نسمع ونرى عبر وسائل الإعلام معاناة مبدعين مرضى طريحي الفراش بمستشفيات مختلفة بالعاصمة، يعجزون حتى عن التنقل إلى المستشفيات الخاصة، ناهيك عن سفرهم إلى الخارج، وبالرغم من وجود صندوق قومي لرعاية هؤلاء المبدعين إلا أننا لا نسمع به، حالنا كما الكثير من المبدعين الذين أيضاً يجهلون وجوده، ولأهمية هذا الصندوق آخر لحظة قامت بإجراء حوار مع مديره الفريق عبد القادر يوسف، والذي تحدث خلاله عن العديد من الجوانب، وسلط الضوء على بعض القضايا التي تهم المبدعين، فكانت هذه إفاداته: كثير ما ٭ ماهي أهم ملامح عمل الصندوق؟ - العمل على تأمين حياة المبدعين عن طريق التكافل الاجتماعي، وأن يقدم المساعدات في حالات العجز أو كبر السن، أو عدم وجود فرص عمل، أو للعلاج له ولأفراد أسرته، بجانب منح المساعدات التي تعين المبدع على العطاء- حسب ما تحدده اللوائح- أما مواردنا تتكون من حصيلة الاشتراك من المبدعين وعائدات الإبداع العام المحلي والأجنبي وفقاً لما تحدده اللوائح، بجانب أرباح الأعمال والنشاط الاستثماري للصندوق والاعتمادات والإعانات التي تخصصها لنا الدولة، وأيضاً التبرعات والهبات والوصايا بجانب عائد الأوقاف المخصصة للصندوق والدولة تمنحنا شهرياً مبلغ مائة مليون تقريباً. ٭ مَنْ هو المبدع بنظركم؟ - أي شخص يتميز في ميادين الثقافة وينتج عنه عطاء قومي إيجابي. ٭ ما هي برامجكم الآن؟ - الدعم الاجتماعي والعلاج والتأمين وخطط الإسكان الشعبي لكافة المبدعين، والآن علاقتنا ممتازة مع جميع الاتحادات التي تمثل المبدعين. ٭ حدثنا عن رؤيتكم التي تعتمدون عليها في الصندوق؟ - رؤيتنا السودان وطن يتنافس فيه الإبداع حراً بكل مكوناته»، ونجعل من الصندوق «ساحة ينمو فيها الإبداع ويتطلع فيه المبدعون لضمان نشر فنونهم وإبداعهم وتوصيلها للناس وتأمين مستقبلهم ومستقبل أسرهم، وافساح المجال لأي فكرة أن تولد وتنمو، لذلك نعطي الأفراد في الصندوق حرية كبيرة ليبدعوا خاصة وأننا نرى أن الأفراد هم أساس الصندوق، والاعتناء بهم ورعايتهم يجعلهم الأفضل ويعطيهم دافعاً معنوياً ليكونوا أكثر نفعاً لبلدهم، ومؤخراً بتنا نفكر أن تكون المكافأة على أساس الجدارة وليست على أساس الواسطة، بمعنى أن المبدع قريب فلان أو تربطه علاقة بفلان.. وأيضاً من مبادئنا احترام المبدعين وتشجيعهم وإتاحة الفرصة لهم للمشاركات لتحقيق النجاحات وأيضاً التخلي عن الروتين في التعامل مع المبدعين، وتحويل العمل لشيء ممتع وليس عملاً فحسب، وفي هذا تتحول المسؤولية إلى طموح.. وبالتالي ندفع المبدع إلى التجديد المستمر لأفكاره وطموحاته، وفي مبادئنا لا وجود للتقليد، فليس هو الإبداع، وعندما تكون هناك نسخة من محمد وردي أو محمد الأمين فهذا ليس بإبداع. ٭ حدثنا عن الميزانية السنوية للصندوق؟ - استلمت رئاسة الصندوق منذ عام ونصف، وكان عبارة عن (حفرة) في وزارة الثقافة، وحتى يتم التصديق لنا بهذا المقر كان هناك صراع كبير حتى وافقت وزارة المالية، وقمنا باستئجار هذا المقر منذ شهر فبراير الماضي، وأصبح مقراً للصندوق وفيه بدأت نشاطاتنا، حيث لأول مرة زادت ميزانية الصندوق هذا العام ، وهذا تم بفضل ذهابنا لرئاسة الجمهورية وهي مقتنعة بالعمل على إعانة المبدعين، وبقرار منها خاطبوا وزارة المالية أن تفرض رسوماً على بعض السلع يعود عائدها للصندوق، وكان رد وزارة المالية أنهم التزموا في المجلس الوطني بعدم فرض رسوم، فكانت مطالبنا لهم بإيجاد البدائل.. ومن هنا جاء رفع الميزانية، وقدموا لنا مبلغ 900 مليون في السنة حتى نعمل بها على رعاية هؤلاء المبدعين. ٭ ماذا قدمتم للمبدعين خلال فترة توليكم؟ خلال هذه الفترة قمنا بمنح تذاكر سفر لكثير من المرضى المبدعين الذين تجاوز عددهم سبعة وعشرين مبدعاً، بعضهم سافر إلى جمهورية مصر والأردن وتركيا، كما قدمنا دعومات مباشرة لمرضى داخل السودان لأكثر من سبعين مبدعاً، وأدخلنا أكثر من خمسة عشر مبدعاً بالاتفاق مع بعض المستشفيات كالسلاح الطبي، ومستشفى الأمل، ومستشفى النو لتلقي العلاج، وهناك أيضاً إعانات ومرتبات شهرية لأكثر من خمسين أسرة من أسر المبدعين، سواء كانوا متوفين أو أقعدهم المرض.. وأيضاً وصلنا ثلاثين أسرة من أسر المبدعين خلال شهر رمضان من مختلف مجالات الإبداع، كما وزعنا الملابس على أسر المبدعين بالتعاون مع جمعية الزبير الخيرية، وعملنا مشروع فرحة العيد، ووزعنا فيه لأسر المبدعين، وكذلك فرحة عيد الأضحى ووزعنا فيها الخراف ومبالغ مالية. ٭ بعض المبدعين يسكنون بالإيجار ويعانون من غلاء الأدوية؟ - حالياً خاطبنا جميع الاتحادات بإدخال المبدعين في التأمين الصحي والسكن الشعبي، كما نعد الآن ملفاً لمجلس الوزراء لمناقشة مسألة المعاش الاستثنائي للمبدعين الذين وصلوا سن المعاش. ٭ لماذا دوماً نسمع من المبدعين بأن «الصندوق ما قدم لينا حاجة؟ - نسبة لأن حاجات الناس أكبر من إمكانات الصندوق، وحاجات الناس متجددة، وللصندوق ميزانيته الثابتة، لذلك تسمعوا بأن الصندوق «ما قدم لينا حاجة»، كما أن المبدع تكون لديه شكوى دائمة. ومن وجهة نظري، فإن «الحاجة» هي ما تدفع المبدع للشكوى، ونحن في الصندوق نركز على تقديم الدعم للمبدعين الأكثر احتياجاً. ٭ هل لديكم فروع بالولايات؟ - الآن أنشأنا مقراً بولاية القضارف وفي طريقنا لإنشاء مقر بمدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر. ٭ ماهي المشاكل التي تواجهكم؟ - أننا نعمل في فضاء محدود، فليست هناك إحصائية والآن نحن نسعى لعمل إحصاء لعدد المبدعين.