الصومال بلد العجائب التي انهكت الامريكيين، وشعبه غريب. التقيت بالصوماليين في ايرلندا بعد أن لجأوا إليها أثناء الحرب وفترة اللا دولة التي استمرت لفترة غير مستهان بها. الشعب الصومالي غريب حتى في بلاد الغربة، وما يميزهم هنا هو التزامهم بزيهم الوطني وبالحجاب. تعرفت على فتاة تعتبر من عجائب الصومال أثناء تواجدي بدبلن والتواصل معهم. هذه الفتاه هي أفراح أحمد اللاجئة الى ايرلندا، ومن ثم الى بلادها، بعد أن أصبحت ايرلندية. لم أرَ فتاة طموحة وذكية مثل هذه الفتاة، وقد توافقونني أنها ذكية فعلاً إذا علمتم أنها لم تتلق اي تعليم في حياتها ولكنها الآن ترشح نفسها للرئاسة الصومالية القادمة عام 6102. عندما التقيت بها في أحد الفنادق تحدثنا قليلاً، ومن ثم أصبحنا أصدقاء. من يومها الأول قالت لي هدفي هو أن أكون سفيرة الصومال لدى ايرلندا، ضحكت من فكرتها وقلت لها أفراح عزيزتي أنت بلا تعليم أساسي فقالت ولو. وسأسرد لكم عنها قليلاً لكي لا تتفاجأوا بها الرئيسة القادمة للصومال أو سفيرتهم بايرلندا. أخذت اجراءات منحها الجنسية الايرلندلية ست سنوات، ولم تكن بالسنوات السهلة في حياتها، إذ أنها كانت تتعرض لقطع الإعانة منها من حين الى حين. أفراح كفتاة ليست بها أي صفة من مواصفات الأنوثة والجمال سوى قوامها الممشوق والبنية النحيفة التي تتميز بها كل الصوماليات. ومع هذا أصبحت أفراح خلال إقامتها هنا نجمة من نجوم المجتمع الاوربي كثيرة الاطلالة في تلفزيوناتهم القومية، وكثيرة الظهور في مقابلات صحفية في صحفهم اليومية ومجلاتهم. وبإدمانها وحبها الشديد لأن تكون شاغلة للرأي العام الايرلندي، بذلت كل جهدها للوصول والتقرب الى الشخصيات القيادية ونجوم المجتمع، وكانت حريصة أن تقوم بأخذ صور معهم والترويج لنفسها أكثر. خلال إقامتها بايرلندا استطاعت افراح الوصول الى صانعي القيادة في دبلن وساهمت في إصدار قانون بتحريم الختان الفرعوني في ايرلندا!!!!!!!!!! هنا ستصلون لحقيقة أنها ذكية فاي ختان فرعوني يجري في ايرلندا؟؟ الحديث عن الجنس في اوربا وخاصة من فتاة مسلمة لم تفرط في حجابها، جعلها لم تقف عند هذا الحد، بل وصلت الى البرلمان الاوربي بنفس القضية. خلال إقامتها هنا استطاعت أن تفرض نفسها كشخصية اجتماعية تعرف كيف أن تقوم بنسج خيوط شبكتها الاجتماعية. أفراح الآن في مقديشو بعد أن استدعتها وزيرة الشؤون الاجتماعية لأن تكون مستشارتها الخاصة !!! أتت الى لندن قبل أشهر واختيرت كإنسانة افريقيا الأولى في احتفال مهيب، ومن لندن طارت الى فرنسا حيث كان مهرجان كانون السينمائي مقاماً وروجت لنفسها. أفراح الآن مقيمة في الصومال منخرطة في العمل الاجتماعي وهي تحلم بأن تكون أول رئيسة صومالية. ولا أظن أن شيئاً ما يمكن أن يوقفها إلا إذا لقت حتفها على إيد مجموعة الشباب المتطرفة فهي ببساطة إنسانة تعرف من أين تؤكل الكتف.