٭ طفت للسطح مؤخراً مواجهات وإنتقادات متبادلة بين حزبي المؤتمر الوطني وحركة الإصلاح الآن، اللغة السياسية «الخشنه» التى أستخدمت فى المواجهات التى كان مسرحها صفحات الصحف كانت أقوى من أي إنتقادات سابقة تمت بين الجانبين. ٭ عدم الجدية الإثنين الماضي كان موعداً لبداية فصول مواجهة جديدة بين المؤتمر الوطني وحركة الإصلاح الآن التي خرج أبرز قياداتها من الحزب الحاكم ليؤسسوا للحركة الوليدة فى أعقاب فشلهم فى إصلاح المؤتمر الوطني من الداخل، ليلجأوا إلى تقديم مذكرة لقيادة الحزب حوت مطلوبات للإصلاح، غير أن الحزب الحاكم أصدر قراراً بفصل بعض موقعي المذكرة وتجميد نشاط البعض الآخر ، كل تلك الأحداث المتلاحقة دفعت عدد من مقدمي المذكرة إلى اللجوء لتكوين حركة الإصلاح الآن والتى ضمت فى عضويتها عدد من عضوية المؤتمر الوطني السابقين ، منذ خروج تلك القيادات وشروعها فى تكوين الحركة الجديدة، وحتى قبل أيام قلائل لم تتوقف المواجهات على صفحات الصحف بين قيادات بالحزب الحاكم وقيادات بالحركة، غير أن المواجهات إشتدت بين الطرفين في وقت سابق، حينما أعلنت حركة الإصلاح تعليق مشاركتها فى الحوار، ووجهت إنتقادات للمؤتمر الوطني بعدم الجدية فى قضية الحوار، وقطعت بأن الحوار بشكله الجالس لن يفضي إلى جديد بعد أن مرر المؤتمر الوطني تعديلات قانون الانتخابات وكون المفوضية القومية للانتخابات، ومضت لتوصيف الحوار بأنه « أكذوبة . ٭ فى الجانب الآخر صوب الوطني في وقت سابق على لسان القيادي بالحزب إبراهيم غندور إنتقادات لاذعة للإصلاح الآن على خلفية إتهامها للحزب الحاكم بتمويل مؤتمراته من أموال الدولة، وقال إن تلك الإتهامات تعبر عن حالة الضعف التى تسيطر على الحركة، وأضاف» نقول لهم تعالوا ببرهانكم لو كنتم تملكون البراهين لأن الله سيعاقب الكاذبين». ٭ إعلان التوبة المواجهات عادت للسطح من جديد بين الطرفين خلال الأيام الماضية حينما شن رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د. مصطفي عثمان إسماعيل هجوماً عنيفاً على حركة الإصلاح الآن، وأضاف «الإصلاح الآن محتاج يراجع تصريحاته والإصلاح كان معنا لقرابة (25) سنة، وكل الخطوات التي اتخذناها نحن كان الإصلاح شريكاً معنا فيها، اليوم يريد الإصلاح أن يجلس في الكرسي ويعطينا دروساً في الأخلاق والديمقراطية، لا أظن أحداً لديه استعداد الآن أن يستمع لشروط الإصلاح»، وأرسل إسماعيل في تصريحات عقب إجتماع للقطاع السياسي لحزبه رسالة لحركة الإصلاح مفادها «أننا ملتزمون بخارطة الطريق التي تم التوقيع عليها بيننا وبينكم». ٭ بالمقابل كانت مدفعية حركة الإصلاح الآن جاهزة للرد على إنتقادات المؤتمر الوطني حينما شنت هجوماً عنيفاً على الحزب الحاكم ، وقالت على لسان رئيس الدائرة السياسية بالحركة أسامة توفيق فى تصريح صحفي إنها حركة تيارية وعضويتها تضم من يؤمن بمبادئ الإصلاح من مختلف طوائف وفئات الشعب، وتمثل عضوية المؤتمر الوطني السابقة جزءاً بسيطاً من عضويتها، وأضاف «بالنسبة للعضوية السابقة التي أتت من الوطني فقد خرجت عقب أحداث سبتمبر، معلنة بذلك توبتها إلى الله عز وجل والذي نسأله أن يتوب على البقية»، وشدد توفيق على أنه من حقهم إعطاء دروس في الأخلاق والديمقراطية لمن يروا أنه يستحقها، وعلق توفيق على تصريح للقيادي بالوطني مصطفى عثمان إسماعيل انتقد فيه الحركة بقوله « لماذا ينشغل بنا د. مصطفى إذا كنا حزباً صغيراً ولكنه يعلم، ويعلم كذلك أن من يتحدث عنهم سبقوه في كافة مناحي الحياة «، مؤكداً رفضهم للأحاديث التي تقلل من شأن الأحزاب، وأبدى توفيق أمله في ارتفاع لغة الخطاب السياسي لمواجهة مشاكل البلاد التي أشار إلى أن بعضاً من يحرصون على الكرسي والسلطان أدخلوهم فيما وصفه بالنفق المظلم، مجددا رفض الحركة الدخول في الحوار مالم يكن حواراً حقيقياً وعادلاً وشاملاً ومستوفياً لكل المتطلبات والضمانات السياسية.