اقتربت ساعة الصفر لقنواتنا وإذاعاتنا المحلية بقدوم عيد الأضحى المبارك، والمستمع والمشاهد السوداني يمني النفس بالاستمتاع بخارطة برامجية مميزة تكون له خير زاد في إجازته القصيرة، عكس ما كان عليه الحال في كثير من البرامج في عيد الفطر السابق، التي اتصفت بالضعف والركاكة والتكرار في الإعداد وسوء التقديم حتى خرجت بصورة مشوهة جداً خيبة آمال الجمهور.. ونتمنى أن تكون إدارة هذه القنوات قد تداركت الأخطاء السابقة وعملت على إنتاج برامج مشوقة تبهر المشاهد وتجبره على متابعتها. وحقيقة أنا لست من المتفائلين بخروج برمجة العيد عن نسقها السابق، بل أتوقع أن تكون أضعف بكثير من سابقاتها، وهذا الكلام ليس تكسيراً لمجاديف العمل في هذه القنوات وإحباطاً لها قبل مشاهدتها، ولكن لأنني أتعامل مع معطيات الأمور بصورة عقلانية لدرجة بعيدة، وقربي والتصاقي من هذه القنوات هو الذي دفعني لذلك، فقد لمست الكثير من التخبط والضعف في ترتيبات عدد من المسؤولين عن برمجة العيد في التلفزيون القومي بصورة خاصة. وحاولت معرفة الأسباب وراء هذه الربكة، فقالوا لي إن الإدارة المالية بالتلفزيون قد خصصت مبالغ مالية ضعيفة جداً لإعداد برامج العيد في أيامه الأربعة بلغت (28) ألف جنيه بمعدل (7) ألف جنيه لليوم الواحد بكامله، مع العلم بأن ميزانية العيد السابق كانت أعلى وأكبر من ذلك بكثير، ومع ذلك وجدت الكثير من النقد ولم تخرج بالشكل المطلوب في عدد من البرامج، فماذا ننتظر من هذه البرمجة الجديدة التي تم تقييدها بميزانية ضعيفة جداً لا تقوى على إخراج أيام العيد بالصورة المرجوة واضعفت من عزيمة المعدين وطموحهم لإخراج عمل مميز.. فإذا كان حال تلفزيون الدولة بهذا الفقر، فكيف يكون حال القنوات الخاصة لمجابهة تكاليف البرامج في هذه المناسبة العظيمة، لذلك كنت أردد وأقول قبل فترة ليست بالبعيدة إنني أشفق على حال الأستاذ معتصم الجعيلي مدير قناة هارموني، واتقبل ضعف بعض برامجه ليس لعلاقة شخصية معه، ولكن للظروف الصعبة التي يعمل فيها بدون أن تقدم له يد الدعم والعون من الدولة، ولكنه رغم كل ذلك يصر ويكافح من أجل تحقيق النجاح رغم ضعف إمكانياته المادية، ومع كل ذلك فقد استطاع أن يكون منافساً قوياً لقنوات الدولة. وأخيراً أتمنى أن تنجح قنواتنا وإذاعاتنا رغم (ضنك) ميزانيتها في إسعاد الجمهور بتقديم برمجة مميزة خلال عطلة العيد. خارج النص تأسفنا جداً أن يضع معتمد محلية كرري د. كمال الدين محمد عبد الله شماعة فشله في إكمال مسرح محليته على (الشيطان) الرجيم، الذي قال عنه السيد المعتمد بأنه أعاق عملية البناء لأن الأرض مسكونة.. وهذا الكلام لا يحتاج منا إلى تعليق لأنني لا اعتقد بأن السيد المعتمد كان جاداً في حديثه، ولكن إن كان كذلك فهذه مصيبة كبرى.