أغلقت وزارة الصحة ولاية الخرطوم قسم الطوارئ والإصابات بمستشفى الخرطوم الخميس الماضي بشكل نهائي، ونقل خدماتها لمستشفيات (إبراهيم مالك، الأكاديمي، بحري، وحاج الصافي)، وبينما شرعت الوزارة في تشييد مركز الخرطوم القومي لجراحة العظام، وصف جراحون قرار إغلاق قسم الحوادث بالمتعجل، وأنه تم دون تجهيز البدائل أو تجربتها للحكم على قدرتها على تقديم الخدمة، واستنكروا ربط الاغلاق بتشييد المركز، وقالوا إن الوزارة تتحدث عن مبانٍ فقط دون معدات أو تجهيزات فنية، من جانبها اعتبرت نقابة مستشفى الخرطوم الأمر بأنه امتداد لسياسة التجفيف متابعات في تمام الثانية عشرة من ظهر الخميس حضرت امرأة ترافق مريضة تعاني من كسر ورفض الأطباء استقبالها.. الأمر الذي أحدث مشادة كلامية بينها وأحد الأطباء، وفي الواحدة من نفس اليوم انسحبت وحدة د. محمود البدري وبقي الممرضون فقط، مما أحدث ربكة وسط المرضى الذين فوجئوا بإغلاق حوادث العظام (التروما). - رفض التسليم قبل اسبوع حضر وفد يتبع لوزارة الصحة بقيادة رئيس لجنة إغلاق الحوادث إلى المستشفى الجنوبي (الجناح الخاص)، بغرض سحب الأجهزة وتحويلها لمستشفى ابراهيم مالك، ولكن وزيرة الدولة بالصحة رفضت تسليم المعدات، وهي عبارة (أجهزة تخريم العظام). - غير جاهزة وفي الأثناء كشف مصدر مطلع عن عزم مدير مستشفى ابراهيم مالك على مخاطبة وزارة الصحة عن عدم جاهزية المستشفى لاستقبال حوادث العظام، وأن الأمر يحتاج لترتيبات تستغرق وقت، وللاستوثاق أكد مصدر من داخل مستشفى ابراهيم مالك عدم جاهزيتها.. وأشار الى اكتظاظها بالمرضى رغم ضيق الموقع.. وقال إن طوارئ العظام غرفة واحدة، وتوجد غرفتان فقط ليس بهما معدات. - لا علاقة لنا إغلاق حوادث الخرطوم يتطلب فتح منافذ خدمة للمواطن، ولتدريب الأطباء.. بهذه الجملة ابتدر استشاري جراحة العظام بمستشفى الخرطوم د. ياسر قشي حديثه للصحيفة وقائلاً: إنها إرث تاريخي وصرح شامخ قدم الخدمات للمواطن قرابة ال(100) عام، وتساءل قشي هل تم تجهيز البدائل مع مطلع العام؟، أما مايتعلق بالحديث عن إغلاق الحوادث بتوصية دفعنا بها نحن، فهذا غير صحيح ومضى قائلاً: نحن طالبنا فقط بمجمع جراحي، وهذه خطوة جيدة والإغلاق لا علاقة له من قريب أو بعيد بالمجمع. - إغلاق تدريجي بدوره يقول رئيس قسم العظام بمستشفى الخرطوم د. مبارك مكي عووضة: إن الحديث عن جاهزية البدائل غير صحيح، فالوزارة تتحدث عن مبانٍ ونحن نتحدث عن فنيات في كيفية التشغيل والمعوقات، والأجدرأن تغلق الجهات المعنية الحوادث بصورة تدريجية، بعد التأكد من جاهزية البدائل، والتنفيذ صاحبته اشكالات، أما المركز الجراحي فسيأخذ الكثير من الوقت في فترة أقلاها عام، حتى يصبح جاهزاً لاستقبال المرضى، وأضاف عووضة طالبنا بتفريغ الجناح الجنوبي لاستقبال الحالات الباردة ريثما يتم تشييد المركز. -استهداف: تجفيف الحوادث بدأ تدريجياً منذ بداية العام 2015م بهذه العبارة ابتدرت الأمين العام لنقابة مستشفى الخرطوم للمهن الطبية والصحية سعاد سالم حديثها: حيث أشارت الى إيقاف أطباء الامتياز، والخدمة الوطنية، في وقت كانت تقدم فيه المستشفى خدمات لا يضاهيها اي مستشفى آخر، والدليل على ذلك أنه المشفى الوحيد الذي يستقبل الحوادث المرورية والتي تمر على العديد من المستشفيات بما فيها ابراهيم مالك والأكاديمي وبشائر، خلاف الحالات الحرجة العادية المحولة من عدد من المستشفيات، والوزارة انتهجت سياسة تجفيف الموارد الذاتية للمستشفى، ابتداءً من الجناح الجنوبي والأبواب والميزانية لأكثر من اربع سنوات ونصف، وهذا استهداف ممنهج. - وقالت سعاد الوزارة تحينت الفرصة، حيث يمكن إقامة المركز دون المساس بالحوادث، وبالطبع المرض لا ينتظر حتى إقامة المركز الجراحي، وما تم اجراءات فصل فقط. - لسنا ضد التطور: وتمضي سعاد قائلة: إن النقابة لا تقف ضد التطور، ولكن الوزارة تتعجل وتتخبط في القرارات، واستشهدت بحضور المرضى من أصقاع الأرض.. وتساءلت: إذا تم توفير الخدمات بالأطراف لماذا يلجأ المرضى للخرطوم؟ واستدركت، جلها تعاني من نقص في الخدمات المتمثلة في المعدات والأجهزة والكوادر، وطالبت المسؤولين بالذهاب في زيارة ميدانية لتلك المستشفيات، وأردفت بالرغم من تجفيف مستشفى الخرطوم ما تزال تقدم خدمات تكاد تكون معدومة بالمرافق الأخرى كالأشعة المقطعية، والرنين المغنطيسي. - وأردفت سعاد: إن إغلاق المستشفى هو امتداد لسياسة التجفيف، ولم يتم استصحاب الآراء الفنية. - وأن العاملين بها سيتضررون من نقل خدماتها للمستشفيات الأخرى لعدم الالتزام بشرط الأيلولة، وهي توفير الحافز بجانب عدم التوزيع الجغرافي الذي ينعكس سلباً على الاداء والراتب، وقالت إنهم وصلوا لأعلى المستويات حتى رئاسة الجمهورية، ولكن نداءاتهم لم تجد أذناً صاغية. - لا يوجد رد على مدار يومين رابطت الصحيفة بالمستشفى لمقابلة المدير العام لمعرفة رؤيته حول ما يحدث، ولكن دون جدوى، كما اتصلت الصحيفة به هاتفياً ولكنه لم يرد على هاتفه حتى لحظة كتابة التحقيق. - توجيه رئاسي وبالمقابل قال مدير إدارة الطب العلاجي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم د. زهير عبد الفتاح إن قرار إيقاف استقبال الطوارئ والاصابات، وإنشاء مركز الخرطوم القومي لجراحة العظام تنفيذ لتوجيه نائب رئيس الجمهورية في مؤتمر جمعية جراحيي العظام الذي عُقد مؤخراً، وجاء القرار بتوصية من اللجنة الاستشارية لمركز الخرطوم القومي لجراحة العظام المعنية باكمال التوصيات بشأن خارطة جراحة العظام الصحية بولاية الخرطوم، وأضاف أن المركز عالي التخصصية، وتحويل حالات الطوارئ التي تستقبلها الخرطوم لباقي المستشفيات بالولاية المؤهلة والموزعة جغرافياً، حسب الخارطة الصحية للوزارة بتقديم خدمات المستوى الثالث داخل مستشفى الخرطوم التعليمي، والمركز يقدم الخدمات المتطورة كجراحة العمود الفقري، واورام العظام، واستبدال المفاصل، وجراحة اطفال العظام، وذلك حسب نظام الاحالة داخل ولاية الخرطوم والولايات الأخرى، ولابد من الاستفادة من استشاريي العظام الموجودين بالبلاد. - جاهزية المستشفيات ويواصل زهير حديثه قائلاً: المستشفيات جاهزة لاستقبال الحالات الحرجة، بجانب المجمع الجراحي الجديد بمستشفى ابراهيم مالك، حيث توجد به أربع غرف عمليات جديدة بزيادة الأسرِّة لتبلغ (40) سريراً قابلة للزيادة، بجانب افتتاح مركز التميز للإصابات والطوارئ بمستشفى الأكاديمية، والذي يشكل نقلة نوعية في هذا المجال، فضلاً عن تأهيل مستشفى امبدة النموذجي، وترفيع قسم العظام بمستشفى حاج الصافي والتركي وبشائر، وفي رده على سؤال الصحيفة عن جاهزيتهم في استقبال المرضى قال: القرار تم بتوصية من اللجنة الاستشارية لجراحة العظام بالولاية، وتضم في عضويتها أكثر من 90% من الاستشاريين بجراحة العظام. - تحوطات وكشف زهير عن حزمة تحوطات لمجابهة تداعيات إغلاق قسم الحوادث، تمثلت في تشكيل لجنة إسناد وتوفير عربات إسعاف على مدار ال(24) بالمجان لنقل الحالات التي ترد عن طريق الخطأ إلى المستشفيات الأكثر جاهزية. - مبنى العظام من جهتها شرعت وزارة الصحة في تشييد مجمع الخرطوم الجراحي بوتيرة متسارعة، ومن المتوقع أن يبدأ المركز في تقديم خدماته خلال النصف الأول من العام الحالي، وسيتم تشييدة وفق المعايير العالمية حسب إفادات د. زهير الذي استنكر الحديث عن استهداف المستشفى.. وقال: إن كل الذي تم تطوير الخدمات المقدمة بصورة تليق بمكانة المستشفى التاريخي، بجانب تخصيص جزء منه لمستشفى الذرة، حيث أضفنا 150 سريراً للذرة، وهذا يعتبر سابقة لم تحدث. وفي رده على سؤالنا حول التعجل في قرار الإغلاق دون تجهيز بدائل قال زهير: تم تجهيز أقسام المجمع الجراحي بمستشفى ابراهيم مالك منذ اكتوبر الماضي، ولم تتم الاستعانة به إلا الآن، وتم تنوير الجهات ذات الصلة، وهناك فرق بين سرعة الانجاز والعشوائية .