٭ غادرتنا أمس زميلتنا الكاتبة بهذه الصحيفة، «د.فدوى موسى» في رحلة علاج إلى «موسكو».. ودعواتنا لها بالشفاء العاجل لتعود لساحتها ولقرائها وهي أكثر «قوة» وعزيمة! ٭ في بحر هذا الأسبوع أعرف أكثر من عشر «حالات» من دائرتنا «الضيقة» غادرت للعلاج في أنحاء الكرة الأرضية!! ٭ أمس في المطار ونحن نودع الدكتورة قدمت للأخ الاستاذ «مصعب الطيب» زوجها ومرافقها في الرحلة تقريراً خاصاً بجارنا «ابراهيم»، يبحث عن العلاج «للعيون» عند «الروس».. ضحك مصعب وهو يشير لحقيبة صغيرة تحوي عشرات التقارير تخص أهله وجيرانه في «الجريف غرب» دفعوا بها لعلهم يجدوا علاجاً في روسيا! ٭ قبل يومين هاتفت عمي «الطيب» على ساحل الأسكندرية والوقت ليلاً وموج البحر يتلاطم كيف يا عم؟.. الحمد لله «جدعت العصاية» والآن اتعافى من الغضروف! ٭ أمس الأول استقبلنا عبر المطار نعش ابن خالنا المرحوم «إبراهيم الصافي» الذي ذهب لرحلة علاج في القاهرة! ٭ إنه حال «السودانيين» اليوم.. انتشروا في عواصم الدول من حولنا بحثاً عن العلاج الذي «استعصى» في السودان.. وكلنا يعلم ما يتكبده المسافر «المريض» من مشاق تبدأ بالبحث عن العملة الصعبة ولا تنتهي عند إجراءات البحث عن تأشيرة دخول.. وفي كل الأحوال هذه «الأشياء» لا تتم ب«الساهل»! ٭ قبل أعوام كنت أحاور قريباً لي يعمل طبيباً في عاصمة الضباب.. ليل لندن يرخي سدوله وأنا أطالبه بالعودة للعمل في السودان.. نظر إليّ بغضب وهو يقول: أمشي أعالج ناس جيعانين؟!! ٭ حاورته بعنف وأنا أقول له: أنت تتحدث بلغة قديمة.. مافي زول في السودان «بايت القوا»!! «الترجمة على العمود». ٭ بعد ملاحظة قوية ومعايشة يومية لواقع الصحة في السودان أرى أن كلامه يقترب من الواقع.. النظام الغذائي السائد ربما هو السبب الأول في هذا الانتشار «المخيف» للمرض في السودان لا يوجد بالمرة أكل صحي سليم في ظل حديث عن ملوثات كيميائية وخلل في في معايير «المواصفة» الغذائية و «تهاون» وتلاعب في إحكام الرقابة على ما يأكل الناس ويشربون! ٭ لا أعرف ما جدوى «الحوار الوطني» والجولات الماكوكية بين الحكومة وقطاع الشمال إلى ماذا يهدفون.. إذا كان الإنسان في السودان «عيان»؟!! ٭ نحن في حاجة لمؤتمر حوار «صحي» جامع يشارك فيه كل السودانيين «حكومة» و «معارضة» تتعهد الحكومة بالسماح للمعارضين وحملة السلاح بالدخول للبلاد والخروج في أمان لمناقشة أسباب مرض السودانيين بهذه الصورة المخيفة وعجز الدولة التام عن وقف هذا الانهيار؟! ٭ المرض «سلطان» وهو لا يفرق بين «حكومي» و«معارض» و«عنقالي»! ٭ «عالجونا» وبعد داك كان دايرين «تحكمونا» القصة «ساهلة»!!!