٭ بغض النظر عن الجهة التي شرعت في أن يكون هناك يوماً للاحتفال بالآباء وجعلت له يوماً مخصصاً وعيداً اسمته «عيد الأب» تحتفل به بلدان كثيرة في العالم في ذات اليوم 15 مايو/ إلا إنه جاء متأخراً - أي عيد الأب - وقد يعود السبب في هذا التأخير في إقرار عيد خاص للأب إلى عادات الشعوب في عملية توزيع الأدوار داخل العائلة بين الأب والأم، حيث أُعطيت للأم مهام تغذية الطفل والعناية به جسدياً وعاطفياً واجتماعياً، بينما الأب حددت له وظيفة «المعيل». ولكن اليوم أصبح من المستحيل الغاء دورالأب في تربية أبنائه و الحفاظ عليهم من مخاطر الحياة، فالأب هو الذي يقع عليه دور إتخاذ القرارات التي تهم الأسرة، وهناك كثير من الأمهات حينما يتحدثن إلى أبنائهن في أمر ما يقلن « لو كان أبوك موجوداً دا كله ما كان حصل لينا».. هذا كله من شأنه أن يحيي صورة الأب في حياة ابنائه، وأن يجعله موجوداً باستمرار في يومياتهم. ٭ ولو رجعنا إلى أصول وجذور عيد الأب الى ما قبل (4000) عام فقد كان هناك شاب في «بابل القديمة» يدعى «علمسو «، تمنى ذاك الشاب الصحة الجيدة والعمر المديد لأبيه الذي كان يعتني به ويحبه كثيراً ويعطف عليه، حيث قام هذا الشاب وكتب أمنياته تلك على لوحة مصنوعة من الطين وأهداها لوالده.. منذ ذلك الحين تطور هذا التقليد واستمر إلى أن تم تخصيص يوم لتكريم الآباء في أنحاء مختلفة من العالم. ٭ وأنا أتمنى في هذا اليوم يوم الاحتفال بعيد الأب الذي يصادف اليوم الجمعة خير يوم طلعت فيه الشمس، لكن أبي بعيد عنا بعد أن حجبه الموت من سنين .. فأني أسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته وأن يجعله قبره نوراً على نور.. وأن يعوضنا خيراً بعد فقده الذي لا يعوضه شيء غير وجوده.. فأبي كان رجلاً عظيماً قوي الشخصية طيب المعشر يحسن معاملة الجميع.. لم يبخل علينا في يوم بشيء .. علمنا الاعتماد على أنفسنا.. وعلمنا الأخلاق النبيلة والمعاملة الحسنة واحترام الكبير.. ٭ اللهم أرحم أبي وكل آباء المسلمين وكل عام وكل الأباء بخير وصحة جيدة.