جاء في الأخبار أن اتجاهاً برز داخل مصانع القرار يمنع الولايات من إنشاء قنوات فضائية خاصة بها.. والمتوقع والمنطقي كان أن يصدر القرار دون أي اتجاهات أو «توم وشمار».. فلا نظن أن الولايات بحاجة إلى قنوات فضائية وليس هناك أي معنى أن تكون لكل ولاية محطة فضائية خاصة بها.. وإن كان من معنى واضح هو أن ذلك مدعاة للفرقة وتصوير الحالة ب «فرز الكيمان».. وكأن كل ولاية وطن قائم بذاته له لسان حال وعادات وموروثات تختلف عن الآخرين.. ونكون بذلك جنينا على الهوية السودانية التي تمثلها تلك الثقافات مجتمعة. ٭ حتى لا يحدث ذلك فإن القرار السليم هو إصدار قرار فوري يمنع الولايات من إنشاء قنوات خاصة بها.. وتكون بعد القرار هناك خطوات جادة وقرارات جريئة بإصلاح حال التلفزيون القومي والنظر للعاملين فيه بعين الرحمة والتقدير والاحترام، حتى يعود كما كان في السابق تلفزيوناً قومياً حاضراً في كل الولايات والمناسبات.. وتعود كاميراته لتجوب البوادي والأرياف والنجوع والفرقان ونقل ما يدور فيها من فعاليات ومناسبات وإبداعات، لتنصهر جميعها وتخرج للعالم في أبهى صورة من خلال شاشة واحدة.. هي شاشة تلفزيون السودان، وفي ذلك أسمى آيات الترجمة لمعاني الوحدة الوطنية. ٭ على ولاة الولايات الذين يفكرون في إنشاء فضائيات أن يسخروا فكرهم وجهدهم في إعمار وتنمية ولاياتهم وتوفير سبل العيش الكريم للمواطنين، وإيجاد الحلول الناجعة لأم المشاكل التي اسمها «قفة الملاح».. والرسالة نوجهها تحديداً للأخ الوالي محمد طاهر إيلا والي ولاية الجزيرة.. ونقول له إن الجزيرة لا تحتاج إلى فضائية بقدر ما تحتاج إلى ثورة في الخدمة المدنية، وإلى التنمية والإعمار وإعادة الحياة لمشروع الجزيرة وللمصانع التي توقفت.. فالجزيرة ليست مثل ولاية البحر الأحمر التي أنشأت فضائية للترويج للسياحة وجذب السياح.. والجزيرة ليست كالخرطوم التي لا نرى غضاضة في أن تكون لها قناة فضائية باعتبارها العاصمة والرمز، وباعتبار أن القناة هي سند للقناة القومية.. والحديث ذاته نوجهه للأخ الوالي أحمد هارون ونقول له إن كردفان لا تحتاج إلى فضائية لأنها موجودة بأخبارها وإبداعها في كل الفضائيات السودانية. ٭ خلاصة الشوف: الفضائيات الولائية لماذا.. ومن أجل ماذا؟!