منذ أن اختلفت الحركات المكونة للجبهة الثورية على رئاسة الجبهة وانقسمت إلى فريقين الأول بقيادة جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة ويضم حركات دارفور، والثانى برئاسة مالك عقار رئيس الحركة الشعبية شمال، ويشمل مجموعات من شرق السودان، تغيرت مواقف المكونات من الحوار مع الحكومة، فبعد أن كان الموقف الثابت هو الحوار الجماعي وعدم الثنائية، جلست الحركة الشعبية على انفراد مع حكومة السودان فى أديس أبابا في حوار أطلق عليه الحوار غير المباشر خرج بتفاهمات أشاد بها الرئيس البشير.. وفى المقابل بحثت حركة العدل والمساواة عن مسلك جديد يبدو أنها وجدته عبر الوساطات التى قادها المؤتمر الشعبى الذى يقوده الشيخ حسن الترابى، حيث التقى المحبوب عبدالسلام القيادي المحسوب على الشعبي بوفد من حركة العدل والمساواة فى عاصمة عربية فى إطار العملية السلمية ٭ تفاؤل قطر الحكومة القطرية بالرغم مما اعترى مسار المفاوضات بشان دارفور من تحديات أبرزها مقتل قيادات حركة العدل والمساواة الموقعة على السلام بمنطقة بامنا التشادية، بينما كانوا في طريقهم للداخل لتنفيذ الاتفاق على يد مجموعة جبريل إلا أنها لم تفقد الأمل فى إلحاق غير الموقعين بعملية السلام، حيث بعث نائب رئيس الوزراء القطرى أحمد آل محمود بنداءات متكررة للحركات للحاق بمنبر التفاوض فى بلاده، كان آخرها نداؤه الذى أطلقه من قرية أم ضي النموذجية بشرق دارفور، عند مشاركته فى افتتاحها برفقة النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكرى حسن صالح ، إذ أن آل محمود تعهد للراغبين فى التفاوض بجمعهم مع الحكومة، وقال لهم إن عاصمة بلاده ترحب بهم وعلى استعداد لاستضافتهم من أجل إحلال السلام في دارفور ٭ تقدم غير مباشر بحسب مصدر قيادى بحركة العدل والمساواة تحدث ل«آخرلحظة» من مقر إقامته بأوروبا، فان وفداً من الحركة سيجتمع بمسؤولين قطريين خلال الأيام القريبة المقبلة بالدوحة، في إطار عملية السلام، وتاكيداً لتوجه حركة جبريل إبراهيم نحو التفاوض مع الحكومة، وربما استجابة للمساعي القطرية، فقد قال قيادى بحركة العدل والمساواة الجديدة، بقيادة منصور أرباب إن وفد الحركة الذى يقوده جبريل سيجلس مع الحكومة بتوسط من المؤتمر الشعبي، وأورد أن الوساطة ناقشت قضية الديات فى قتلى بامنا التشادية، التى راح ضحيتها رئيس حركة العدل والمساواة جناح السلام محمد بشر ونائبه أركو سليمان ضحية، ولم يحدد القيادى التوقيت للتفاوض المباشر بين الطرفين ٭ مطلوبات ما قبل السلام حركة العدل والمساواة الموقعة على السلام بقيادة بخيت دبجو قالت على لسان أمينها السياسى نهار عثمان نهار إن مجموعة جبريل إبراهيم إذا كانت متجهة نحو السلام فعلياً عليها أن تفي ببعض المطلوبات، وفي مقدمتها الاعتراف بالخطأ الذى ارتكبته في منطقة بامنا بقتلها واختطافها للقيادات، وحل المشكلة مع أولياء الدم، إلى جانب الإفراج عن الرهائن الذين بطرفها كبادرة حسن نية، وأورد نهار أن هنالك إشارات سابقة صدرت من محجوب حسين القيادى بحركة جبريل فى إتجاه السلام، بجانب إشارات أخرى من مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان، الذى قال إنه لايرفض الدوحة منبراً للتفاوض ، مشيراً إلى أن هذه الإشارات تعد تحولاً ايجابياً فى مواقف الحركات غير الموقعة، واصفا ذلك بالطريق الايجابي، واختتم بقوله ندعم أى اتجاه لفتح وثيقة الدوحة واستئناف التفاوض ٭ دوافع اللحاق بالعملية السلمية رئيس حركة العدل والمساواة التي انضمت للسلام بحرالدين عبدالله إسماعيل والذى إنشق عن جبريل إبراهيم مؤخراً شرح الأسباب التي ستقود جبريل إلى التفاوض مع الحكومة والمشاركة فى السلام، والتي أجملها فى تغير الظروف الحالية عن ما كانت عليه فى السابق، واستمرار الحرب لفترة طويلة، والهزيمة التي لحقت به فى قوز دنقو، والتى جعلته غير قادر على المقاتلة، بالإضافة إلى أن المناخ الحالي مناخ حوار، وإذا عزل نفسه سيكون خياراً غير موفق، وسيجد الرفض من أهل السودان عامة ودارفور خاصة، فضلاً عن تحسن العلاقات مع الجنوب، حيث سيفرض عليه ذلك مغادرة الأراضي الجنوبية التى يتواجد فيها، ولن يستطيع الذهاب إلى جبال النوبة لاختلافه مع الحركة الشعبية بشأن رئاسة الثورية، كما أنه لن يدخل دارفور لعدم امتلاكه القوة الكافية التى تمكنه من دخول عمق المنطقة