أحياء مترفة تقع داخل الخرطوم سكانها يعيشون داخل أبراج عاجية وأسوار حصينة، من يمر بالقرب منها يظن أن سكانها مترفين.. ولكن بسبب الظروف الاقتصادية لجأ بعضهم لبيع منازلهم، وبحثوا عن سكن في مناطق أقل درجة، وجاء آخرون مستأجرون، فضلاً عن حصول بعضهم على المنازل عن طريق الشراء من الملاك الحقيقيين، ومعظم قاطني تلك الديار من الورثة الذين امتنعوا عن البيع وفضلوا البقاء في منازلهم وأملاكهم.. مما أدى لحدوث فجوة وتباين طبقي، وذلك بوجود مواطنين فقراء يقطنون في أحياء غنية.. آخر لحظة قامت بجولة واسعة وكانت الحصيلة التالية: ٭ فئة واحدة منزلنا تحده البنايات الشاهقة من كل الاتجاهات، حيث قام بعض المواطنين ببيع منازلهم واراضيهم للمغتربين، هكذا بدأ المواطن (م-ن)الذي يقطن بحي المعمورة جنوبالخرطوم حديثه لصحيفة (آخر لحظة ).. مشيراً الى أن دخلهم محدود وجميع أفراد أسرته يعتمدون على البيع بالتقسيط.. وقال كنا في السابق طبقة واحدة متساوون من حيث متوسط دخل الأفراد، وحالياً ظهرت أسر غريبة تختلف عنا في العادات والتقاليد ومستوى الدخل.. وعلى الرغم من ذلك لا نشعر بالفوارق الطبقية المادية، فنحن أهل الديار. ٭ البحث عن الرزق وفي تلك الناحية الشرقية بضاحية كافوري أشار صاحب السيوبر ماركت الى وجود أسر عريقة وقديمة تقطن الحي، وتعيش في حالة ميسورة تبحث عن الرزق عن طريق الدخل اليومي أو الوظائف في الشركات والمؤسسات، وغالباً مايأتون للشراء عبر الحساب المفتوح. المواطن عثمان أحمد قال إنه يعمل موظفاً في أحد البنوك ووقال: إن منزله المكون من عدد من الطوابق تم بناؤه عبر الشركة التي تحملت تكلفة التشييد مقابل استئجار جزء من المنزل، حتى تتمكن من الحصول على المبلغ الذي دفعته مقابل التشييد في منطقة شرق النيل. وزاد قائلاً: إنه من ذوي الدخل المحدود ولا يعتبر نفسه غنياً ولكنه قال إن حالته ميسورة وأقطن في حي راقي ٭ الشعور بالدونية وأضافت السيدة (م_ح)أنهم مجموعة من الزميلات العاملات قمن باستئجار منزل يقع في ذالك الحي الراقي، وذلك نسبة لقربه من أماكن عملهن، وأضافت نشعر بالدونية والطبقية ونحن نخرج كل صباح للعمل ونشاهد الأبواب الفخمة، والعربات الفارهة تخرج من تلك القلاع الراقية، التي تعطيك الإحساس بأنك لا تعيش في مدينة الخرطوم.. وأيضاً قالت (م) المكان يتميز بالهدوء والسكون لا ضجيج ولا صخب، فالكل في بيته.. طرحنا السؤال على عدد من المواطنين الذين قالوا لا يوجد فقراء يقطنون في أحياء غنية، بل هناك مشردون ونازحون يقطنون في بنايات لم يكتمل تشييدها.. ولكن جولة الصحيفة أثبتت أن هناك بعضاً من ذوي الدخل المحدود أجبرتهم ظروف الحياة لبيع أراضيهم ومساكنهم في أحياء وسطية راقية لأغنياء مترفين، ليصبح آخرون من ذوي الدخل المحدود يعيشون وسط أولئك الأثرياء ٭ أبراج عاجية معزولة وقال الخبير الاقتصادي كمال كرار: إن فقراء الأحياء الغنية هم أناس ليس لهم مهن محددة يعملون بمهنة (خفير) لبعض أصحاب البنايات الفاخرة ولا يستطيعون تدبير سكن في الخرطوم، ويعيشون داخل هذه الأحياء في عزلة لا يختلط بهم أحد.. مبيناً بذلك يصبحون مثل الكلمة (الشاذه) داخل الحي.. مشيراً لسكنهم غير الصحي لأنهم لا يستخدمون الصرف الصحي، باعتبار أن البنايات التي يقطنون بها في الأغلب غير مكتملة، بالإضافة الى أنهم يعانون في توفير مأكلهم ومشربهم.. وأضاف من الفقراء الذين يقطنون الأحياء الراقية عمال المخابز وأصحاب البقالات الذين يؤطرون لقضاء يومهم داخل البقالة، ووصفهم من ذوي الدخل المحدود، وأن علاقتهم بالحي الفاخر لا تتجاوز المحل الذي يعملون به.. مردفاً: وكل هؤلاء بينهم والسكان حاجز سميك، ولا توجد علاقات اجتماعية ولا صلة بينهم من اي نوع، وقال الذين يقطنون في البيوت الفاخرة هم في أبراج عاجية معزولة عن العالم.. مشيراً الى أن هذا الوضع يزيد من حدة الاحتقان والصراع الطبقي في السودان. فالفقراء دائماً لهم قناعات بأن حقوقهم وتطلعاتهم سلبها منهم هؤلاء بكل الطرق الممكنة.