٭ حفلت الوسائل الإعلامية أمس بخبر اعتزام الحكومة السودانية ترحيل الجنوبيين وإجلائهم عن العاصمة الخرطوم، الأمر الذى اعتبرته سفارة دولة الجنوببالخرطوم بأنه منافٍ لقرار رئيس الجمهورية المشير البشير الذى قضى بمعاملة مواطني الجنوب الذين قدموا إلى الأراضي السودانية جراء الحرب كمواطنين سودانيين، وقال سفير دولة الجنوببالخرطوم السفير ميان دوت في حديثه ل«آخرلحظة» أمس إنهم تفاجأوا بالخبر فى الصحف، وبعثوا بملحق الشؤون الانسانية بالسفارة للاجتماع مع المسؤولين فى الشؤون الانسانية بالولاية، لمعرفة حيثيات قرار الترحيل، ومن أين خرج؟ وأضاف لدينا اجتماعات أسبوعية معهم، وتنسيق كبير مع السلطات. ٭ ترحيل منافى للمواثيق الخبير فى مجال حقوق الانسان نبيل أديب قال إن مفوض العمل الطوعي والانساني بولاية الخرطوم ليس لديه الصلاحيات لإجلاء المواطنين الجنوبيين عن العاصمة، وعمله لا يتصل بالناس مباشرة، وإنما له صلة فقط بالمنظمات الطوعية وتشجيع العمل الإغاثي، وهذا المسؤول الذى صرح لايقدم لهم العون، معتبراً الخطوة بأنها غير صحيحة، واضاف «هؤلاء أناس كانوا عايشين فى البلد هنا سنين طويلة، ولما انفصل الجنوب لم نعطهم الحقوق التى يوجبها القانون الدولي، وتمت معاملتهم معاملة قاسية «، واعتبر نبيل حديث رئيس الجمهورية بشأن معاملة الجنوبيين كأبناء الوطن مناسباً، أما الحديث عن ترحيلهم فخطأ ومنافي للمواثيق الدولية ولدستور السودان، والمفترض أن لا نحدد حريتهم وأن نسلمهم أذونات بالعمل ٭ تأييد الخطوة المدير السابق للمركز القومي للنازحين واللاجئين اللواء معاش السر العمدة الذى تحدث بصفته خبيراً فى مجال اللجوء والنزوح، وقال إن معسكرات الجنوبيين تحيط بالعاصمة الخرطوم إحاطة السوار بالمعصم، والحديث عن ترحيلهم ربما يصب فى إطار ترتيب البيت الداخلي، لأن وجودهم يشكل ضغوطاً على الولاية في مجالات الصحة والتعليم والمياه، وهنالك حاجة لهذا الإجراء، تمهيداً لوضع قاعدة بيانات فى مجال الصحة والخدمات الأخرى يمكن الاستفادة منها أمنياً، وأضاف مواطنونا فى دولة الجنوب يتلقون معاملة سيئة فى العديد من المدن هناك، ونحن ضغطنا على أنفسنا فترة طويلة، وهذه رسالة معاكسة تصب فى تصحيح الأوضاع. ٭ جملة أخطار ويري اللواء معاش د. محمد عباس الأمين المتخصص فى الشؤون الاستراتيجية أن الأصلح هو إخلاء العاصمة من الجنوبيين.. ونقلهم إلى معسكرات خارجها لأسباب كثيرة أبرزها أنهم يفتقرون للمهارات وعرضة للأمراض الخطرة، بالإضافة إلى أنهم مسؤولين عن كل الخمور البلدية فى عواصم المدن، ويمكن أن يكونوا مهدداً أمنياً، ويحدثون اختراقات أمنية بحكم تواجدهم فى الأحياء، والبعض لا يأمن جانبهم لأنهم كانوا فى السودان لفترة، والآن أصبح الحصول على السلاح أمراً سهلاً، وكذلك استعماله والتدريب عليه، وأردف أن تصريحات ترحيلهم لاتعني تناسي قرار رئيس الجمهورية المشير البشير بشأن بقائهم ومعاملتهم، ولكنه ترتيب للقرار الذى صدر بدون تفصيل، كما أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لن تتأثر باخلائهم إذا تمت الخطوة. كترحيل طوعي وليس قسري ٭ مفوض العمل الانسانى بولاية الخرطوم محمد السناري مصطفى أبدى استغرابه للطريقة التي أبرزت بها تصريحاته وقال ل « آخر لحظة « إن البعض فهم الموضوع على أنه قسري فى حين أنه لم يقل أن ترحيل الجنوبيين قسرياً، وانما قال إنه أمر طوعى واختيارى بالرغبة للمنطقة التى يريدون الذهاب إليها، وبشكل يحفظ انسانيتهم وكرامتهم، وليس لدينا أية خطوة قسرية، والذى يريد أن يبقى في الخرطوم منهم يمكنه ذلك، فقط نريدهم ان ينداحوا فى كل الولايات، مؤكدا أن مفوضيته تحترم أبناء دولة الجنوب بالسودان، وقال قدمنا لهم خدمات جليلة بتنسيق تام مع كل الجهات المعنية، واختتم بأن البلد مفتوحة لهم.. ونحن لانقول عنهم لاجئين ونسميهم أبناء جنوب السودان.