٭كل إنسان يقدم لمجتمعه ما عنده من خير أو شر، وهكذا جبل الناس وتم خلقهم «سبحانه وتعالى» هو صراع بين الخير والشر إلى يوم القيامة، لكن على كل إنسان أن يتعرف ويعرف أين مكامن الخير لينميها ويرعاها ويكثرها وينشرها، وكذلك أن يتعرف ويعرف مكامن الشر ليفر منها ويبتعد عنها ويحاربها بما لديه من إمكانات ومقدرات. ٭ احتفل العالم باليوم العالمي لمرض السّعر يوم 9/28 .. في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، والذي تزامن هذا العام يوم الاثنين الماضي، أول يوم عمل بعد العودة من إجازة العيد الكبير عيد الفداء والأضحية، كل عام والجميع بخير، أعاده الله علينا وعليكم وعلى السودان والسودانيين والأمة الإسلامية جمعاء بالخير واليمن والبركات والسلامة والأمن والاطمئنان، ومر دون ذكر أو اهتمام أو تعريف بهذا اليوم.. وهذا المرض العضال والفتاك، والذي ينتشر في بلادنا العربية والأفريقية وبصورة مزعجة في السودان، من الجهات المسؤولة كافة القطاع الطبي والصحي بشقيه البشري والبيطري أو القطاع المجتمعي أو القطاع الثقافي الإعلامي وغيره من القطاعات التي تمثل المجتمع بأكمله، ولم تذكر أي تنوير أو تعريف عن المرض وخطورته وكيفية محاربته ومكافحته واستئصاله ولو بعد حين!! ٭مرض السعر مرض فيروسي يصيب الإنسان وهو من أخطر الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان وينتقل إلى الإنسان من الحيوان عن طريق العض «دخول المايكروب في الدورة الدموية بواسطة اللعاب حامل المرض» وإصابة المخ والجهاز العصبي. ٭اهتمت المنظمات العالمية مثل منظمة الصحة العالمية WHO، ومنظمة صحة الحيوان العالمية OIE والاتحاد العالمي للأطباء البيطريين WVA بمكافحة ومحاربة هذا المرض والعمل على استئصاله من العالم أجمع، حيث احتفلت عدد من الدول في غالبية أوربا وأمريكيا وكذلك عدد من الدول العربية والأفريقية باستئصال هذا المرض تماماً من أراضيها، ولمزيد من التعريف والتعرف بهذا المرض ولمحاربته حدد له يوم في كل أنحاء المعمورة يتم فيه شرح وتوضيح أسباب المرض وطرق نقله وكيفية مكافحته ومحاربته والعمل على استئصاله لكافة قطاعات المجتمع في المدن الكبرى والصغرى وفي الريف والحضر والقرى والبدو، وهذه المسؤولية تقع على كافة الجهات الرسمية والتنفيذية والطوعية والمجالس والاتحادات المهنية والعاملين في القطاعين العام والخاص!! ٭ حاولت وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية منذ عقود الاهتمام بمحاربة هذا المرض بإعداد الكوادر الطبية والبيطرية والتقنية والمساعدة وخير مثال لذلك أخي الأكبر بروفيسور/ محمد سعيد حربي بارك الله فيه وفي ذريته وفي علمه، أول من حصل على الشهادات والدرجات العليا وتخصص في هذا المرض «بفرنسا بلد أول كلية طب بيطري في العالم منذ حوالي 254 عاماً «مئتين وأربعة وخمسين عاماًَ»، ووكيل وزارة الثروة الحيوانية الأسبق وممثل السودان في منظمة الزراعة والأغذية العالمية FAO لأكثر من عقد من الزمان، ومدير عام الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس الأسبق، وجاء بعد ذلك أخي وزميلي ورفيق دربي المهني بروفيسور/ يحيى حسن علي بيك والذي هاجر إلى المملكة العربية السعودية مرغماً ليجد مراغم كثيرة وسعة، رد الله غربته، والذي عمل بهيئة بحوث الثروة الحيوانية بالمعمل المركزي بسوبا وأيضاً تخصص في مرض السعر وإمكانية إنتاج مصل السعر Vaccine وأذكر كلماته أن إنتاج هذا المصل ليس بالعمل المعقد، ولكن بأبسط الإمكانات والأجهزة والمعدات الحديثة يمكن إنتاج هذا المصل محلياً حمايةً للمجتمع السوداني من أذى هذا المرض ولكن لا بد من توفر عزيمة وإرادة للدولة وهمة ومثابرة للمتخصصين والمسؤولين بالوزارة والهيئة. ٭وأذكر هذا الحديث لعل الله يقيض لهذه المهمة وهذا العمل من يهتم به بصورة عامة وبمرض السعر بصورة خاصة، والأمل كبير في الوزير الاتحادي، العالم الباحث بهيئة بحوث الثروة الحيوانية ومركز المعامل البيطرية سابقاً الأخ بروفيسور/ موسى تبن موسى أن يضع بصماته ولمساته الإيجابية والمثمرة والمفيدة لمجتمعنا المحلي والإقليمي والعالمي بمزيد من الاهتمام والعمل بأسرع ما أمكن في إنتاج مصل السعر بالسودان حماية وحفظاً لمجتمعنا من أذى هذا المرض بداية ثم التوسع في إنتاج بقية الأمصال لبقية الأمراض وخاصة المتنقلة بين الإنسان والحيوان. وقريباً بإذن الله نسمع بإنتاج مصل السعر بالسودان. ٭ وكل عام وأنتم بخير - والله المستعان ... وعليه التكلان.