٭ الشاب بابكر عبد الله ضحوي «31» سنة في صيد الأسماك من مواليد أم درمان درس الأساس بالعباسية غرب والمتوسطة بأبوكدوك والثانوي بالسابعة بأمبدة. ٭ عمل مع والده في مجال صيد الأسماك الذي أمضى فيه ما يقارب الخمسة وخمسين عاماً، وما زال يعمل في هذه المهنة علماً بأن عمره (27) عاماً. ٭ بداية رحلة الصيد تبدأ من الموردة بأم درمان ثم تتجه إلى شندي للصيد، ونعود لنتجه إلى سنار، وقد تستغرق ما يقارب الشهرين ما بين النيل واليابسة. ٭ أدواتنا شباك بمختلف الأنواع، شباك لأسماك البلطي وشباك لأسماك العجل وشباك لأسماك الكأس وشباك لأسماك البياض، ونحن نمضي أوقاتنا في النيل أكثر من اليابسة، وهناك مثل معروف لدي الصيادين يقول: «الصياد إذا ملابسو نشفت من الموية بجوع». ٭ من المواقف المخيفة مع أيام ظهور القرنتية كنت برفقة والدي في جزيرة بالنيل الأبيض داخل المياه وأنا ماسك الشبكة بالإتجاه الغربي.. والوالد بالإتجاه الشرقي.. وفجأة ظهرت أمامي قرنتية ضخمة.. وحينها تملكني الذعر والخوف وصرت في حيرة كيف أحاول تفاديها وأنا لا أملك سلاحاً مع هذا الحيوان الضخم .. فما كان مني إلا وأن أقوم بالدوران خلفها ولم تستطع لكبر حجمها أن تلاحقني. ٭ وكثيراً ما تصادفنا التماسيح حينما نكون في المراكب على الشاطيء ونحن نائمون وتصدر أصواتاً نصحو على إثرها من النوم وأذكر أن والدي اصطاد أكثر من (72) تمساحاً بالشباك.. منها خمسة كبيرة الحجم والبقية أحجام صغيرة. ٭ شاهدنا حالات من الغرق: وفي ذات مرة تحت كبري الفتيحاب كانت هناك مجموعة من الشباب على شاطيء النيل حيث تعرض أحد الشباب للغرق ونزل «النزلة الأولى» وسمعت صياح البنات وقمت مسرعاً ورفعت «هلب» المركب ولما غطس «الغطسة الثالثة» استملتو ونشلتو إلى داخل المركب وبعد ذلك أخرجته للبر وأستفرغ كثيراً من الماء ونجا بحمد الله. ٭ أهم شيء «حلة الصياد» ويتم إعدادها داخل المركب.. وحلة الصيادين اسمها «القطر قام» والبحر مثل الخلاء الأكل فيه مذاقه لذيذ.. وعندنا وجبة رئيسية أسمها «ملاح أربد» وهي عبارة عن سمك مسلوق مخلوط بالويكة ومعها عصيدة دخن. ٭ في مياه البحار أو الأنهار مخاوف تتمثل في الحيوانات المفترسة والأعاصير والرياح التي كثيراً ما تهدد الذين يعملون في هذا المجال وغيره. ٭ مراكب الصيد ما بين «ثمانية وتساعية» الضراع والصياد معظم أوقاته في الموية ليل نهار وهناك أوقات للراحة.. وحينما يفيض النهر يبدأ موسم السماكة خاصة مع ظهور أسماك القرقور والدبس.