جعلني المرض في الأيام المنصرمات صاحي كالنعسان، ومابين شعور انعدام الوزن ووجيف القلب، وإرهاق الجسد كنت أتناول ما وصفه الطبيب العمومي الموجود في أقرب مشفى لدارنا، بعد أن داهمنا خلوته وهو يطالع في كتاب بعد منتصف الليل، وقد كان ناجعاً بحمد الله، وتنسمت العافية ملء رئتي واستجبت فوراً لدعوة من وزارة الصحة لمؤتمر تنويري في مشفى (التميز للطوارئ والإصابات) بامتداد الدرجة الثالثة، ليس الجديد المبنى الفخيم المجهز بأفضل الأجهزة الطبية المساعدة في سرعة التشخيص، وبدقة متناهية، ولا الاهتمام بكافة التفاصيل وغرف العمليات التي لا يتوقع أن تكون بكل هذه المعدات داخل مستشفى حكومي، لكن ما يستحق الإشادة فعلاً هو فكرة الطوارئ نفسها وإعداد كادر بشري مؤهل متخصص للإنقاذ في (الساعة الذهبية)، وهي الساعة التي تعقب الحادث أو الإصابة مباشرة، فإن لم تجد سرعة تشخيص وإسعاف مناسب من اختصاصي مؤهل فقدنا الأرواح بلا جدال، وكم من نفوس التحقت بالرفيق الأعلى وهي تنتقل من مشفى لآخر بداعي أن هذا ليس من اختصاصنا.. أن حالات المرض الباردة أو التشخيصية غير المستعجلة متوفرة في المراكز الصحية المنتشرة، أو المستشفيات المرجعية، ولكننا في حاجة فعلاً لأكثر من مستشفى للطوارئ والإصابات والتي تحتاج للسرعة، ووجود تيم مؤهل قادر على التعامل بسرعة مع الحالات الحرجة.. انبهارنا بالتميز جعلنا متخوفين من السلوك البشري غير المسؤول مع المرافق العامة رغم أننا نحتاجها وتقدم لنا خدمات أساسية، لكننا في كثير من الأحيان نسبب الضرر بأنفسنا بتعاملنا غير الحضاري، فكم من مشروع كبير وجميل، بذلت فيه الجهود والأموال تحول الى معالم وأطلال بالية بفعل البشر.. الغريب أن ذات المواطن يجيد التعامل مع كافة المرافق خارج أرض الوطن فتأمل. تضم مستشفى التميز عدداً لا يستهان به من الاختصاصيين في شتى المجالات.. إضافة الى اختصاصي الطوارئ رغم ندرة التخصص، وسؤالنا للسيد الوزير عن كيفية الحفاظ على الكادر في ظل الهجرة المستمرة للأطباء سيما في الطوارئ، فرد بأن مجلس التخصصات بصدد تأهيل أكثر من خمسمائة طبيب طوارئ، وأن مسأله التدريب مستمرة حتى لا يحدث فراغ. زاوية أخيرة:- التمييز عمل متميز في مصلحة المواطن، حافظوا عليها بذات الجمال لتكون ضمادة تشفي الآهات.