فرح غالبية أهل الجزيرة بمقدم محمد طاهر ايلا والي البحر الأحمر السابق والياً للولاية الآيلة للانهيار، ومبعث فرحهم أن إيلا حقق نجاحات في ولايته السابقة لا تخطئها العين، خاصة في بورتسودان التي أصبحت قبلة السواح من الخارج والداخل، ولأن أهل الولاية عانوا خلال السنوات الماضية، الأمر الذي دفع الكثير منهم للهجرة سواء الى العاصمة الخرطوم أو الى خارج السودان، وتركوا المشروع يلفظ أنفاسه الأخيرة بفعل السياسات الرعناء حق لأهل الجزيرة أن يفرحوا بإيلا لأنهم يريدون إصلاح الولاية، وقطعاً ليست هي ودمدني فحسب، ولكن بكل أطرافها حضرها وريفها، وانتهز هذه السانحة لأبعث له بنصيحة جوهرها أن لا يحصر تركيزه على مشروع الجزيرة وينسى أويتناسى فرص التنمية الأخرى، لأنه إن اهتم بالمشروع فقط فإنه سيفشل باكراً، وما ذلك إلا لأن مشروع الجزيرة لن ينصلح في الوقت القريب، بعد أن بيعت المحالج والسرايات ومطاحن الغلال الى جانب السكك الحديدية، فضلاً عن تدهور وضع الترع والكباري، وخراب نظام الإدارة السابق، المشروعات المدمرة ياسيد ايلا والبنى التحتية لمشروع الجزيرة إذا وجهت لها ميزانية السودان باكملها لن تصلحها وتعيدها الى سيرتها الأولى، دعك من المشاريع فإن شجر المسكيت الذي امتلأت به الحواشات وقنوات الري سيكلف أموالاً ضخمة لإزالته، لذا أرى أن يشكل لجنة علمية بها خبراء لمتابعة موضوع المشروع يشرف عليها ويتابعها، وأن يتفرغ لبدائل أخرى تنعش ولايتنا ومدنها الرئيسة وأريافها، مدني كانت المدينة الثانية في السودان اقتصادياً لأن بها مؤسسات المشروع ومصانعه التي توظف آلاف العاملين، ولكن بعد تخريبها انخفض حراكها التجاري، ولم تعد وجهة أهل السودان كما في السابع حتى صيتها على المستويات الأخرى مثل التعليم والثقافة والرياضة تدهور وباتت نسياً منسياً، ونفس الحال انسحب على الحصاحيصا والحاج عبدالله الى جانب المناقل التي لم تعد منطقة صناعية كما في الماضي، الجزيرة تحتاج الى خطة اسعافية تتمثل في إيجاد موارد بديلة الى حين إصلاح الحال منها إقامة منشآت صناعية، وتأهيل مصانع الباقير والمدن الأخرى والاهتمام بالسياحة العلاجية عبر إنشاء مستشفيات حديثة يقصدها أهل السودان وغيرهم، وكذلك السياحة التعليمية بتقوية جامعة الجزيرة وجعلها جاذبة للطلاب من الخارج والداخل، الى جانب إنشاء مناطق سياحية وتسريع برنامج التعدين والنفط على أن يسير كل ذلك بالتوازي مع إعمار المشروع بخلاف ذلك سيكون ايلا كمن «ينفخ في قربة مقدودة» ومهما عمل لن يحس به إنسان الجزيرة الذي شبع من الخم والبرامج الصورية، ولم يعد ينفع معه إلا ما يسمن ويغنى من جوع.. أخيراً أبحث عن الكوادر خارج المؤتمر الوطني وأشرك غير المنتسبين للحزب الحاكم فكلهم أبناء السودان، ودعك من هذا طابور وذاك موالٍ لحزب آخر.