نظم منتدى الحوار في مقر(حزب الحوار الوطني) في بيروت ندوة تحت عنوان (الاستفتاء في السودان وحدة أم انقسام) بمشاركة السفير السوداني في لبنان الأستاذ ادريس سليمان يوسف مصطفى الذي حذر في مداخلة هامة من أن السودان مقبل على تحد خطير ومصيري ، وأكد أنه في حال نجحت تجربة التعايش في السودان، فسوف تنجح التجربة في افريقيا كلها، معتبراً أن السودان يشكل صورة مصغرة عن افريقيا، اما في حال فشلت تجربة التعايش فيه، فان المشاريع التفتيتية والتقسيمية ستعمم على العديد من الدول الافريقية والعربية، ولا سيما مصر والعراق ولبنان. وكان سعادة السفير ادريس سليمان يوسف مصطفى قد تناول القضايا التي يواجهها السودان في حوار صحافي مؤخرا محددا أن أسباب الأزمات تعود الى الأسباب الثلاثة السبب الاول: الموقع الاستراتيجي للسودان، فهو بلد مفتاحي حيث له حدود مع تسع دول، حيث يطل على البحر الأحمر وعلى سكان افريقيا الذين يحيطون به، و يبلغ عددهم 400 مليون نسمة، هذا الجوار المباشر للسودان وهؤلاء يشكلون نصف سكان افريقيا ، كما ان السودان ودارفور هما جزء لايتجزأ من اربعة احزمة، والأزمات لها بعد استراتيجي هدفه الهيمنة على الموارد الطبيعية ، فالسودان جزء من القرن الأفريقي، وجزء من وسط افريقيا، التي عليها صراع شديد بسبب ماظهر فيها من موارد، والسودان جزء من الشرق الأوسط ،مركز الأزمات في العالم، والذي يختزن موارد ضخمة اضافة، الى الموقع الاستراتيجي ، فالسودان هو وسط كل ما يجري في هذه الأحزمة لذا الكل يحاول السيطرة على السودان او على الأقل ان يكون لهم موطئ قدم او وجود فيه. السبب الثاني: يتعلق بالموارد الهائلة التي يمتلكها السودان من ثروة غذائية وزراعية ومائية ،وهو بسبب ذلك يشكل لب الصراع ، حيث ان ازمة الغذاء من اهم مشاكل العالم، وهو قادر اذا ما استغلت امكاناته وموارده الزراعية والغذائية من اطعام خمس سكان العالم ، فالبلاد التي لديها مثل امكانياته قليلة جداً اضافة الى انها استنزفت امكانياتها الزراعية ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا، اضافة الى الهند والصين واوروبا الغربية، اما في السودان لم تستنزف الإمكانيات، ومازالت بكراً وعليه فهو البلد الوحيد القادر على حل الأزمة الغذائية العالمية، علماً بأن السودان على بحيرة من النفط، ولديه في موقع واحد في (اقليم دارفور) ثالث احتياط عالمي من اليورانيوم، فهذا هو سبب الاهتمام به، فالصراع عليه من اجل الاستحواذ على تلك الموارد، فكان كلما خفتت الازمات في السودان عمل على تأجيجها حتى ظهرت ازمة دارفور من لاشيء. السبب الثالث: اللوبي الصهيوني، حيث ان هناك مخطط يهودي لتفتيت وتقسيم الوطن العربي ، لإعتقاد اللوبي اليهودي ان اضعف الحلقات في الأمة العربية هي الحلقات الطرفية مثل لبنان والسودان والعراق، وذلك ايضاً بسبب التنوع الطائفي والثقافي في تلك الحلقات ، لذا كان التركيز على السودان على اعتباره انه اضعف تلك الحلقات ولهذا انشأ اللوبي اليهودي مجموعة الضغط (تحالف انقاذ دارفور) حيث تم تأسيسه في (متحف الهولوكوست)، علماً ان معظم منظمات هذه المجموعة هي يهودية ، فعملت على تعزيز الازمة الناشئة في اقليم دارفور، وذهب الى الشرق والغرب وعمل على تضخيم ما يجري في دارفور واظهار الأمر على انه ابادة بشرية، وترافق ذلك مع تضخيم اعداد القتلى في دارفور، واجراء المحاكمات الجنائية في استعادة للهولوكوست ، والجدير ذكره ان رئيس هذا التحالف وهو يهودي يتقاضى راتباً ضعف راتب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية ، علماً ان هدف هذا اللوبي تفتيت الدول العربية ابتداءاً من السودان ، كما ان هناك دراسات اجرتها مراكز صناعة الرأي تقول: ( ان السودان لايمكن ان يستقر ان لم يتوزع على خمس دول : دولة في الجنوب وأخرى في الغرب ودولة في الشرق اضافة الى دولة في الوسط واخرى في الشمال)، فاليهود يعتقدون بالتفتيت ،لأنهم يعتبرون ان «اسرائيل» لا يمكنها ان تعيش في وضع طبيعي ما لم تفتت هذه الدولة الى دولة للشيعة ودولة للسنة وأخرى للموارنة ودولة للجنوب واخرى للشمال، اضافة الى دولة للأكراد، وبالتالي تصبح الدولة اليهودية في «اسرائيل» واحدة من دول الطوائف وتعيش بشكل طبيعي ،هذا مع العلم ان اليهود يلجأون الى استخدام سوطين لإخضاع العالم، السوط الاول هو ذكر (الهولوكوست)، حيث يعملون على تذكير العالم بها وبما حصل لليهود في الحرب العالمية الثانية، وكأنه لم يذبح غيرهم في تلك الحرب، علماً ان البشرية خسرت ما يقارب الستين مليون انسان ، فكان اليهودي بفضل اللوبي الصهيوني هو الوحيد الذي يذكر ويقام له المتاحف والنصب التذكارية ، وحاولوا من خلال (الهولوكوست) السيطرة على العالم، وبأن الغرب هو من ارتكب تلك المجازر بحقهم ، لذا ارادوا تحويل ازمة دارفور الى (هولوكوست) جديدة للمقارنة بها ب(الهولوكوست) القديمة التي بدأ العالم ينساها بعد مرور اكثر من ستين سنة عليها، اما السوط الثاني هو (معاداة السامية)، تلك التهمة التي تلصق بأي عمل علمي يمس باليهود ،فتراهم يرفعون الصوت ويوجهون تهمة معاداة السامية لكل من يخالفهم في الرأي ، فهم يريدون فصل العرب عن الأفارقة عبر دعاية غير صحيحة من اجل ازكاء الخلاف بينهما. مدير مكتب الشام آخر لحظة