عدة أيام ونحن نتابع ونرقب، ماذا ستفعل المصنفات حيال أغنية «خبر الشوم»، خاصة بعد حديث المستشار القانوني لنا بأنه سيخاطب لجنة النصوص لمعرفة من أجاز هذه الأغنية، وإذا اتضح أنها لم تمر على اللجنة المعنية فإنه سيتم استدعاء الفنانة والشاعر لمخالفتهما القانون واتخاذ ما يلزم تجاه الاثنين. حقيقة نحن لا نتحدث عن الأغنية من باب النقد لمجرد أنها كلمات لم تعجب الناس، أو لأنها نالت إعجاب «ناس تانين» ولكن لأن الأغنية تجاوزت كل حدود المعقول وتحدثت عن فئة محددة من الشباب، بطريقة لم يحالفها التوفيق، إذ نسي الشاعر والمغنية أن الغناء هو توثيق لحقب زمنية معينة، وهو يطرح قضايا من باب لفت الأنظار أو تقديم مقترحات لحلول «هذا في غناء القضايا» الذي له عناصره، والتي نرى أنها لم تتوفر في «خبر الشوم»، بل الأغنية وثقت لحقبة زمنية عندنا فيها شباب السودان هم من خيرة شباب الأرض، ولا تمثلهم الفئة التي غنت لها ندى بأي حال من الأحوال، وحتى وإن اتفقنا أن هناك فئة تمارس الشذوذ فنحن على يقين أن شرطة أمن المجتمع التي نحفظ لها الكثير، قادرة على وضع حد لهذه الممارسات، والأمر لا يحتاج إلى أغنية تطير في الفضاء لتجوب كل أنحاء العالم، وتتناقلها «الأجيال جيلاً بعد جيل» مما يخصم منا ذلك الكثير خارج حدود الوطن. أما ما نراه تجاوزاً لكل الحدود هو ذكر الأغنية لبعض سفاراتنا في الخارج، وتحديداً في دولتين، أرادت أن تقول أن فيهما تكثر الفئة المعنية من الشباب «الضال»، وهنا تتجلى معالم الجهل من الشاعر والمغنية بمعاني العلاقات الدولية، وفي الجهل باتهام سفارات لنا بالتقصير دون سند تقدمه يشفع بصحة الادعاء وذلك في قولها «يا السفارة شغلك ني» وهو إشارة واضحة بتساهل السفارة المعنية وأنها «ما شايفة شغلها». غير ذلك يتبادر في أذهاننا سؤال مهم: هل من عنتهم «خبر الشوم» هم بالأعداد الكبيرة، وأن ممارساتهم ظاهرة في المجتمع حتى نصفها بالظاهرة، أم مجرد كلام قالته الأغنية لتدمغ به الشباب و«بس». وسؤال آخر لا يقل أهمية عن سابقه: ماذا تقول وزارة الخارجية والأغنية تتهم صراحة بعض سفرائها بالتقصير، أم أن ما يحدث حقيقة وأن السفراء المعنيين «ما جايبين خبر» وبالتالي الخارجية «ما جايبة خبر». أما الأخ المستشار القانوني لمجلس المصنفات الاتحادي، فإننا في انتظار أن يأتينا بالخبر اليقين بعد التحريات التي قال إنه سيجريها، لأن لنا حديثاً آخر في وقته بمشيئة الله. خلاصة الشوف: كان بودي أن أنشر لكم بعض مقاطع من الأغنية ولكن رفض القلم مطاوعتي.. «يكون خجلان وكده».