لم يكن يتوقع دييغو غارزيتو أنه سيصبح في يوم من الأيام الرجل الأول في الجهاز الفني لنادي المريخ بعد خمس سنوات بعد لقاء جمعه بالسيد جمال الوالي عندما سجل الأخير زيارة لبعثة نادي مازيمبي الكنغولي لمواساتها بعد الخسارة أمام المريخ والأحداث التي تعرضت لها في المباراة التي جرت في بطولة سيكافا 2009 والتي استضافها المريخ، ومفاوضة نجم الفريق الكنغولي مبينزا صاحب الإمكانات الفنية المهولة الذي اجتهد الوالي من أجل أن يرتدي الشعار الأحمر.. كان ذلك أول لقاء بين غارزيتو بجمال الوالي الذي أصبح فيما بعد رئيساً لغارزيتو بعد أن تعاقد المريخ مع المدرب الفرنسي لقيادة فريق الكرة في ديسمبر 2014. ٭ فرنسي الجنسية.. إيطالي الهوية غارزيتو.. فرنسي الجنسية.. إيطالي الهوية.. وأفريقي الهوى.. في «أوديني» العاصمة العصرية لمنطقة «فريولي» التاريخية كانت صرخة الميلاد منتصف القرن الماضي.. لم يمكث أكثر من خمس سنوات في دولة الميلاد وبعدها كانت نشأته في حواري «كويزو» الفرنسية، منها بدأت الحكاية وتكونت الشخصية. ٭ مسيرته مع «الساحرة المستديرة» انطلق غارزيتو كلاعب ومدرب من تلك البلاد القابعة في القارة العجوز ولكن الشهرة والنجومية الطاغية التي عرفها من أُطلق عليه لاحقاً «الساحر الأبيض» كانت في أدغال القارة السمراء. ٭ النشأة والميلاد غارزيتو المولود في إيطاليا 1950، انتقل إلى فرنسا برفقة والده الذي كان يعمل في شركة بناء، هو الابن الأكبر لوالده أنجلو، وله أخ وأخت، نشأ في أسرة متوسطة من الناحية المادية، حصل على شهادة ميكانيكا عامة، ولد في مقاطعة أوديني الإيطالية التي وصفها غارزيتو بأنها مقاطعة صعبة الطبيعة تقع في الشمال الإيطالي، خرج منها دينو زوف الحارس الإيطالي الشهير وفابيو كابيلو اللاعب والمدرب الكبير، استقرت الأسرة في فرنسا في منطقة كويزو وشيد الوالد رفقة أبنائه منزلاً بعد شراء قطع أرض وكان الأبناء يعملون مع والدهم يومي السبت والأحد في تشييد المنزل، وتشتهر منطقة كويزو في فرنسا بزراعة العنب. ٭ التجربة الأفريقية الأولى بدأت قصة غارزيتو مع أفريقيا في العام 2000 عندما قرر الدخول إليها وهو الذي لم يسبق له زيارتها.. لم يكن غارزيتو خائفاً من خوض أول تجربة في أفريقيا مع فريق «شبيبة إبيدجان العاجي».. لم يكن غارزيتو يعرف الكثير عن أفريقيا قبل دخولها.. لكنه قرر خوض التجربة بعد أن أخبره صديقه المستر كيت الذي يعمل مدرباً في فرنسا.. أن هنالك فريقاً من ساحل العاج يعاني في الدوري المحلي ويبحث عن مدرب ينقذه.. رغم أنها التجربة الأولى له في أفريقيا إلا أنه حقق النجاح وكان يتقاضى راتباً شهرياً يبلغ 4500 يورو. ٭ الفوز بالأبطال مع مازيمبي ذاع صيت غارزيتو في القارة السمراء وبدأ يشتهر خاصة بعد أن نجح في قيادة منتخب أثيوبيا تحت سن 20 سنة لنهائيات كأس العالم بكوريا الجنوبية 2001 وهو ما جعل مويس كاتومبي رئيس نادي مازيمبي يفعل المستحيل من أجل التعاقد مع المدرب الفرنسي. جاء غارزيتو إلى مازيمبي في العام 2003 لكنه لم يمكث سوى عام واحد حيث تخلى عنه مازيمبي بعد خسارة مذلة أمام الترجي التونسي في دوري أبطال أفريقيا، لكن مازيمبي لم يجد أفضل من غارزيتو في القارة السمراء وكان مجبراً على إعادته من جديد في العام 2008.. لم يندم كاتومبي على قرار إعادة غارزيتو بعد أن كافأه الأخير بلقب دوري أبطال أفريقيا 2009 بعد أن فاز مازيمبي في المباراة النهائية على هارتلاند النيجيري بهدف وحيد، وهي البطولة التي رفعت أسهم غارزيتو وجعلته على كل لسان في أفريقيا. ٭ عام ونصف مع الهلال تعاقد الهلال مع غارزيتو يوم 30 ديسمبر من العام2011 لقيادة فريقه خلال الموسم الجديد.. خطط الهلال للاستفادة من خبرات الرجل الكبيرة في البطولة الأفريقية، ولم يخب ظن عشاق الفرقة الزرقاء ونجح في إيصال الفريق لنصف نهائي بطولة كأس الاتحاد الأفريقي ولكن مشواره الناجح انتهى بالهزيمة في مالي أمام نادي جوليبا بثلاثة أهداف دون مقابل رغم التفوق في الذهاب بهفدين.. العلاقة بين غارزيتو والهلال انتهت في شهر أبريل من العام 2013 ، حيث قرر مجلس الهلال إقالته بعد جملة من النتائج السيئة كانت آخرها تعادلاً مخيباً للآمال أمام هلال كادوقلي في بطولة الدوري الممتاز. ٭ العودة للسودان مع المريخ بعد 12 عاماً قضاها جمال الوالي في رئاسة نادي المريخ بدأ الرجل يفكر بصورة جادة في الفوز ببطولة أفريقية يختتم بها مشواره داخل القلعة الحمراء، ولم يجد الوالي أفضل من غارزيتو لوضع هذا الحلم على أرض الواقع، ودخل الرجل القلعة الحمراء مع بداية العام 2015، ويبدو أن غارزيتو مصمماً على تحقيق أمنية جمال الوالي وكل الشعب الأحمر بعد أن نجح في قيادة الفريق لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخ النادي، وتفصل غارزيتو عن نهائي البطولة معركة حامية الوطيس أمام فريقه السابق مازيمبي يوم الأحد المقبل بلوممباشي.. فهل يفعلها غارزيتو ويحصد دوري الأبطال كما فعلها من قبل مع مازيمبي نفسه..؟