رمادي: بذلت جهود مقدرة من المؤتمر الوطني ليشارك السيدان محمد عثمان الميرغني والصادق المهدي في الجمعية العمومية للحوار الوطني.. مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي التقى بوالده أكثر من مرة في رحلات مكوكية إلى مصر لإقناعه بالمشاركة في الحوار، أطلقت إشارات عديدة لاحتمالات مشاركة الصادق المهدي وتفاءل البعض بحدوث ذلك التفاؤل قاد مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني للسفر للقاهرة مع عبد الرحمن الصادق لإقناع الإمام بالمشاركة، وكنا نظن أن الطريق ممهد لمشاركته، لكن للأسف جاءت الأنباء باعتذاره الواضح بعدم المشاركة.. أنا شخصياً لم أكن أتوقع مشاركته في الحوار.. لكن لم أفهم هذه الإشارات التي أطلقها لإمكانية مشاركته في الحوار.. وكعادته الغامضة في معالجة مثل هذه القضايا التي لا يقطع فيها برأي واضح كانت هذه النتيجة المحزنة. الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وزعيمه محمد عثمان الميرغني خضعت مشاركته لصراعات أجنحة الحزب والتصريحات المنتاقضة لقادة الحزب الذي يشارك في الحكومة بمساعد أول لرئيس الجمهورية وعدد من الوزراء الاتحاديين والولائيين يخرج علينا أحد منسوبيه ليقول إن الاتحادي الأصل لن يشارك في الحوار.. وفي نفس اليوم تجمتع لجنة مقدّرة تناقش كيفية المشاركة ووضع رؤية محددة، وخرجت تصريحات محمد الحسن الميرغني بعدم تمكن والده من المشاركة، وأن الحزب سيشارك في الحوار. تناقضات هذه الأحزاب هي التي أقعدتها من التطور، حيث لا مؤسسية ولا مؤتمرات تعقد، مجرد قيادات تصرح برؤيتها الشخصية في قضايا مصيرية وجوهرية.. كيف يمكن أن تحكم هذه الأحزاب الشعب السوداني بهذه التناقضات وعدم المؤسسية؟!!