في الثالث والعشرين من مارس 1983م وفي خطاب شهير للأمة الأمريكية أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان لأول مرة ما أشار إليه بحرب النجوم: «إخوتي الأمريكيين.. أشكركم على مشاركتكم لي هذه الليلة.. والتي توصلت فيها إلى قرار يعطي أملاً جديداً لأبنائنا في القرن الحادي والعشرين.. وهذا القرار يضع على عاتق أي رئيس أمريكي وأي شعب أن يجعل تقوية السلام هدفه الأول. في بداية هذا العام تقدمت للكونجرس بميزانية استشرت فيها عدداً كبيراً من المستشارين حول تقوية أمريكا في وجه عالم على درجة كبيرة من الخطورة.. بعد أن ظلت قوة أمريكا وأمنها لسنوات ترزح تحت الإهمال والأخطاء. والخطة التي سأعرضها عليكم لا تجعل الولاياتالمتحدة معتدية بل نحن لا نبدأ العدوان، ولكن نحتفظ بدفاع قوي يردع الآخرين من مجرد التفكير في الإعتداء علينا أو على مصالحنا. إن امتلاك وسائل الردع تجعل الجانب الآخر يتردد كثيراً في الاعتداء علينا أو على حلفائنا أو على مصالحنا.. إن استراتيجية الردع لم تتغير خلال السنوات الماضية فنحن نملك من الأسلحة النووية ما يردع أية قوة مهما كانت إلا أن السوفيت يملكون من أسلحة الدمار ما يستطيعون أن يدمروا به كل صواريخنا على الأرض. في الماضي كنا نعتمد على وسائل دفاعاتنا الساحلية على أساس أن العدوان سيأتي من خلال السواحل ولكن تغير الوضع الآن. في السنوات الماضية ظل الاتحاد السوفيتي يطور أسلحته إلى أبعد من مجرد الدفاع عن أرضه.. ويستطيع الاتحاد السوفيتي الآن أن يصل إلى أية نقطة في الولاياتالمتحدة بأسلحته المتطورة تلك.. وكمثال فإن الولاياتالمتحدة أنتجت آخر صواريخ عابرة للقارات عام 1969م ونحن الآن ندمر أسلحتنا القديمة من نوع تيتان TITAN ولكن السوفيت منذ ذلك التاريخ طوروا قدراتهم ثمان مرات ويتفوقون علينا من الناحية التكنولوجية». ويمضي المستر ريجان في خطابه موضحاً المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الولاياتالمتحدة من التفوق الروسي في المجال النووي وفي مجال الصواريخ عابرة القارات، ويصل في نهاية خطابه إلى نقطة مهمة يوضح فيها إنه قد قرر أن يوجه العلماء والتكنولوجيا لاستنباط أسلحة جديدة قادرة على التصدي للصواريخ المعادية وتدمرها قبل أن تصل إلى وجهتها في الولاياتالمتحدة، وهذا يعني ما أصبح يطلق عليه ببرنامج (حرب النجوم). بعض الأقلام التي هاجمت المستر ريجان عزت ذلك إلى أنه في الأصل جاء إلى الحكم من حقل السينما، وأنه متأثر بأفلام الخيال العلمي مثل فيلم (حرب النجوم) ولكن المستر ريجان يبشر أنه بنهاية القرن العشرين ستستطيع التكنولوجيا الأمريكية إذا توفر لها الدعم المالي اللازم أن تحقق حلمه في غطاء محكم للولايات المتحدة يحولها إلى قوة ردع مهاجمة من قوة ردع مدافعة. مشاريع الرئيس جورج بوش في حرب النجوم: في أول خطاب له للكونجرس وللأمة الأمريكية أوضح الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عزمه على المضي في تحقيق حلم الرئيس ريجان وقد بدأ تجاربه في 14 يوليو عام2001م بصاروخ أطلق من قاعدة فاندبيرج الجوية بولاية كلفيورنيا والذي تصدى لصاروخ تجريبي على بعد 225 كيلومتراً في وسط المحيط الباسفيكي ودمره.. والصاروخ الذي أطلق كان يزن 50 كيلو جراماً ويطير بسرعة 25ألف كيلومتر في الساعة بعد انفصاله من قاعدته، مما عد نجاحاً كبيراً لسياسة الرئيس بوش، ولما كان يصرح به وزير الدفاع رامسفيلد عن أنه حان الزمن الآن للتسليح الفضائيWEAPONIZATION OF SPACE مما يدل على أن حكومة الرئيس السابق جورج بوش كانت لها مرام واسعة أبعد من الدفاع عن أمريكا.. بل هي السيطرة الكاملة على الفضاء ومن ثم السيطرة على جميع الدول بما فيها روسيا وأوروبا والصين..