للشاب والشابة ... للمرأة الذوق ..... وللرجل الشيك .... ما تزال هذ الكلمات ترن على آذان أبناء جيلي والذين من قبلهم، والتي ترنم بها قيثارة الفن السوداني الراحل عبد العزيز محمد داؤود كإعلان سماعي عبر الإذاعة السودانية، ولعل هذه الكلمات الرائعة تمثل مدرسة للتعبير عن فن الإعلان وصناعته الابداعية قديماً حيث كانت الإعلانات على قلتها على مستوىً راقٍ من الكلمات والأداء، ويقدم بصورة إيجابية زاهية تخاطب العقل أولاً وليس الغرائز والشهوات، والتي تزخر بها الإعلانات الموجودة أو التي تعرض الآن، فما يعرض الآن من إعلانات تفتقر لأبسط قواعد الإعلان من حيث الفكرة والحبكة والنصوص والأداء، إضافة للمنتج الذي يراد الإعلان عنه، فمن غير المعقول أن يعلن عن منتج زراعي كالعدس والأرز مثلاً، فالفكرة ليست واضحة هل المقصود المنتج أم شركة التعبئة؟ هذا من جانب، من جانب آخر هناك بعض الإعلانات التي تخاطب طبقة معينة، ويظهر ذلك في البيئة التي تم تصويرها أو في طريقة أداء المعلنين وشكلهم، وهذا لعمري يخالف اهم قواعد الاعلان واهدافه من حيث مخاطبته لكل أطياف المجتمع، بل قد يكون هذا النوع من الإعلانات وبالاً على الجهة المعلنة بإثارة بعض مشاعر الغبن المجتمعي، بما يؤدي في نهاية المطاف الى مقاطعة المنتج أو الجهة المعلنة وفي تقديري هذا الفعل يهزم فكرة الإعلان نفسه، فالبساطة والتلقائية والحبكة والأداء هي من أهم مميزات الإعلان الناجح، وبالتالي الاقبال على المنتج يكون بصورة إيجابية، فيا أهل الإعلانات ويا أهل الإنتاج دونكم الاسكتشات الخاصة بشخصية (خلف الله عذبتنا) والتي تركت أثرها الواضح لدى الجمهور، فلماذا لا نستفيد من شخصيات درامية وفكاهية أو غنائية مقنعة في الترويج للإعلانات بدلاً عن هذا الغثاء، وبمثلما بدأت بأبي داؤود أختم بإعلان كان يؤديه العملاق شرحبيل ومازلت أذكره وظل طوال هذه المدة عالقاً بذهني لجودة كلماته وبساطتها، وكان الإعلان خاص بمنتج أندروس والذي كان معروفاً (بالفوار). أندروس أندروس ... منعش فوار .... صديق المعدة .... دائماً منعش ..... اندروس....