عندما أتوقف.. أتلهف وعندما تتعاظم المواقف وتجعلني أحترم جداً رسالتها.. وألتمس خطاها بأدب التعريف ودليل القياس الديني الذي أعطاها درجة من الوصاية والتحذير والتميز والإنتباهة البائنة ولم يسقط عنها عزتها.. بل أفاض الخالق بتلك الإشارات المضيئة في كتابه الكريم وخصها بمائة ست وسبعين آية «176»، قليل من الجزء الرابع وكل الجزء الخامس وقليل من الجزء السادس عبر سورة النساء التي جاءت آيتها الأولى: «يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا». أقول تمعن ما بداخل هذه الآية الكريمة.. فأحس بأني أخوض المهابة بجذوتها وامتعض إذلال المرأة في كثير من المواقف.. فكلما انهارت المرأة في المجتمع سقطت أعمدة الأخلاق الفاضلة وانتشرت العيوب وتمزقت المثل وتصدع البيت التربوي وباتت المجتمعات في حالة من الضيق والاختناق وتفرقت المبادئ في طرق الرزيلة وشحت الرحمة وتاهت معاقل الرجال في دهاليز الصمت والإمساك عن الأخطاء والتعمد على أخفائها داخل الصدور.. فعندما قال رسولنا الكريم عليه السلام أوصيكم بالنساء خيراً يدرك جيداً أن الوصية هي شيء اشتراطي فعزاه الحيطة والحذر والأخذ بالعبر.. لأن المرأة في نظر رسولنا الكريم هي الرحم الذي يعطي الإنسان السوي صفة العبادة نحو رب العزة ودر نقصان.. وما أعظم تلك المفاضلة ترفيعاً لهذا الرحم الذي خلقه الله في رحم تشريفاً لعظمة الإنسان.. ليمشي من فوق الأرض وهو يعلم أن الرحم هو سر الحياة.. فمن نكص عنه بعمد أصابه ترف الفراق الديني واختلطت عليه الأمور لتأتي مرحلة العقوق، لتؤمن أن المعيق قد كسر صرح التعريف للأرحام وبات في ضنك وبعدت عنه الرحمة إلا من تاب وعرف قدر الرحم. أقول.. ما جاء في مقدمة القول هو جهد يسير وليس هو بتفسير، ولكنها حالة التمسها في هذه الآية.. والتفت لما يحدث في المجتمع المسلم في عصرنا المعاش، فأحس أن هناك ظلماً تربوياً عظيماً على كثير من المجتمع وغياب الراعي داخل أسوار بيته جعل سبل التربية تتناقص ما بين الثقة وروح الحداثة المستجلبة من فكر غير مسلم لينهي أهم رسالة كان من المفترض اتباعها منذ أربعة عشر قرناً من الزمان، أساس ذلك تقويم المرأة منذ نعومة الأظافر على المسلك الرشيد لأنها عنصر الحياة ولأن منها خلق الله نساء ورجالاً كثيراً عبر بث الروح التي يعلمها خالقها الواحد الأحد.. أقول وبحق إنني أتأمل دائماً المواقف التي تتوافق مع فكر المرأة وجهدها وأتعمق رؤيتها إن كانت ذات بعد أخلاقي لأن مقاصدها في هذا المنحى تأتي متلازمة على الحق ولا أميل مطلقاً إلى نقصها الذي يإتي بشرعية المقصد عند العبادة، أي عند الصلاة.. فهناك نساء كثر عند الطمث يتخذن من الاستغفار سلوكاً في جوارحهن حتى يعدن للتعبد بعد الطهارة ليبدأ الطهر موضع التنفيذ، وتلك واحدة من الثوابت التي تشير لمكانة النساء عبر نافذة الإسلام الذي جعل في داخل المرأة سرية الرحم. أقول المواقف التي يخطها قلمي الآن أريد أن أعكسها لقوم خطاءون يضربون على المرأة سياج من الغلظة ويتبارون عليها بمفهوم الإمتاع وإنفاذ الشهوات ولا يعلمون أن تلك الشهوة المقرونة باللذة اختارها الخالق ووضعها لتكون ترغيباً للتواصل والبقاء على العنصر البشري، وذلك من رحم المرأة.. فالمرأة التي تعلم مكانتها الدينية والأخلاقية تستطيع أن تخرج رجالاً ونساء على الطاعة والسلوك القويم، وعلى ضوء ذلك تنال شهادة الرضى والقبول في الدنيا والآخرة، فلا أخال أن معظم أهل النار من النساء قد يكون فيه شيء من الحذر ولا علم لي عن صحته.. ولكن موضع المرأة يجعلها أكثر حرصاً لتقدم إلينا فضائل الأخلاق عبر تربية خالية من التعقيد والنقصان الديني.. وإذا انجرفت سئلت وتعاقب.. وتلك واحدة من سلبيات المجتمع الإسلامي الحديث الذي غطى إيمانه بمفهوم الرقي والعولمة والسماح للمرأة أن تمضي في طريقها دون حسيب أو رقيب هنا تكون الطامة الكبرى.. وما أعظم النساء القائمات بأدوراهن في وجه البسيطة بمبدأ العفة والطهر وروح الإسلام، وأرى في عيونهن صدق النقاء والتمس سيرتهمن فأجدها قائمة على ثوابت ومعدن الإيمان، وعندما أذهب أكثر لمعرفة المزيد أحس بأنني أمام خصلة تقترن فيها التوجهات المسمومة من التفاسير عبر الكثير من الآيات التي خص بها الله العلي القدير النساء، وهذا يرمي الدور في النظر للمرأة بكثير من الآراء الصائبة، وأي شرخ يجعل المرأة عرضة للانزلاق الذي أتاح له الزمن قدراً كبيراً من الحريات التي خلخلت تماماً مكانة المرأة في بعض المواقف الاجتماعية وجعلها عرضة للاتهام ومن ثم للضياع الذي يترتب عليه ضياع جيل كامل، ومن بعده تتوه المبادئ السامية، ونبدأ نبحث من جديد عن مكانة المرأة في المجتمع المسلم.. أقول من هنا أظل احترم جداً المرأة المتزنة في أدائها والمخلصة في عطائها التربوي والعملي عبر نافذة القيم الإيمانية النابغة من التربية الإسلامية السمحة، فكلما أتوقف أمام المرأة الناجحة استرجع النصوص والآيات والأحاديث واستقرأ منها معنى المستدلات الناجعة فأجد أنها وضعت في هذا التخصص من الاهتمام الرباني وهو قول حق.. لاجدال ولا رجوع عنه.. فتدور في مخيلتي بعض النماذج فأغوص بإمعان عبر دلائل القرآن وقول رسولنا الكريم عليه السلام.. فتلازمني ابتسامة صادقة.. وأن استجمع رؤيتي لبعض النماذج التي رأيت فيها حقائق الأخلاق السامية .. ولا ادعي إرضاءً لهن بقدر ما هو حق فصل تماماً لجهدهن وأخلاقهن وصبرهن ومثابرتهن وأخلاقهن.. فالتحية الصادقة أزجيها للأستاذة مها محجوب أحمد سكرتيرة معتمد ولاية الخرطوم، الولاية التي تعاقب عليها أكثر من سبعة معتمدين منذ عام 2003م وحتى الآن، فلا يضيق لها بال ولا تتلون تراها أكثر جدية في عطائها فهي امرأة مخلصة من نبع اتبع صفة التربية فأعطانا من رحم المرأة امرأة بهذه الخصوصية من الأخلاق الفاضلة.. وهناك امرأة أعزها بقدر كبير لأنها ألبست نفسها ثوب الصبر وهي تفقد زوجها وبنتها وابنها في حوادث مفجعة فكانت صامدة وصابرة ومساهرة ومشاركة ومؤمنة برسالته في الحياة.. فكلما أراها أحس بمكانة المرأة ذات الرسالة الإيمانية المطلقة، فأقول لها أهلاً سميرة أبو سبعة، المرأة الحديدية وفي دواخلي إعجابي التام بها لأنها أحد ثوابت المرأة الإيمانية التي قامت ونشأت على خلق القرآن وسماحته. وسأخوض أكثر كلما توقفت أمام امرأة في أي مرفق وأي بيت تحسباً للأجر ودفعاً لقدرهن.. وليس للضعف وجود.. إذا علمت المرأة دورها تماماً. دمتم