يحدثنا تاريخ الهلال عن لاعبين كثر انتقلوا من الهلال للمريخ ومنهم من اصبح رئيسا للمريخ .. ويحدثنا التاريخ ايضا عن هجرة عكسية وبصورة اقل لنجوم المريخ نحو الهلال .. ويحدثنا التاريخ ايضا عن نجم كبير ذهب للمريخ ولم يستطع ان يتعايش معه فعاد للهلال وختم حياته الرياضية به وهو اللاعب عزالدين الدحيش الذي مازال رمزا من رموز النادي نتذكر ايامه الجميلة واهدافه الخالدة .. وكثير من اللاعبين الكبار وكباتن الهلال اصابتهم حالة غضب انسانية بعد شطبهم فلعبوا لاندية اخري غير الهلال ثم ختموا حياتهم بالهلال حبا وارتباطها بهذا العشق الكبير ومنهم انشودة الجماهير مصطفي النقر والريح كاريكا وعمر النقي وغيرهم .. ونود اليوم ان نتحدث عن لاعب كبير قدم 17 عاما من العطاء من اجل الهلال .. عاشها بافراحها واتراحها وسكب العرق ونال المال واعطي من عمره للهلال .. هيثم مصطفي كرار .. بادل الهلال الحب بحب والوفاء بوفاء وقدم للهلال واخذ ايضا الكثير من الهلال .. أرتبط هيثم بالهلال ارتباط النجوم الكبار فصار اسمه مرتبطا بالهلال واصبح قائدا للمنتخب مثله مثل نجوم الهلال الكبار وهو قائد للهلال .. وكما يحدث مع الكثير من النجوم الكبار في الهلال فقد اختلف هيثم مع ادارة الهلال ونحن دوما نقول ان المجتمع الهلالي مجتمع ديمقراطي ومجتمع متحرك لذلك فان الصراع موجود فيه بكثرة و النقاش موجود والافكار تتولد هنا وتخلق معها اختلاف الرأي .. وصلت الامور بين رئيس الهلال والمدرب من ناحية والقائد هيثم مصطفي من ناحية اخري الي درجة لم تعد معها انصاف الحلول مقبولة فكان لابد من العلاج بالكي بذهاب الرئيس والمدرب وبقاء اللاعب القائد او العكس وانتصر ادب الهلال في النهاية وذهب اللاعب وبقي الرئيس والمدرب .. قصدنا هنا ان لا نذكر اسم الرئيس او المدرب لاننا نتحدث بصورة عامة عن ادب الهلال ولا نتحدث عن شخصيات بعينها .. فحتي لو لم يكن الرئيس البرير او المدرب غازريتو او لم يكن اللاعب هيثم مصطفي فان ادب الهلال علمنا ان يكون القرار في النهائي للكبير في الهلال وهو الرئيس وليس اللاعب .. تم شطب هيثم مصطفي في احدي القرارات التاريخية للهلال والتي تشبه ادب الهلال وحدث صراع عنيف امتدادا للصراع الموجود وكالعادة كان المريخ موجودا ليحتضن لاعب الهلال وهو جزء من ادب هذا النادي الذي قام كفريق كرة لذلك هو يركز علي كرة القدم اكثر من الاشياء الكثيرة التي يركز عليها الهلال الذي قام كفكرة .. ذهب هيثم مصطفي للمريخ مثلما ذهب الدحيش وعاش فترة في المريخ (محسوبة عليه طبعا) من عشاق الهلال ولكنه أجتهد ايما أجتهاد من اجل التكفير عن ذنبه الذي ارتكبه او تصرفه او تاكيده علي انه لم يستطع ان يترك معشوقه الهلال ليعيش في كوكب المريخ .. وقف البرنس موقفا قويا ورفض كل اغراءات ورجاءات اهل المريخ مؤكدا علي ان علاقته بالمريخ كانت علاقة كرة قدم في لحظة اختارها هو لاسباب محددة وانتهت ! اجتهد هيثم ايضا للعودة للهلال وكان قرار الرفض من مجلس الهلال بقيادة الكاردينال يشبه ادب الهلال ايضا .. فانت لا تخرج من الهلال وقت ما تريد وتعود وقت ما تريد .. احترم هيثم القرار وذهب في صمت للاهلي شندي ممارسا نشاطه الرياضي بكل ود واحترام ولعب ضد الهلال بكل ود واحترام وغدا يعود هيثم مصطفي للملعب الذي لعب فيه قبل ان يدخل للعشرين وخرج منه بعد ان تخطي الثلاثين .. يعود هيثم في شهر رمضان شهر (الغفران) فهل نعشم في كرم الاهلة في هذا الشهر لتبدأ رحلة عودة هيثم الي داره .. ان الله سبحانه وتعالي بكل عظمته وجبروته يغفر الذنوب ويبشر الذي يكظمون الغيظ ويعفون عن الناس .. وهيثم مصطفي قدم اعتذاره وكفر عن خطأ ارتداء شعار المريخ وتحمل الكثير في ذلك وصبر وصابر من اجل العودة للهلال .. أعتقد ان من حق هيثم علينا ان نقبل توبته ورجعته .. وادب الهلال نفسه يحدثنا عن احترام الهلال للعائدين اليه .. وتاريخ هيثم الطويل وتضحياته في الكثير من المواقف من اجل الهلال تشفع له .. اتمني ان تحسن جماهير الهلال استقبال قائدها السابق فهو ابنها وضيفها في نفس الوقت .. يجب ان لا نعيش في العداء والكراهية طالما ان هناك مساحة للحب والتسامح .. وفي النهاية من حق قائد الهلال ان يجد من التقدير والاحترام طالما انه اكد حبه وتقديره واحترامه لهذا الشعار .. انها دعوة محبة وغفران في شهر التوبة والغفران ليختم هيثم حياته الكروية في الهلال ..