ظاهرة الاحتباس السياسي التي أدخلتنا فيها الحركة الشعبية ومعها «ما تبقى» من أحزاب الأمة والشعبي «الجبهة الإسلامية زمان» «والفضل» من الحزب الشيوعي، هذه الظاهرة السياسية شغلتنا تماماً عن كوبنهاجن حيث يناقش العالم أخطر ظاهرة كونية، وهي ظاهرة الاحتباس الحراري التي جعلت العالم يحبس أنفاسه من جراء التغييرات الهائلة التي باتت تعم الكرة الأرضية اليوم. فالاحتباس الحراري هو باختصار شديد زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، ونتج عن ذلك هذه الكوارث الطبيعية من فيضانات وأعاصير وتصحر وانقراض للكائنات الحية وذوبان الجبال الجليدية. وظاهرة الاحتباس السياسي هي باختصار محاولة بعض زعامات الأحزاب القديمة، زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لسماء الشريكين، ومن ثم السعي لإيجاد ثقب في طبقة «أوزون الحركة» ومن ثم تحدث الفيضانات والزلازل والأعاصير، وتختفي الغابات من على كوكب الشريكين، ومن ثم تنفذ هذه الزعامات القديمة أحلامها التي عجرت على مر الدهور من تحقيقها، وقد أعطاها شعبنا تلك الفرصة فلم تنتج لنا شيئاً سوى إدمان الفشل على مر العهود..!! الغريب في الأمر أن أمريكا بكل كبريائها تنازلت هذه المرة عن تعنتها القديم، وقالت إنها ستسعى مع بقية دول العالم لخفض ثاني أكسيد الكربون من مصانعها ومفاعلاتها وترساناتها الهائلة، والدول الغنية أيضاً «لانت» وأبدت مرونة في اتجاه كبح انبعاثات الغازات المسببة للحرارة، ثم العمل على إيجاد التحول اللازم من أجل مساعدة العالم النامي على التأقلم مع ظاهرة التغير المناخي التي تجتاح العالم الآن. هل تعرف هذه الزعامات القديمة أن الخطر القادم على السودان يتمثل في أنه سيتأثر كثيراً من هذه الظاهرة المناخية، وبالمقابل فإنه سيتأثر كثيراً بظاهرة الاحتباس السياسي والتي هم وراءها منذ أن تسلموا «الراية البيضاء» من غير سوء. يا الصادق و يا نقد ويا الترابي، أستحلفكم بالله ثلاثاً أن تتركوا هذا الجيل يعالج أزماته المناخية والسياسية بلا غرض أو هوى أو مصلحة شخصية قديمة متجذرة في النفوس.