في مباريات الهلال السابقة كان واضحاً أن المدرب الكوكي يعتمد على إغلاق المنافذ أمام حركة كل لاعبي الخصم بالضغط في كل أرجاء الملعب.. أعتمد الكوكي على الدفاع الكامل في مباراة مازيمبي ونجح في ذلك خصوصاً وأن وسط الهلال كان في قمة عطائه بوجود نيلسون في الخانة «المفقودة» مما أعطى حرية لنزار حامد ليتحرك هجومياً خصوصاً في الشوط الثاني. وفي مباراة سموحة لعب وليد في الخانة المفقودة ليتحرك على طرف الملعب. وفي مباراة المغرب التطواني اختار المدرب «أطهر الطاهر» للخانة المفقودة ليكون مساعداً لفداسي على الجانب الأيسر من الفرقة الزرقاء في مواجهة خطورة الجانب الأيمن للمغرب التطواني الذي لعب على أرضه ووسط جمهوره. بقية تشكيلة الهلال تكاد تكون ثابتة إلا بإجبار المدرب على التغيير بالإصابة أو الإيقاف.. مكسيم في حراسة المرمى وفداسي وسيسي ومساوي واتير.. نزار والشغيل وبشة.. وكاريكا وجوليام. في مباراة الغد أصبح «اندرزينهو» هو الأقرب للمشاركة في الخانة المفقودة أو غير الثابتة بسبب إصابة وليد علاء وعدم استعادة نيلسون لطاقته الكبيرة بجانب حاجة المدرب للفوز في هذه المباراة وبالتالي فإن خيارات اندرزينهو تعلو على خيارات أطهر الطاهر. اندريا صانع ألعاب يملك مهارات جيدة ويرتاح للعب في وسط الملعب حيث يجد المساحة لإظهار مهاراته الفردية في المراوغة أو التصويب البعيد أو التمرير حيث إن التمرير من هذه المنطقة أكثر سهولة ولكن المدرب الكوكي لا يعتمد على صناعة اللعب بهذه الطريقة وربما فسر ذلك عدم اعتماده على اندريا حتى الآن كلاعب أساسي رغم مهارته العالية.. فالكوكي يريد أن يغطي كل أرجاء الملعب بوجود لاعب وسط أيمن يرجع مع تقدم المدافع الأيسر في الفريق الخصم ولاعب وسط أيسر يفعل نفس المهمة.. وينظر الكوكي للارتكاز باعتباره خانة حساسة جداً ويقيد إلى حد ما حركة بشة ونزار حتى لا يتركا «الشغيل» وحيداً.. لأن الهلال يفقد لاعب الارتكاز المتخصص بعد الإصابات الكثيرة التي لحقت بنيلسون والذي يحب أيضاً الأداء الهجومي أكثر من الدفاعي وهو ما يفسر إصرار المدرب على اختيار «الصيني» للكشف الأفريقي عوضاً عن وليد الشعلة. الكوكي لم يعطنا انطباعاً بأنه مدرب «منغلق» على فكرة واحدة ولكن الإحساس بتأمين الدفاع موجود لديه بصورة واضحة.. فهل يترك الكوكي حرية أكبر لأندريا في هذه المباراة خصوصاً وأنه يحتاج للهجوم أم يصر علي طريقته ليكون اندرزينهو على الوسط الأيسر وبشة في الناحية اليمنى ولكن أقرب للارتكاز مع وجود نزار في وسط متقدم له مهام دفاعية أم يبدل الكوكي طريقته كلها ويلعبها بثنائي ارتكاز واضح بتثبيت بشة وإعطاء مساحة حركة هجومية واسعة لنزار مع اندريا في الوسط الهجومي. إصرار المدرب على إغلاق التدريبات الأخيرة وعدم إشراكه للعناصر الأساسية في مباراة النسور يعطي انطباعاً بأن الكوكي يفكر في خطة جديدة لم يلعب بها في السابق ويريد أن يفاجيء بها المغرب التطواني! الكوكي الذي نجح في قيادة الهلال لهذه المرحلة رغم صعوبة المهمة والإصابات الكثيرة وعدم وجود البدائل ربما اضطر أيضاً لإشراك لاعب خامس وترك مدثر كاريكا وحيداً في الهجوم إذا لم يصل جوليام للعافية الكاملة.. لأن إشراك الجزولي مغامرة من الصعب أن يقدم عليها الكوكي في هذه المباراة! المؤكد أن المباراة صعبة جداً على الفريقين خصوصاً المغرب التطواني الذي تعني هزيمته وداع المنافسة وهو ما يجعله مجبراً على الهجوم وهو أمر غير خافٍ على الكوكي.. لذلك فإن التفكير سيكون في أكثر من اتجاه وأكثر من احتمال.. فربما هاجم الكوكي مبكراً ليحسم المغرب التطواني بالاندفاع الجماهيري في الدقائق الأولى وربما وجد نفسه مضطراً للدفاع واستغلال الفرصة بالهجمة المرتدة.. لأن مدرب المغرب التطواني أعلنها صريحة بأنه قادم ليحافظ على الفرصة الأخيرة! الشوط السابع في كرة التنس شوط مهم جداً وغالباً ما يشهد خسارة صاحب الإرسال ويحسم المجموعة.. وهو شبيه لمباريات الجولة الرابعة في دوري المجموعات التي تشهد المواجهة الحاسمة في كثير من الأحيان بين الفريقين المترشحين للصراع على البطاقة الثانية! انتصار الهلال يكفيه شر الحسابات المعقدة.. اللهم انصرنا.. اللهم آمين..