الحوار الوطني المنعقد بقاعة الصداقة في هذه الأيام ورغم انقضاء فترة الثلاثة أشهر المضروبة كموعد لانتهاء أجله، تم تمديده لشهر آخر لمواصلة اللجان أعمالها التي لم تكتمل بعد مضي أكثر من الشهر والنصف، «آخر لحظة» التقت برئيس اللجنة الإعلامية للحوار الوطني، الناطق الرسمي باسم آلية (7+7) رئيس حزب الحقيقة الفدرالي فضل السيد شعيب، ووضعت أمامه حزمة من التساؤلات التي ظلت مسار استفهام الجميع كحادثة الكشف عن القيمة الخرافية لوجبات أعضاء الحوار والتداعيات التي صحابتها من قبل المتحاورين ومقترح الحكومة الانتقالية الذي دفع به الشعبي والأصوات المرتفعة من قبل لجان الحوار بأن آلية (7+7) تسيطر على المشاركين في الحوار، بجانب العديد من القضايا الساخنة طرحناها عليه بمكتبه بالآلية بالطابق الثاني بقاعة الصداقة الذي نفذنا إليه بصحبته بعد محاولات منعنا من قبل الحراس من التوغل إلى مكان الآلية. فأتت إجابة شعيب ساخنة بعض الشيء على غير الطقس الشتوي البارد الذي يلف قاعة الصداقة نوعاً ما، فإلى مضابط الحوار: حوار: أيمن المدو * هناك اتهام للجنة (7+7) بأنها تمارس سيطرتها وهيمنتها على لجان الحوار؟ - لجنة (7+7) تدير أعمال الحوار الوطني ولكن ما هي الهيمنة، فنحن نقوم بمراقبة لجان الحوار من أي جهة تحاول أن تهيمن عليها وتفرض آراءها على المتحاورين وتمرير أجندة خاصة، ونهدف إلى أن تتاح الفرصة للأحزاب حتى تقول رأيها بكل صراحة، عموماً نحن نقف مع المتحاورين ضد الهيمنة ولكن لسنا نحن المهيمنين، لأننا ندير الحوار بنصف خارطة الطريق. * مقترح اللقاء التحضيري بالخارج هل يمثل رديفاً للحوار الوطني؟ - الآن من ناحية عملية اللقاء التحضيري قد عفا عليه الزمن وعلى الإخوة الذين يمانعون في الدخول إلى الحوار الوطني، التعامل مع واقع جديد بعد مخرجات الحوار، ونحن لا يمكن أن ننسف عملاً مضى فيه أكثر من ثلاثة أشهر، بأن نبتدره من جديد عبر اللقاء التحضيري، والأمر الذي يجب علينا أن نناقشه في الحوار، هو مسألة كيفية طرح موضوعات الحوار وكيفية الإجراءات التي تقود إليه، وعلى الإخوة الذين يمانعون حركات مسلحة وأحزاباً سياسية، أن يتعاملوا مع الواقع الذي سيفرزه الحوار من خلال المخرجات التي نأمل أن تلبي أشواقنا وأشواقهم جميعاً... * مقاطعاً: أما كان الأجدر بكم أن تجلسوا مع الممانعين بإقناعهم بالحوار؟ - ظلت أبواب الحوار مفتوحة منذ أن أعلن السيد رئيس الجمهورية انطلاقته في السابع والعشرين من يناير في العام الماضي وإلى اليوم ظللنا في اتصال مستمر بالأحزاب الممانعة ولم ينقطع ولكنهم لم يرغبوا في الدخول إلى الحوار من خلال إعلاناتهم، ومن خلال البيانات التي ظلوا يصدرونها من مواقعهم سواء كانت في مدن باريس أو أديس، وكل هذه المؤشرات تدل على أنهم لا يرغبون في الحوار بنفس الطريقة التي قبلناه بها. * في تقديرك ما هي الأسباب الحقيقية التي تجعلهم لا يرغبون بالحوار؟ - لا أعلم. * هل هناك تحديات أو صعوبات تواجه الحوار الوطني؟ - ليست هنالك صعوبة تواجه الحوار غير أننا ننتظر تنفيذ مخرجاته بحسب وعد رئيس الجمهورية، وهذه أكبر عقبة نتمنى أن نتجاوزها بمثل ما تجاوزنا الثلاثة أشهر من خلال الطرح الموضوعي الذي تقدمت به الأحزاب السياسية والحركات المسلحة في كافة القضايا المطروحة في الساحة التي تمثل الأزمة السودانية منذ الاستقلال وحتى الآن. * تمديد الحوار هل قصد منه خلق فرصة أخيرة إلى الممانعين باللحاق بقطار الحوار؟ - التمديد كان من أجل إكمال الأوراق المطروحة للنقاش وربما لحق بالحوار، وخلال هذه الفترة يمكن للممانعين من الأحزاب والحركات المسلحة أن يلحقوا بالحوار و مناقشة بقية الأوراق بصورة أساسية ومرتبة، وحينها يكونوا قد شاركوا مع المتحاورين في صناعة الشرف الباذخ ومناقشة القضايا الست، ولكن حينما يغلق هذا الباب وقتها سنتعامل بصورة أخرى مع هؤلاء الممانعين. * بحديثك عن مخرجات الحوار الوطني، ألا تمثل الحكومة الانتقالية التي بشر بها الترابي، السر الذي يدور حوله الحوار؟ - الحوار الوطني طرحت فيه قضايا متعددة، ولكن مقترح الحكومة الانتقالية يتم حسمه من خلال المخرجات النهائية التي تعرض على مؤتمر الحوار الذي سيشارك فيه كافة القوى المشاركة في الحوار من الحركات المسلحة والأحزاب السياسية، والطرح الذي يتوافق عليه الكل بصوت واحد سيجد طريقه إلى التطبيق كنظام للحكم. * لكن هنالك آراء داخل لجان الحوار تؤيد مقترح الحكومة الانتقالية؟ - هذا رأيهم ونحن لا يمكن أن نحجر أو نرفض أو نقف عقبة في وجه من يريدون الحكومة الانتقالية، وكذلك لا نستطيع الوقوف في وجه من يريدون حكومة قومية، وهذه كلها آراء تطرح ولكن المحك الأساسي والحاسم والنهائي هو مؤتمر الحوار الوطني، ووقتها ستستبين كل الأمور إن شاء الله. * هنالك أصوات ارتفعت بأن الزخم الإعلامي الذي وجدته الناشطة السياسية تراجي مصطفى، لم تجده رموز سياسية مقدرة؟ - الآلية لا تميز الأشخاص الذين يأتون إلى الحوار سواء كانوا حركات مسلحة أو أحزاباً أو شخصيات قومية، ولكن الجهة التي دعت تراجي هي التي صنعت لها هذا الحراك والشهرة وخلقت لها البرامج وحجزت لها مساحة في الإعلام والمجتمع. * بعض المشاركين بالحوار نظموا وقفة احتجاجية أمام قاعات الحوار لمطالبات شخصية؟ - بالنسبة لنا هذا سلوك لا نقبله، فالمطالبات الشخصية في هذا المرحلة يجب أن تطالب بها الحكومة التنفيذية، فالحوار ولجان الحوار تقوم بمناقشة قضايا أساسية نعتبرها الداء الأساسي للسياسة السودانية منذ الاستقلال وحتى الآن ومن خلال الحوار نريد أن نضع الأسس التي بها كيف يحكم السودان، وأي مشاكل خاصة بأعضاء الحوار يجب أن تذهب إلى الحكومة التنفيذية وليس قاعة الحوار الوطني. * ماذا بشأن الكشف عن التكاليف المالية المرتفعة للوجبات الخاصة بأعضاء لجان الحوار؟ - نحن نستنكر هذا الأسلوب ونستنكر عملية الكشف عن هذه المعلومة، لأن قاعة الصداقة منذ تأسيسها في السبعينيات أقيمت بها مئات المؤتمرات لم يسأل أحد عن تكلفة هذه المؤتمرات، ولم يتابع أحد كم صرف عليها لا سيما وأن أهم حوار انعقد في قاعة الصداقة هو مؤتمر الحوار الوطني، وهذا سلوك نرفضه من الجهة التي صرحت أو الصحيفة التي أوردت الخبر، ففي تقديرنا المال مال الشعب السوداني، والقضايا قضايا الشعب السوداني، والذين يتحاورن هم أبناء الشعب السوداني، ويجب أن يتمكنوا تماماً من أداء واجبهم بصورة أساسية، نحن نذهب معك إلى أبعد من ذلك، فنحن الآن في آلية الحوار الوطني (7 +7) نطالب المتحاورين الموجودين بقاعة الصداقة ب«أتعاب» وميزانيات من قبل الدولة، لأن الدولة صرفت على الحرب، فلا بد لها أن تصرف على السلام، فهذه هي مستحقات السلام التي يجب أن تقوم بها الدولة. * يقال إن الحركات المسلحة أتت للحوار نظير أموال تسلمتها من قبل الحكومة؟ - لا علم لديّ بذلك. * لماذا لم يتم الكشف عن تكاليف الوفود التي أتت من الخارج للمشاركة في الحوار كوفد تراجي، من إقامات الفنادق والنثريات مثلما كشف عن وجبات قاعة الصداقة؟ - الدولة تستطيع من خلال مسؤوليتها أن تصرف على الحوار وأن تصرف على المحاورين وأن تصرف على الحركات المسلحة، وهذا يعتبر صرفاً من أجل السلام، وأي صرف يتم على الحركات المسلحة والأحزاب والشخصيات القومية وعلى البرامج التي تدعم السلام وتنبذ الحرب وتقوي «اللحمة» الوطنية، يعتبر من باب الصرف على السلام، وهو من أوجب واجبات الدولة. * بعض الأحزاب لم تجد فرصتها لمناقشة قضايا بصورة مستفيضة مما أدى بهها إلى الخروج من الحوار؟ - لا علم بأن هنالك حزباً خرج من الحوار لأجل عدم سماع رأيه، ولو كان هنالك حزب خرج من أجل ذلك، يجب أن يأتينا الآن في اللجنة لنقوم بمعالجة هذا الموضوع. * ما هي تلك المعالجات؟ - نحن من خلال مكتب آلية (7+7) يكون هناك شخص مداوماً في هذا المكتب ليتلقى شكاوى الأحزاب والحركات المسلحة والشخصيات القومية، لنقوم بحلها مع الأمانة العامة. * علمنا أن هنالك تحوطات لمنع الصحافيين من الدخول إلى مكتب (7+7)؟ - الآن أنت موجود وليس هنالك من يمنعك، وإذا حدث وأن منع صحفي من الدخول، عليه الاتصال بأحد أعضاء لجنة ال(7+7) ولا مانع لدينا أن تأتي الصحافة كل يوم لتغطية هذا الحدث المهم. * الآن أين يقف قطار الحوار الوطني؟ - الحوار يمضي بكل وطنية وسلاسة وشفافية، وكثير من المنظمات الأجنبية التي تعنى بالشأن السياسي زارت موقع الحوار الوطني بقاعة الصداقة، وأكدوا دعمهم ومساندتهم للحوار وتبدد المخاوف التي كانوا يحملونها بأن الحوار يهيمن عليه الحزب الحاكم، وهذا انتفى ومعظم المهتمين بالشأن السياسي ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية زاروا موقع الحوار، وأؤكد لك أن الحوار قطع شوطاً كبيراً وما زلنا نوجه النداءات إلى الممانعين من الحركات المسلحة أن يأتوا إلى الحوار وأن يساهموا ويشاركوا في قضايا الحوار الوطني، وهذا شرف كبير، فهذا الحوار يعتبر النسخة الثانية من استقلال البلاد، ونحن حينما نحتفل بالاستقلال يجب كذلك أن نحتفل بالحوار، وعلى الممانعين أن ياتوا إلى الحوار حتى لا يتفاجأوا بالواقع الجديد الذي سيفرزه في المستقبل القريب.