أسود: يظل التساؤل مستمراً.. لماذا تظل العلاقة مع أمريكا متذبذبة وغير مستقرة وانتقائية.. آخر أخبار هذه العلاقة هو زيارة وفد أمريكي برئاسة المبعوث الأمريكي وفي معيّته رئيس إدارة المقاطعة الأمريكية «سمها ما شئت» انتهى إلى رفع الحظر عن التحويلات المالية لتجارة الصمغ العربي وقبلها الآليات الزراعية والمعدات الطبية وكلما يساعد في إنتاج وتسويق الصمغ العربي عالمياً. ما يساعد على تسويق المنتجات الزراعية عالمياً هو رفع العقوبات الاقتصادية نهائياً.. انتهت كل المبررات التي بموجبها تمت هذه العقوبات فكثير من الدول ما زالت تخشى التعامل مع السودان خوفاً من العقوبات والمقاطعة الأمريكية. جمعنا عشاء مع السفير الكوري بمنزله ونخبة من الصحافيين المهتمين بالاقتصاد وكان سؤالنا جميعاً لماذا توقفت الاستثمارات الكورية في السودان رغم أنها من أقدم الاستثمارات منذ السبعينيات.. السفير الكوري كان صريحاً.. قال إن العقوبات الأمريكية السبب الأول ثم الحالة الاقتصادية للبلاد وأهمها توقف وصعوبة فتح الاعتمادات.. وعرج على الصعوبات التي يواجهها الاستثمار في السودان من ضمانات.. وبحسرة تحدث عن أن اتفاقية ضمان الاستثمار بين كوريا والسودان عمرها عشرون عاماً وقعت عليها كوريا ولم يفعلها السودان حتى الآن. الشاهد أن المقاطعة الأمريكية لا تمنع أمريكا وحدها وإنما تتبعها دول أخرى مثل الاتحاد الأوربي وبعض الدول الآسيوية.. بل والعربية. متى تنتهي هذه العقوبات وينتهي فك الحظر بالقطاعي.. هل تنتظر أمريكا حتى تنتهي الحرب نهائياً في دارفور والمنطقتين مثلاً. هذه هي حجة الإدارة الأمريكية.. مع أننا نعلم أن هناك لوبيات تضع العراقيل أمام أي محاولة لفك الحظر ورلغاء العقوبات. فقط نقول الله المستعان.