* أثناء زيارة قام بها الفنان الكبير محمد وردي إلى منزلي في دولة الإمارات لمح على الجدار صورة لنا كنا قد التقطناها سوياً أثناء بروڤة لأغنية «عصافير الخريف» في منزل عازف الإيقاع المعروف الزبير محمد الحسن، توقف وردي عند هذه الصورة كثيراً يتأمل فيها بشيء من حزن غامض، وفجأة قال يسألني: ترى هل اتجهت عصافير الخريف شرقاً أم أنها اتجهت غرباً؟.. أم أن السماء لم تفسح لها مكاناً بين أحضانها فهامت العصافير؟ * حين قرأت مطلع أغنية «شربات الفرح» على الفنان عبد الكريم الكابلي قال لي إنها أغنيتي وأكد لي أنها لو ذهبت إلى فنان آخر فإن ذلك سيعرض ما بيننا من بساتين نضيرة إلى مجرد أطلال، بعدها بأيام أكملت أغنية «شربات الفرح» فأخذتها إلى عبد الكريم، فترنم بها مغنياً، بل جعل منها شرباتاً من الفرح طاف به على كل بيت سوداني. * رفضت الممثلة العالمية صوفيا لورين عرض زواج من ثري يعتبر ملكاً من ملوك مناجم الماس، سألها أحد الصحفيين عن ذلك؟ فأجابت: نعم رفضت طلبه بالزواج مني بعد أن أكتشفت ذات مساء أنه ينظر باستخفاف إلى أعشاش للعصافير معلقة على إحدى أشجار حديقة منزل خلفية، ثم سألني مستنكراً كيف تتحملين صوت هذه العصافير وهي تشقشق صباحاً؟.. فقلت له: أنت لست زوجي ولن تكون. * ظلت كل المصانع اليابانية العاملة في مجال صناعة اللؤلؤ تحاول جاهدة في الحصول على لؤلؤة طبيعية واحدة دون جدوى، وذلك بالرغم من إهدارها للملايين من الأموال الطائلة، المدهش في الأمر أن المحارة تلد اللؤلؤة الطبيعية بكل بساطة على ضفة من أمواج ناعمة دون ضجيج لمصانع تهدر أو أموال تتدفق، وسبحان الذي له في خلقه شؤون. * كانت الشوارع في حيّنا القديم بمدينة الختمية في كسلا تتعطر بخطواتها، أما جبال التاكا فقد كانت تتحول إلى حمامة بيضاء تحلق من حولها، وفجأة وجدت نفسي أغادر التاكا مهاجراً في غربة استمرت لسنوات طويلة، عدت من بعدها إلى منزلنا وأنا أتلهف شوقاً إلى احتضان بعض من طفولتي التي تناثرت على ساحته ضحكة هنا ودمعة هناك، وفي صباح اليوم التالي لمحت جميلة التاكا تمشي أمامي كأنها الآهة تمشي على أرض، فعدت إلى داخل المنزل وأنا لا أعلم من أنا؟