٭٭ شكا كثير من العاملين بالمؤسسات الصحية والمواطنين وخاصة المرضى من الدخان المنبعث من محارق النفايات الطبية، والتي غالباً ما يتم حرقها ليلاً، الأمر الذي يؤرق المرضى، ليزدادوا معاناة على معاناتهم، ويزداد معها التدهور في الصحة .. كثير من الؤسسات الطبية لا تتخلص من النفايات إلا بعد أن تتكدس، ولا يتم التخلص منها بصورة سليمة وآمنة بل تجد الإبر والقطن والدربات موضوعة أمام المريض دون حرج وبلا مبالاة لا متناهية .. قضية النفايات الطبية وغيرها من النفايات خطر صامت، ولكنه قاتل يهدد حياة الإنسان والبيئة مالم يتم التخلص منها بصورة سليمة وعاجلة، وهي من الملفات المهمة التي يجب أن تسعى الدولة ومتخذي القرار لمعالجتها وفق المعايير الدولية المعمول بها في معظم دول العالم . وذلك لما يترتب عليها من ترك آثار سالبة وضارة وتسببها في كثير من الأمراض ونقل العدوى، النفايات الطبية يتم التخلص منها أما بواسطة المحارق الطبية - حيث تتبع معظم المؤسسات الصحية هذا النظام، مما يشكل مصدر خطورة على الإنسان والبيئة بسبب الدخان المنبعث عنها- حيث كشفت الجولة التخلص منها بمعالجتها نهائياً بمصنع المستشفى السعودي.. تحقيق-أميمة حسن ٭ وفي جولة الصحيفة بعدد من المؤسسات الصحية شكت ممرضة تعمل بإحدى المستشفيات فضلت حجب اسمها من وجود محرقة للنفايات الطبية بالقرب من كافتيريا المستشفى، وسردت معاناة المرضى من الدخان الكثيف المنبعث عند حرق تلك النفايات، والتي من المفترض - والحديث للمرضة - أن تحرق بعيداً عن المستشفى، وأن تخصص لها أماكن لحرق تلك النفايات بعيداً عن المرضى، وقالت إن حرقها يتسبب في تذمر المرضى الذين هم في أمس الحاجة للرعاية والعناية، وقالت إن الحرق يتم في وضح النهار وبالقرب من المستشفى.. ٭ كما أشارت المواطنة «ع - م» كانت برفقه إحدى المريضات بأحد المستشفيات بمنطقه أم درمان، للضرر البالغ الناتج من أدخنه المحرقه الموجوده بتلك المستشفى، والتي تقوم بحرق النفايات الطبيه ليلاً، وقالت إن خفير المستشفى حذرهم من التجوال ليلاً في الممرات ٭ رئيس جمعية تعزيز الصحة السودانية الدكتور مصعب البرير أفاد بأن هنالك محوران للتخلص من النفايات الطبية بالسودان . مشيراً إلي أن المحور الأول: هو فصل النفايات داخل المؤسسات الصحية المنتجة لها، والثاني: نقل هذه النفايات للمنطقة المخصصة لمعالجتها بمصنع المستشفى السعودي بمنطقة أمدرمان لمعالجتها بصورة نهائية تضمن عودتها إلى دورة النفايات العادية ليتم التخلص منها . ٭ وقال إن هذا النظام ساعد بصورة كبيرة في إيجاد حلول منظمة لهذه القضية، والتي ظلت تؤرق ولاية الخرطوم لفترات طويلة، وأضاف أننا نعوِّل علي هذا النظام ليعالج بصورة كلية قضية النفايات الطبية، والتي تشرف عليها في الأساس وزارة الصحة، وتقوم ولاية الخرطوم فقط بالإدارة الإشرافية للنظافة والتخلص النهائي من النفايات الطبية المعالجة من المصنع ٭ مشيراً إلى بدء النظام المستحدث الجديد المطبق بداية صحيحة بفصل النفايات الطبية، والتي تشكل مابين 20-30 % فقط من النفايات الكلية المنتجة من المؤسسات الصحية، أي أن حوالي 70% نفايات عادية ليست ذات مخاطر. ٭ وذكر البرير بأن هنالك خطة استراتيجية تم وضعها لتفادي الصعوبات والتحديات التي تواجه قضية النفايات الطبية، للتخلص منها بصورة علمية، موضحاً أنها مجازة بوزارة الصحة الإتحادية، بدعم فني من منظمة الصحة العالمية المركز الإقليمي لخدمات صحة البيئة بدولة الأردن . ٭ وقال إن هذه الاستراتيجية وضعت المحاور الرئيسية والسياسات والنظم التي أقرتها واعتمدتها وزارة الصحة الإتحادية، للتعامل مع هذه النفايات باعتبارها نفايات خطرة، وتحتاج إلى تدابير خاصة للتعامل معها لجمعها وفصلها وحفظها لللتخلص منها بعد معالجتها، وقد قامت بالفعل وزارة الصحة الإتحادية بالتعاون مع شركاء الصحة ووزارة البيئة الإتحادية بتوزيع عدد من المحارق الصغيرة «حوالي 45 محرقة» بالمستشفيات بالولايات، حتى يتم استخدامها في معالجة النفايات، حيث تم بذل الجهود في الأطر الصحية للتعامل مع قضية النفايات الطبية وفصلها ليتم معالجتها بكل سهولة بالتدابير المختلفة. ٭ وأضاف أن فصل النفايات الطبية الغرض منه تقليل الحجم وتكاليف المعالجة الباهظة للنفايات الطبية، بعدم هدر هذه الموارد في معالجة نفايات غير طبية، كجزء من اقتصاديات معالجة النفايات، ٭ وأقر بوجود تحديات متمثلة في توفير معينات تسيير هذه المحارق والتوسع في تغطية كل المؤسسات الصحية بالولاية، بجانب توفير الدعم الفني للصيانات الدورية والتشغيل في حالة حدوث الأعطال سواء أكانت طارئه أو غيرها، مشيراً إلى الآثار الضارة لهذه لمحارق علي البيئة، باعتبار أن هذه المحارق بعضها يعمل بالجازولين والآخر بالغاز، مما يؤدي إلى انبعاث الدخان عند استخدامها . عليه، وقال إن التحدي هو أن إنتاج هذه النفايات يتم في مؤسسات صحية بعيدة عن بعضها البعض، خاصة في الولايات، باعتبار أن هذه المؤسسات بعضها يكون في المدن والقرى والأرياف، مما يجعل عمليات المعالجة المركزية لها مكلفة مالياً، و تحدي آخر يتمثل في التزام الكادر الصحي بفصل النفايات الطبية من النفايات العادية. ٭ وقال للتخلص من النفايات الطبية بصورة آمنه يتم الآن استخدام الأكياس بالألوان المعتمدة، واستخدام علب أو كراتين الأمان للأدوات الحادة حتى نستطيع الوصول إلى استكمال هذا النظام ٭ وحول كيفية نقل تلك النفايات أشارإلى أن الإتفاق مع المصنع بالقيام بعمليات النقل لها من المؤسسات المنتجة للنفايات الطبية إلى المكان المخصص عبر آلياتها، وفقاً للمواصفات التي حددتها وزارة الصحة، كما تقوم بعض المؤسسات الصحية بنقل نفاياتها بنفسها إلى المصنع، مشيراً إلى الاستفادة من عدد من التجارب الدولية والشقيقة بنقلها إلى السودان. ٭ وكشف مصعب عن إتجاه لخصخصة النفايات العادية بولاية الخرطوم، التي تعتبر من الحلول الاستراتجية التي تتبعها حكومة الولاية، بعد تقديم الدراسة التي وجه والي الخرطوم بإعداها بعد إجازتها والتوصية بضرورة وضع هيكل إداري لمشروع النظافة يؤدي إلى توحيد الإدارة، بجانب استقطاب القطاع الخاص في عمليات النظافة بالمناطق الحضرية تحت إشراف المحليات، ووضع الضوابط والأسس وتفعيل القوانين ذات الصلة بأعمال النظافة، وبجعل النظافة شأن مجتمعي يحث المواطن علي المشاركة الفاعلة، وترقية السلوك الحضري، ورأى أن ولاية الخرطوم بهذه القرارات تكون قد استكملت الإطار العام الموجه لقضية النظافة للمراحل القادمة. بخطة علمية سيكون لها أثرها الفاعل في استدامة تقديم هذه الخدمة الحيوية، معلناً أن محليات الولايه ستبدأ في إنفاذ خطة إسعافية عاجلة لاستقرار تقديم الخدمة، وتهيئة بيئة الولاية للخطوات القادمة . ٭ وقال الآن العربات العاملة في النظافة حوالي 540 عربة نظافة بولاية الخرطوم بأنواعها وأحجامها المختلفة، مشيراً لحلول التخلص من النفايات العادية التي يتم جمعها بصورة عادية والتخلص منها بدورة النفايات العادية، على أن يتم الوصول إلى فرز عالي للنفايات الطبية، وهو ماتسعى إليه وزارة الصحة الولائية حاليا، مؤكداً التنسيق الكبير مع وزارة الصحة الولائية عبر لجنة فنية مشتركة تضم جهات الاختصاص خاصة الطبية، وذلك لمتابعة النظام وتقييمه وتقويمه بصورة دورية محددة، وأضاف أن قضية النفايات الطبية من القضايا المعقدة التي تحتاج إلى عنايه كبيرة للوصول لاستكمال حلقاتها المعيارية المعتمدة ٭ وفي السياق أقر رئيس المجلس الأعلى للبيئة الدكتور عمر مصطفى بالآثار البيئية الخطرة من جراء النفايات الطبية، بإحداث التلوث والتي في الغالب تحتوي على بقايا أجزاء بشرية في بعض الأحيان، وبقايا شاش ملوثة بالدماء، ومتبقي عينات فحوصات المعامل الطبية، بجانب الروائح النتنة المنبعثة من تلك النفايات ٭ وقال إن ذلك قد يؤدي إلى إصابة المواطن بالجروح أو الأمراض المستعصية والخطيرة، بخلاف العبث بتلك النفايات من جانب القطط وغيرها، والتي يمكن أن تساهم هي أيضاً في الإصابة بالعدوى من جراء العبث بالنفايات . ٭ كما تطرق أيضا إلى كيفية وطرق نقل هذه النفايات بواسطة العامل بدون طريقة علمية أو ملابس واقية منبهاً إلى خطورة هذه النفايات، خاصة بالمراكز الصحية الطرفية، وحذر في ذات الوقت من «البركاته» الذين يقومون بنبش تلك النفايات، كما نفى رئيس مجلس البيئة وجود شكاوى بالهيئة بخصوص النفايات الطبية، سوى شكوى واحدة فقط كانت عن وجود موقع ببحري به نفايات طبية، وقال لم يرشدنا المتصل إلى الموقع المحدد ٭ وأشار إلي وجود عدد من المحارق بولاية الخرطوم في مستشفى بشائر والتي أغلقت بسبب وجود بعض التلوث بها، وأخرى في المستشفى الصيني، نافياً وصول أي شكاوى إلى المجلس بشأن مخلفات بتلك المحارق الطبية، سواءً بوجود علة في التركيب أو تأثيرها علي البيئة، مؤكداً الدور التنسيقي مع وزارة الصحة التي تحرص على ايصال النفايات الطبية للمكبات النهائية في منطقة أمدرمان وحسكنيت التي تعتبر مجمعاً للنفايات الخطرة