ظللنا ندعو كثيراً من خلال هذه الزاوية لتبني حركة اجتماعية لتوعية الأسر الحديثه بالمشاكل التي يمكن أن تواجهها، بالإضافة إلى تنبيههم إلى أساليب التربية السليمة، التي يمكن أن تخرج تلك الأسر من ويلات المشاكل، وتنقذ الأطفال من المستقبل المظلم.. وقد يقول أحدكم ما الجديد في الأسر حتى تطالب بالتوعية المتكاملة لها، ونقول له إن متغيرات كثيرة حدثت في المجتمع جعلت مشاكله تتداخل، ففي السابق كانت الأسر الجديدة تبقى تحت ظل الأسرة الممتدة حتى يشتد عودها وتأخذ طريقها في الحياة.. حتى الأطفال كانوا يحاطون بعطف «الحبوبة» التي غاب دورها وباهتمام الأقارب من الدرجات المختلفة بالإضافة للشارع الذي يجد فيه تجارب وخبرات، وكما هو معلوم فإن هذا الدور بدأ في التلاشي التدريجي بعد الحوادث والقضايا التي أخافت الأسر وحبست أبناءها في عوالم «الديجتال» التي يعتبر بعضها مضراً بالأطفال، لأنه يعرض أفلاماً ومسلسلات عنف وخيال، قد تدخلهم في متاهات جديدة.. أعدت لها كثير من الدراسات بالداخل والخارج..أما الأسر نفسها فهي- كما ذكرنا- تحتاج لرعاية وتوعية، فالمرأة لم تعد كما كانت في السابق، تتفرغ لتربية الأبناء فقط، بل أصبحت تغيب عنهم وعن منزلها أكثر من (9) ساعات في اليوم، وهي مجمل الساعات التي تقضيها في العمل، وهي تضطر لإدخال أبنائها في حضانات، ثم الروضة، ثم المدرسة.. وهذا يعني أن وجود الأسرة مجتمعة بات أملاً من الصعب تحقيقه، وهذا يقلل من عملية مراقبة الوالدين لسلوك أبنائهم، وقد يفاجأون بأشياء قد يعتقدون أنها حديثة، إلا أن غياب الأسرة عن بعضها هو السبب الأساسي في ذلك، وقد لا يكون الغياب بالأجساد بل يمكن أن يكون هناك غياب معنوي خاصة الأم التي تعتبر أن التربية هي الاهتمام بالأكل والنظافة فقط، ولا تطور امكاناتها وتسخرها لمتابعة سلوك أبنائها وهذا النوع من التقصير قد يكون الأخطر على الأطفال.. كما أن هناك سلوكاً «جديداً» في المجتمع، وهو غياب دور الأب الفعلي في المنزل وتقربه لأبنائه بطريقة غريبه تجعله يبدي عطفاً وحناناً زائدين في تبادل لدور الأم التي تحاول تغطية دورالأب، فيصبح الخلل الواضح الذي يجعل الأطفال يقتربون من الأب ويبتعدون عن الأم.. و عادة ما يحدث هذا من الآباء الذين كانوا يعانون من «الشدة» الزائدة من آبائهم، وهم يعتقدون أنهم بسلوكهم هذا يخالفون آباءهم.. فمن الشدة «الشديدة» إلى اللين والتهاون حتى في معالجة مشاكلهم.. سادتي لقد أطلعت على خبر صحافي يقول إن منظمة البر والتواصل قد عقدت دورة تدريبية قيِّمة لتأهيل المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثاً، ولعل هذه الخطوة تعتبر مؤشراً لوجود المشاكل التي ذكرتها.. ونتمنى أن تجد الحل عندهم.