في مناسبة حزاينية أم درمانية.. تحديداً وفي عزاء صهرنا وصهر الأستاذ ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة السوداني، وفي ذاك السرادق بحي بيت المال جمعتني جلسة أحسبها عنوان آخر للصفاء الرياضي مع الدكتور والشاعر والأديب الرقيق عمر محمود خالد.. والإداري المتماسك فتحي إبراهيم عيسى أحد الرموز المريخية في حقبة الزمن الاستثنائي من حيث الأداء والعطاء والقرار الجاذب في كل خطومه التشريفية.. تخلبت مشاعري وتزاحمت عندي مراقد تلك الفترة الناصعة.. وبدأت أسرد بتأنس هادئ تلك المخحطات القديمة مقارنة بالحاضر وما يدور حوله من تناغم سالب. ورغم هلاليتي التي يعلمها الثنائي.. فأطرقت مع الأخ فتحي إبراهيم مؤثرات مؤرقة في دائرة المريخ.. عندما قلت له أذكر جيداً أبو الأشبال المرحوم محمد عبد المجيد عبد المنعم ومواقفه المشهودة نحو نادي المريخ وبتلك الأريحية القادمة من أصول الانتماء المطلق. قال لي فتحي.. نعم يعتبر محمد عبد المجيد حالة من أدبيات المرحلة تعلمنا منه أدب الوفاء، لأنه كان رجل يجيد إختزان العرفان بكل تفاصيله الدقيقة والممعنة في الدقة.. بل خاض فتحي في تلك الحقبة ومعه يؤمن على أدبيات المريخ عبر التاريخ. حقاً ما جاء في حق الراحل المقيم أبو الأشباب في تلك الجلسة أعادني لمراجع الذكريات القديمة فهام خيالي لأعظم المواقف بهذا الرجل المريخي الأصيل.. ثم أرسلت تساؤلي إلى الشاعر المرهف بتلك الابتسامة التي يضعها دائماً في مقدمة قوله المنساب عذوبه ورقة وشيء من ربيع الوجدان الذي يمتاز به هذا الرجل الجميل.. قلت له الهلال.. قال لي بيننا فقط شارع العرضة.. وأضاف بحلاوة التعبير الصادق «إنني أحب أغلبو».. فزاد أحترامي له حين قال أنا دائماً في وسط الأهلة.. وبدأنا نتناول جراحات الوسط بشيء من المرارات.. فأدركت أن هناك حزمة سالبة جعلت الإحساس يتوارى من وراء النقاش الماضي الجميل. أقول جلست في وسط روائع المريخ في سرادق ذلك العزاء لساعة من الزمان.. فتحي إبراهيم عيسى.. دكتور عمر محمود خالد، فأدركت أنني بين ثقاة نمت وتأسست على ثقافة أصيلة تبحث اليوم عن جذورها في زمن الضياع المنكسرة والقسوة المستوردة التي وضعت أقدامها بعنف الولاء.. فأنقطع تيار الوصل بين زمان اعترافي يبحث عن الولاء دون أن يروي الجميع بغلظة جافه فرضت زهجها فاخلطت الأوراق وضاع الكتاب القديم.. ولو رجعنا إليه وبحثنا عنه نجد أن جملة دكتور عمر التي قالها لي «أحب الهلال وأحب أغلبو» هي من صفحات ذلك الكتاب القديم. أقول حتى تتغلب عن ثورة التحديات وذبح الحروف في عيون القراء بشيء من الدهشة والتساؤل المرير.. حتى نتعلم أن القمة السودانية هي وجهان لعملة واحدة.. كل منا ينظر لواجهته وينتظر النصر بحلاوة روح المنافسة وليس بنزف ا لجراح الحرفية.. فالقلم يُعلم ولا يألم.. أقول بصدق إنني أمام عيون أجيال لابد أن نضعها في دائرة الضوء الجمالي لقيمة وعظمة التنافس.. وتلك مسؤولية تحسب على من سطر بلا وجل أو حياء أو تقدير. هكذا هي الشعوب المتقدمة تعلم ثقافة الانتماء بصفاء وتجرد مما يعني صدق المسؤولية وأمانة الكلمة.. فأقول لدكتور عمر أحب المريخ وأحب أغلبو.. وبيننا شارع فقط.. مع التقدير. القفلة أحب الهلال.. أحب أغلبوا دا طبع الجمال يحب الجمال وعمق الفؤاد .. بنادي العميق وعمق العميق بغير من بعيد بفجر شجون لانو العيون بتعكس دواخلو.. وتكشف مطلبو وكيف البحب يحب يغلبو؟ محال القلوب بتبكي وتتوب دا مبدأ شعور أساسو الهلال.. وحفظ القلوب لزهر الوصال بترجى الصباح وشمس النهار.. تفتش تكوس.. بتلقى الجمال