أن السعر الرسمي يبلغ 5.7 وسعر السوق الموازي حوالي 9 دولار، مشيراً إلى أن الدعم المخصص لهذه السلعة يستفيد منه غير المستحقين موضحاًً أن استيراد السودان من القمح في العام 2013 بلغ 2,3 مليون طن بتكلفة مليار دولار، مشيراً إلى ارتفاع معدل الاستيراد. وقال إن العام 2012م شهد استيراد 2 مليون طن بتكلفة 810 مليون دولار، وأضاف أن دعم السلع الاستراتجية في العام 2013م بلغ 9,714 مليون جنيه أي ما يعادل حوالي 1,7 مليار دولار تمثل 7.1 % من إجمالي المصروفات الجارية للدولة . وتوقع أن يصل إنتاج الموسم المقبل من القمح إلى مليون طن، وهذا الموسم حوالي 500 الف طن معلناً عن بدء استخدامة بالفعل في المطاحن الوطنية الرئيسية «ويتا وسيقا وسين» عن طريق خلط دقيق قمح مستورد بنسبة تتراوح بين 40 - 05 % من القمح المحلي . وأشار إلى إتجاه آخر يتم فيه خلط القمح بالذرة البالغ انتاجها 5 مليون طن، وقال إن البحوث العلمية في السودان توصلت إلى امكانية خلط الذرة المحلي بالقمح سواء أكان مستورداً أو محلياً لإنتاج الخبز . وقال مدير التسويق لشركة سيقا كمال عبد الكريم إن الطاقة الإنتاجية حاليا للمطاحن السودانية تفوق حاجة السوق، مبيناً أن الدولة تخطط لتغطية 52% من حاجة السوق المحلي عن طريق دقيق مستورد من تركيا، وأضاف أن الطاقة الإنتاجية للمطاحن أكبر بنسبة 20 % من الحاجه المحلية للدقيق الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تقليل كمية الردة بمقدار 150 ألف طن سنويا . فتسهم في زيادة أسعار الألبان واللحوم ، مؤكداً أنه في حاله إتجاه الدولة إلى استيراد 25 % من حاجة البلاد من الدقيق سيعمل على زيادة الحاجة إلى العملة الصعبة ب 55 مليون دولار في السنة ، وإيقاف 2000 طن من الطاقة الإنتاجية للمطاحن السودانية، أي مايعادل 100 مليون دولار سنوياً. وأشار إلى أن تكلفة الدقيق المستورد قد تصل إلى 135 جنية سوداني مقارنة ب 125 جنية للدقيق المحلي، وأضاف أن سعر الدقيق المستورد 480 دولاراً للطن وسعر القمح المستورد 294 دولار للطن. فيما أقر الامين العام لغرفة صناعة ولاية الخرطوم عادل ميرغني بوجود اشكاليات مع المطاحن قائلا إنها توقفت أيام أزمة الخبز وخرجت من السوق ، مؤكداً وجود 37 مطحنة بالولاية غير عاملة بامكانها إنجاح تجربة الخبز المخلوط وأشار فتح الرحمن محجوب من شركة الأمن الغذائي أنه لأول مرة يتم توفير دقيق بجودة لوجود هنات في بعض الدقيق المستورد. وجزم المدير السابق لهيئة المواصفات الدكتور ياسين الدسوقي الطيب بإجراء أبحاث للمادة الرابطة للدقيق . في معامل بدبي والشارقة وماليزيا وجنوب أفريقيا أثبتت أن المادة آمنه تماماً حسب الدراسات العلمية . وقدموا عدداً من المقترحات لتفادي التشوهات الاقتصادية خاصة في صناعة الخبز، داعين لإعادة توجيه دعم سلعة الخبز وإيقاف دعم الحلويات والمخبوزات، فيما طالب البعض برفع الدعم بإعتباره يؤثر على ميزانية الدولة .