مهنة الحدادة من المهن الشاقة التي تتطلب الصبر وقوة التحمل، حيث أن (الحداد) يتعامل مع الحديد والنار، والبيئة المحاطة بالأخطار، تطور الآليات المستخدمة فيها.. (آخر لحظة) التقت بصاحب ورشة حدادة عبد المنعم حسن للحديث عن هذه المهنة والتطور الذي ظهر فيها والجماليات التي طالت الكثير من مصنوعاتها والمشاكل والصعوبات التي تواجههم الخرطوم : إلهام عبد الله يتحدث حسن عن بدايته فيقول: مارست (الحدادة) وعمري عشر سنوات، حيث لم تسمح لي الظروف بمواصلة تعليمي، فاتجهت للورشة لأني أحب هذه المهنة بالفطرة، فتعلمت في بداياتي التعامل مع حجر النار، وماكينة اللحام، لإعادة تأهيل الحديد المكسور ولحامه بالأوكسجين، والتعامل مع الدربكين والشاكوش، وبعد عامين من العمل أصبحت شيخ الحدادين، ثم غادرت البلاد بعد ذلك في رحلة اغتراب بالمملكة العربية السعودية، عدت منها بعد خمس سنوات لقناعاتي أن عمل الحدادة في السودان أفضل من المملكة، لاعتبارات كثيرة منها التنوع مثل صنع (البنابر)، والسراير، وترميم (المكسور) وغير ذلك. وعما تتطلبه مهنة الحدادة قال عبد المنعم : الحدادة مهنة صعبة جداً، وتحتاج الى الصبر والإرادة، والقوة والتحمل، لأننا نتعامل مع الكهرباء والنار، كما تحتاج إلى المهارة لجودة الصناعة. كما تحدث عبد المنعم قائلاً : إن أكثر ما نعانيه هو انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى إرتفاع قيمة الإيجارات والضرائب. وعن أبرز مايصنعه الحدادون يقول: أكثر ما نعمله هو (السراير)، والكراسي، التي أصبحت تحمل الكثير من الأشكال والتصاميم الفنية، وأضاف لكن رغم ذلك لم تعد مهنة الحدادة كما كانت أيام زمان، حيث لم تعد مريحة والطلب على منتجاتنا قليل، فمثلاً أيام زمان كنا نصنع اعداداً كبيرة من الكراسي.. أما اليوم فتمر علينا أسابيع دون أن نصنع كرسياً واحداً، لذلك قل الدخل عن ما كان عليه، وهو يتفاوت على حسب ما ننتج و(مستورة والحمد الله).